تحولت منطقة غوطة دمشق الشرقية فعلياً إلى مركزاً اساسياً وهاماً للمعارضة السورية خصوصاً الاسلامية منها، وذلك بسبب قربها من العاصمة السورية وقربها ايضاً من الحدود الاردنية لناحية درعا، حيث بإمكان المسلحين التسلّل إنطلاقاً من هناك نحو الغوطة الشرقية. هذا كان سابقاً، امّا اليوم فالجيش السوري يعمل على عملية جدار النار لتطويق هذه المنطقة وتأمين دمشق وإبعاد هؤلاء عنها.
شهدت منطقة الغوطة الشرقية العديد من العمليات العسكرية الهامة خصوصاً الكمائن وايضاً عمليات الاقتحام للجيش السوري وقوات الدفاع والسيطرة على مناطق إستراتيجية هامة في هذه المنطقة.
جديد ما في الأمر هو ما صرّح به ضابط برتبة عقيد للـ “الحدث نيوز” عن عملية عسكرية نوعية قامت بها وحدات نخبة من قوات الحرس الجمهوري في شرق الغوطة الشرقية تحديداً بين منطقتي البلالية والنشابية.
العملية هذه وفق المصدر، هي عملية “كوماندوس” عبارة عن إنزال وحدة قتال من كتيبة النخبة والمهام الخاصة في قوات الحرس الجمهوري التي يقودها العميد ماهر الاسد.
هدف هذه العملية بحسب المصدر هو إقتحام احد المقار القيادية لهذه المجموعات المسلحة والحصول على أجهزة إلكترونية خاصة يستعلمها القياديين إضافة لخرائط وأمور لوجستية لها علاقة بكيفية إستقدام المقاتلين إلى هذه المنطقة وطرق عبورها وسيرها ومعلومات عن تأمينها وإسنادها والتحركات العسكرية المقبلة لها، وخرائط تحركها وإنتشارها وايضاً معلومات عسكرية أخرى تفيد الجيش السوري في عملياته بهذه المنطقة.
يقول المصدر ان هذه العملية كانت بإشراف وقيادة مباشرة من العميد ماهر الاسد من داخل مقر غرفة العمليات الخاصة بهذه القوات، قائد الحرس الجمهوري. ويضيف ان ساعة الصفر لها حدّدت في اواخر شهر آب الماضي واختيرت منطقة الهدف في شرق الغوطة الشرقية بعد رصدها بالطائرات الحربية لمعرفة نوبات الحرس فيها وقربها وبعدها عن النقاط العسكرية الاخرى التابعة للمجموعات المسلحة وذلك تأمين قوة الانزال الجوي.
تقول المعلومات ان الخيار الاساسي كان قبل فكرة عملية الانزال هو تدمير المقر هذا بشكل كامل بالطائرات الحربية كما جرت العادة، لكن قيادة الجيش وبناءاً على معلومات إستخباراتيّة عزمت على دخول أحد هذه المقار والحصول على ما يمكن الحصول عليه من معلومات. كانت مدة العملية لا تتجازو الـ 30 دقيقة، وقرّرت ان تتم نحو الساعة الخامسة فجراً بإنزال جوي من 28 عنصراً من قوات النخبة في الحرس الجمهوري.
ويضيف المصدر عن وقائع هذه العملية: شاركت في هذه العملية 3 طائرات حوامة (هيليكوبتر) بحماية مجموعة من الطائرات العامودية النفاثة، حيث حلقت هذه الطائرات فوق الهدف عدة مرات لتأمينه قبل وصول طائرات الانزال الخاصة. وبعد وصولها أنزلت أحدى الطائرات المروحية الوحدة المؤلفة من 30 جندياً تقريباً على طريقة القفز بالحبال وذلك على بعد 800 متر تقريباً من المقر المستهدف، حيث عملت هنا الطائرات على التحليق بشكل دائر فوق المنطقة المستهدفة ضمن إطار 1 كلم وذلك لتأمينها من اي عملية تقدم لمجموعات تابعة للمعارضة السورية.
يقول المصدر برتبة عقيد للـ “الحدث نيوز” انه وبعضون دقائق وصلت هذه الوحدة لمحيط المقر المستهدف، حيث تلقت إنذاراً عبر المروحيات بوجود عناصر حماية قرب المقر، فقسّمت الوحدة نفسها إلى ثلاثة مجموعات:
الاولى مجموعة إنقضاض وهجوم على عناصر الحماية في الخارج.
الثانية مجموعة مساندة ودخول برفقة المجموعة الاولى إلى داخل المقر المستهدف.
الثالثة مجموعة حماية للمجموعتين في الداخل تبقى في الخلف لتأمين الحماية لهم من اي مساندة من قبل الارهابيين.
يقول المصدر ان المجموعة الاولى بادرت للاشتباك على طريقة المباغتة بأسلحة كاتمة للصوت مع عناصر الحماية القلائل الموجودون خارج المقر، وبعد إسقاطهم لحقت بهم المجموعة الثانية من الوحدة ودخلوا المقر المستهدف حيث إشتبكوا مع عناصر كانت موجودة في الداخل.
المعلومات تقول بأن الحد الاقصى المسموح لهذه العملية في المقر كان أقل من 15 دقيقة في هامش مناورة ضيق حيث كانت المهمة الاساسية إنجاز ما طلب في المدة المذكورة خوفاً من وصول إمداد عسكري للمسلحين خوفاً من إمكانية قيامهم بطلب النجدة في رؤية وحدة الجيش الخاصة. نجحت الوحدة بفرض سيطرتها على المقر بدقائق بعد الانتهاء من بعض المسلحين الذين قاوموها، حيث أنجز العناصر المهمة بإعتقال عدد من القياديين (لم يعرف الرقم) إضافة لاحضار بعض الخرائط والاجهزة المطلوبة على القائمة من قبل القيادة، وإستطاعت الوحدة مغادرة أرض المعركة بعد 6 دقائق من دخولها المنزل و 60 دقيقة من هبوطها على ارض المعركة بنفس الطريقة، اي بالصعود إلى المروحيات الخاصة بعمليات الانزال.
قبيل عملية إنسحاب الوحدة، يقول المصدر بأن الطائرات رصدت مجموعات قادمة من جهة الشرق نحو المقر المستهدف، فعلى ما يبدو طلب المسلحين قبيل مقتلهم إسناداً من زملائهم، حيث تعاملت معهم هذه الطائرات بوابل من النيران منعتهم من الاستمرار بالتقدم، وإنذرت على ضوء ذلك الوحدة الخاصة في الداخل من إنجاز العملية بسرعة حفاظاً عليهم وعلى الاهداف الموضوعة لها.
يختم المصدر بالقول ان بعض قيادات المسلحين الذي تسنى لهذه الوحدة إعتقالهم هم من العرب وهم صيداً ثميناً للقوات السورية