قال الميجر جنرال كوبي باراك رئيس لواء التكنلوجيا والدعم اللوجستي ومدير النقل والامداد في الجيش الاسرائيلي ان الحرب القادمة في الشرق الاوسط ستكون مفاجئة مشيرا الى ان اسرائيل غير مرتاحة للاتفاق الامريكي الروسي بشان اتلاف الاسلحة الكيميائية السورية.
وقال كوبي باراك في مقابلة حصرية مع صحيفة معاريف نشرت على موقعها الالكتروني اليوم السبت انه فوجئ بالاتفاق الروسي الامريكي حيث كان مستوى التاهب في اسرائيل وفي القوات الامريكية في اقصى درجاته مشيرا الى ان الجيش الاسرائيلي وصل في استعداده لمرحلة الذروة حيث عبئ جنود الاحتياط وجهزة وحدات الدفاع الصاروخي المختلفة من قبة حديدة الى منظومات السهم اضافة الى منظومات الباتريوت وتم افتتاح وحدات تخزين الطوارئ لمعدات الجيش الاسرائيلي استعدادا للحرب التي كانت قريبة الحصول جدا جدا ولكن الجميع فوجئ ويعيش الان حالة استرخاء منذ اسبوع لكنه اشار الى امكانية اندلاع الحرب في اية لحظة اذا لم يتم تنفيذ الاتفاق او اذا كان التنفيذ سيئ.
واضاف ان اسرائيل بمختلف اجهزتها تتابع عن كثب ما يجري في سوريا مشيرا الى ان اسرائيل تعيش في بيئة استراتيجية معقدة للغاية .واضاف على الجانب الآخر نرى أيضا دخول قوات وتنظيمات مثل القاعدة والسلفيين على الساحة مما سيسصعب التعامل معها بعكس الأنظمة السابقة التي كانت حاكمة في دول المحيط وكان التعامل معها سهل نسبيا للتعامل معها.
وقال :”اننا نقدر وأن عدم الاستقرار سيستمر لفترة أطول مما يدفعهم للعمل من اجل افاق جديدة وتطوير قدرات الجيش الإسرائيلي الذي لديه قدرات عامة للتعامل مع أي تطور “.واضاف :”ينبغي أن جاليش الإسرائيلي ان يكون في حالة من الاستعداد لقدرات العدو و نواياه وقدرة على تقدير هذه القدرات وخصوصا عندما تكون هذه القدرات هي أيدي غير عقلانية حيث حالة الرئيس السوري يمكن ان تصل في اي لحظة لفرضية انه لا يوجد هناك شيئ ليخسره وانه لن يكون باقيا في الحكم فمن الممكن ان يستخدم اي شيئ لديه ويفقد السيطرة كما حدث مع استخدام السلاح الكيماوي قبل نحو شهر في الحرب الاهلية.
واشار باراك الى ان اسرائيل تستفيد من كل تحربة او حرب تخوضها موضحا ان اخر هذه التجارب كان الحرب الاسرائيلية على غزة التي سميت عامود السحاب موضحا ان الجيش في جلسات استخلاص العبر استفاد من التجربة حيث تعرف على اليات ومنظومات العمل التي يستخدمها الطرف الاخر وهنا المقصود سوريا وايران التي دعمت حماس والجهاد في اطلاق الصواريخ لكنه رفض الخوض في تفاصيل العمليات.
واوضحت معاريف ان لواء او وحدة التكنلوجيا والدعم اللوجستي يعتبر فيلق الامداد العسكري والطبي حيث يزود الجيش بالذخائر والعتاد والدعم التكنلوجي والاتصالات ويشرف على عمليات نقل المعلومات ايضا كما انه يعمل على بناء وحدات ومراكز وخدمات التدريب في الجيش الاسرائيلي الى جانب وحدات الطوارئ والخدمات الطبية.
واوضحت الصحيفة ان نقلا عن باراك قوله ان الجيش استفاد من تجربة حرب الغفران كثيرا حيث ضاعف قدراته الاحيتاطية في العتاد والعدة والدعم والامداد الى ثلاثة اضعاف مما كانت عليه قبل حرب الغفران حيث تبين حينها انه لم يكن مستعدا من ناحية الامدادات وتواصلها.
واشار الى ان الواقع الاقتصادي في اسرائيل سيفرض نفسه على الجيش وقدراته واستعداداته واحتياطاته مشيرا الى ان رئاسة الاركان ستعقد في الايام المقبلة ورشات عمل تتعلق بتقليص الميزانيات حيث ستتضمن التخفيضات عدة الوية هي المدرعات النظامية والاحتياطية كما سيتم اغلاق اسراب عسكرية في سلاح الجو واغلاق وحدات لوجستية كما سيتم تسريح 4000 جندي وضابط ومستخدم في الجيش الاسرائيلي كما سيجري تخفيضات عى موازنات الحبرية والاجهزة الاستخباراتية ايضا .
واشار باراك الى ان هذه التقليصات في الوية الجيش تستوجب العمل بشكل اكبر للحصول على وسائل تكنلوجيا حديثة حيث ان انظمة الدبابات الحديثة يمكن ان تستخدم بجنود اقل مما سيوفر على خزينة وزارة الدفاع لكن الوزارة يجب ان تدرك ان الاوضاع المحيطة خطيرة وعلى الجيش ان يكون مستعدا لمواجهة التهديدات في كافة الجبهات والمجالات واتخاذ اجراءات التقليص حاليا ستؤدي الى حدوث فراغ حيث ان التكنلوجيا التي يمكن ان تعوض التقليصات غير متوفرة بشكل كافي حتى الان في كافة انظمة الجيش واجراء بعض هذه التغييرات سيحتاج الى وقت طويل جدا.
واشار الى ان التجربة تشير الى اهمية الجاهزية موضحا انه قبل حرب عامود السحاب الاخيرة كان قسم تكنلوجيا الجيش لا يعرف شيئا سوى ان الجيش ذاهب لاغتيال احمد الجعبري ولم نكن على دراية بان صورايخ حماس ستضرب انحاء اسرائيل المختلفة .
و وفقا لباراك فان تجربة غزة افادت الجيش لكنه يدعو الى اليقظة من خطر 70 الف صاروخ لحزب الله في جزء كبير منها يجري التحكم الكترونيا كما ان قدراتها من حيث القوة والمسافة اقوى بكثير مما لدى حماس كما ان لدى سوريا نفس العدد تقريبا مع وجود صواريخ ثقيلة مما يجعل اهدافا كثيرة في شمال اسرائيل عرضة للضربات موضحا ان أهداف مثل محطة الطاقة في الخضيرة ، وطارات مدنية مثل بن غوروين في تل أبيب و القواعد الجوية تحت تهديد خطير.واشار الى ان بطاريات ” القبة الحديدية ” قد لا توفر الحماية الكاملة ضد هذا التهديد. حيث من المرجح أنها سوف تكون مكرسة لحماية البنية التحتية الحرجة و قواعد سلاح الجو .
واوضح الجنرال ان التقديرات تشير الى ان الجيش الاسرائيلي ومن خلال وحدات الامداد يدرك تمام الادارك انه قادر على خوض حرب قصيرة الامد وان حربا طويلة الامد سترهقه للغاية تبعا لامكانيات الامداد ومقارنتها بتطور انظمة الصواريخ التي لدى الاعداء مشيرا الى ان حرب الغفران كانت تجربة يجب التعلم منها دائما.
وحول الاستعداد للحرب القادمة قال باراك ان فيلقا كاملا جاهز للعمل على مدار الساعة تحت النيران مشيرا الى ان هذا الفيلق متكامل في العمل وجرى اعداه ليكون جاهزا للعمل في اصعب الظروف مضيفا انه تم تدريب واعداد الوحدات في هذا الفيلق لتعمل بعد دقائق حتى لو تعرضت مراكزها للضربات .
واضاف ان هناك وحدات دعم لوجستي تم اعدادها للعمل تحت الارض مع امكانيات تزويد القوات والبنى التحتية والجبهة الداخلية بما تحتاجه مشيرا الى ان قدرات هذا الفيلق تتمثل باجلاء مليون مواطن قد يكونوا تحت النار من اماكنهم وابعادهم الى مناطق بعيدة امنة .
كما كشف باراك ان وحدته تعمل على تاسيس قانون للعمل وفق الحرب والطوارئ يتم بموجبه الاستفادة من اي خدمات مدنية مشيرا الى ان اسرائيل تعتبر الدولة الثانية في مجال هذا القانون حيث ستكون شركات مثل شركات السيارات والمخابز قادرة على العمل وفق نظام واضح في حالات الحرب والطوارئ.وبالرغم من كل ما سبق لم يخفي باراك مخاوفه من تقليصات موزانة الجيش الاسرائيلي .
ويختم باراك تصريحه لمعاريف بالقول بشكل عام ، ونحن بالفعل بعد 40 عاما بعد حرب الغفران نحن بحاجة إلى أن نسأل أنفسنا ما إذا كنا على استعداد للحرب القادمة مع الاخذ بعين الاعتبار أنه في الحرب القادمة كل المتغييرات والتطور لدى الطرف الاخر والاثر الذي يمكن ان تحدثه هذه الحرب على الرغم من كل الاستعدادات التي اجريناها وسنجريها مشيرا الى انه يجب تجاوز بعض الأشياء التي سارت على نحو خاطئ من الحرب . “