بداية العدّ التنازلي للشرق الأوسط الجديد..؟!

حصاد نيوز – كتب ابراهيم شبانة

تاريخ طويل من العمالة والخيانة جسدته قوى الشر الإخوانية التي ابتليت بها مصر وسرت كالنار في الهشيم في أنحاء الأمة العربية، منذ بداية نشأتها على يد مرشدها الماسوني حسن البنا مروراً بـسيد قطب منظّر العنف والدمار، بدأ الإرهاب والقتل والنار من جانب الإخوان المتأسلمين، بفعل العمالة لأعداء الأمة العربية من قوى الاستعمار العالمي والصهيونية.

حين أُفرج عن وثائق الخارجية الأمريكية والبريطانية في التسعينات من القرن الماضي، وبعد مرور خمسين عاماً على وقائع الأحداث، أكدت هذه الوثائق مدى عمالة الإخوان المتأسلمين وتنظيمهم الخاص لقوى الاستعمار العالمي والصهيونية لتدمير الأمة العربية، ففي مصر ومنذ الأربعينات وهم يعيثون فساداً وتدميراً وقتلاً، وعلى سبيل المثال قتل تنظيمهم الخاص القاضي (الخازندار) و(النقراشي) رئيس الوزراء، وقاموا بتنفيذ حريق القاهرة في يناير 1952، وحاولوا اغتيال جمال عبد الناصر، وتحالفوا مع قوى العدوان الثلاثي على مصر 1956، واتضحت أياديهم الخفية في عدوان 1967 الصهيوني على مصر وسورية والأردن وهمزه الوصل بينهم والملك حسين على ذلك، وحاولوا زعزعة استقرار مصر وهز جبهتها الداخلية عقب العدوان، لكن الجبهة الداخلية في مصر كانت أقوى من كل المؤامرات وأجهضت عماله الإخوان، بتمسكها بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر. وفي سورية قتلوا الأبرياء في الثمانينات، وحاولوا هنا وهناك تنفيذ سياسة الأمريكان بعزل سورية، وإجهاض محور المقاومة (سورية– إيران– حزب الله).

في 25 يناير حين ثار الشعب على مبارك، وتخليص مصر من عمالته، تواطأ الإخوان المتأسلمون على ثورة الشعب المصري، ولأن العمالة متأصلة في قيادتهم وطبيعة تنظيمهم، فقد نفذوا قرار الإدارة الأمريكية بالسطو على رأس الحكم في مصر، في تحالف منهجي، بدأ منذ 2008 حين اجتمعت بعض رموزهم في استانبول مع المجرم أردوغان ونفر من المخابرات الأمريكية، وحمد بن جاسم وزير خارجية قطر آنذاك والذي عزلته مؤخراً الـ(c I a)، وكان قوام هذا التحالف أن الإدارة الأمريكية ملتزمة بصعود جماعة الإخوان إلى حكم مصر، في مقابل تنفيذ السياسة الأمريكية بخلق شرق أوسط جديد تقوده إسرائيل، وحين لاحت الفرصة في أعقاب ثورة يناير 2011، حولوا ثورة الشعب المصري إلى دمار وخراب، وأشعل تنظيمهم السري النار في المحاكم وأقسام الشرطة ودواوين الحكومة، حتى تنهار البلاد، وأمام انعدام الرؤية أمام شعبنا سطا مرسي على حكم البلاد بعد أن صدرت أوامر المخابرات الأمريكية، لإدارة قطر العميلة بتمويل حمله الإخوان المسلمين مادياً للسيطرة على مفاصل الدولة المصرية. وبدا من خلال حكم الإخوان لمصر أن الشرق الأوسط الجديد الذي تقوده إسرائيل على الأبواب، وذلك من خلال إتباعهم لآليات محددة وممنهجة وطبقاً لما اتفق عليه في اجتماع استانبول في 2008، فقد عاث الإخوان المتأسلمون في سورية تفكيكاً وتقتيلاً، وبدا من المؤامرة على سورية أنها قد بدأت تؤتي أوكلها، خاصة وأن العدو يدرك جيداً أن الأمن القومي المصري يبدأ من سورية. وبالتواطؤ بين مكتب إرشاد الإخوان والمعزول مرسي وبالدعم المادي القطري اتفق مع حماس على إخراج قيادتها من سورية، وتعهدت لدى إسرائيل بأن سلاح حماس ما عاد يوجه إلى الداخل الصهيوني، ونفذت حماس ما تعهدت به لدى إسرائيل وما طلبه منها التنظيم العالمي للإخوان، بتوجيه السلاح الحمساوى إلى الداخل المصري لمساندة حكم الإخوان ضد الشعب المصري، وإلى الداخل السوري دعماً لقوى الإرهاب التي تدمر وتحرق الأرض السورية، وكل ذلك يصب في صالح الأمن الإسرائيلي وتنفيذاً لما سبق أن تعهد به التنظيم العالمي للإخوان من تدمير البنية التحتية لمصر وسورية، وتدمير الجيشين السوري والمصري حتى تنعم إسرائيل بقياده الشرق الأوسط الجديد، وتحقق حلمها التلمودي من النيل إلى الفرات، في مقابل تمكين جماعة الإخوان من حكم مصر وسورية وتونس وليبيا، تمهيداً لإقامة دولة خلافتهم المزعومة على أنقاض هذه الدول بعد تدمير بنيتها وجيوشها. وحين أراد المعزول مرسي – تنفيذاً لإرادة المخابرات الأمريكية– دفع الجيش المصري لقتال الشعب والقيادة السورية مع قوى الإرهاب الإخوانية في سورية، كانت القيادة العسكرية الوطنية المصرية ترصد بعين فاحصة المؤامرة التي ينفذها تنظيم الإخوان (وهي تدمير الجيش المصري)، وعلى الفور أعلنت القيادة العسكرية المصرية أن مهمة القوات المسلحة هي الحفاظ على أمن الوطن على الحدود المصرية من اعتداء الأعداء، وأن ما يريده الرئيس المصري لايلزم به إلا نفسه وجماعته، وأن القوات المسلحة لن تنجر إلى هذه المؤامرة الدنيئة، هنا أدرك الشعب المصري أن جيشه هو جيش الشعب وأن قيادته المتمثلة في الفريق السيسى هي قيادة وطنية، لذلك فإنه حين سحب الشعب المصري ثقته من الرئيس الإخواني، وثار عليه وعزله، فإن الجيش المصري كان عند حسن ظن الشعب به، وانحاز الجيش وقيادته للإرادة الشعبية، ونفذ مطالب الشعب. هنا بدا للإدارة الأمريكية وللمجرم أردوغان، أن ما يهدفون إليه في طريقه للزوال وأن الشرق الأوسط الجديد الذي تقوده إسرائيل قد عطل وقد يذهب أدراج الرياح، وذلك بفعل تطهير الجيش والشعب لأرضنا المصرية من دنس وعمالة الإخوان المتأسلمين، فصدرت الأوامر مرة أخرى لبغل قطر الجديد بتمويل احتلال الإخوان لميداني رابعة العدوية والنهضة بالمال والسلاح، ليمثلوا حجر عثرة في وجه سير الحياة في مصر نحو الأمان، وبثت قناة الموساد القطرية “الجزيرة” سمومها في فضاء العالم تعيد نفس الدور الذي لعبته لتدمير سورية وتستعدي قوى الاستعمار العالمي للتدخل في الشأن المصري، فاستغلت القرضاوى الصهيوني أسوأ استغلال مجسداً دور المحلل لاستعمار دول أمتنا العربية من جانب أمريكا وعملاء الصهاينة والاتحاد الأوربي. لكن قيادة قواتنا المسلحة وقائدها الأعلى الفريق السيسى، تعالت فوق الجميع، ولم تر إلا صالح مصر وأمتنا العربية، ولم تبال بأي تهديد أو وعيد، وطلبت من شعبنا التفويض لإزالة بؤر الإرهاب في رابعة العدوية والنهضة، وكان للجيش ما أراد وفوضها 40 مليون مصري في ذلك، وفي مهمة صعبة وحثيثة نفذت قوى الأمن المصري تطهير بؤر الإرهاب في رابعة العدوية والنهضة بطريقة حرفية رائعة وطبقاً لمعايير منظمات حقوق الإنسان. لكن ولأن ما حدث سوف يقضي على مستقبل تيارات الإسلام السياسي في مصر وخاصة الأخوان، وسوف يكون بداية النهاية لجماعتهم الإرهابية في كل أنحاء أمتنا العربية، ولأنهم الطرف التنفيذي لمؤامرة الشرق الأوسط الجديد، لذلك فإن المؤامرة الأمريكية التركية بدأت تتجلى على شعبنا المصري، ولأن الله دائماً يشمل هذا الشعب بعنايته، فقد بدأ يكشف عملاء الغرب الاستعماري المندسين في القيادة المصرية الجديدة، ممثلة بوكيلهم محمد البرادعي، الذي بدت عمالته حين كان على رأس وكالة الطاقة النووية، وأعطى المبرر للتدخل الأمريكي في العراق، وهاهو باستقالته من منصب نائب الرئيس المصري يعطي الضوء الأخضر للتدخل الأجنبي في مصر كذلك، وهو ما يتماشى مع ما يقوم به فلول الإخوان المنهزمين، من حرق للكنائس والمساجد وبعض دواوين الحكومة حتى تنهار الدولة وتكون لقمة سائغة لقوى التدخل الأمريكي الغربي.

إن ما قام به الشعب المصري وطليعته الثورية المتمثلة بقيادة الجيش المصري وعلى رأسها الفريق السيسى، سيظل يذكره التاريخ بأحرف من نور بأنه بداية النهاية لمؤامرة الشرق الأوسط الجديد الذي تقوده إسرائيل وتلعب فيه جماعة الإخوان المتأسلمين دور المنفذ والعميل، وإذا كانت ملامح النصر وهزيمة هذه المؤامرة قد تجلّت في معركة القصير التي أباد فيها الجيش العربي السوري وبعض مقاتلي حزب الله القاعدة المتقدمة للإخوان لتنفيذ المؤامرة الأمريكية، فإن تطهير بقعة رابعة العدوية والنهضة من دنس الإخوان بفعل الجيش والشعب المصري هو بمثابة العدّ التنازلي لانتهاء مؤامرة الشرق الأوسط الجديد الذي تقوده إسرائيل، وإزالة جماعة الإخوان المتأسلمين، بما تمثله من تاريخ طويل من الخيانة والعمالة على أمتنا العربية، من الوجود.