نشرت مجلة “تايم” الاميركية تقريراً مطولاً عن المحادثات الفاشلة التي اجراها رئيس الاستخبارات السعودية الامير بندر بن سلطان في موسكو اخيراً محاولاً اقناع الرئيس فلاديمير بوتين بالكف عن تزويد الجيش السوري باسلحة روسية مقابل شراء السعودية نفسها اسلحة روسيةبقيمة 15 مليار دولار
ونقلت “تايم” عن يزيد الصايغ، وهو استاذ جامعي مختص في شؤون سوريا وزميل في مركز كارنيغي الشرق الاوسط أن فكرة انه بالامكان قلب موقف روسيا من موقف داعم للاسد مقابل صفقتي اسلحة وضمانات لتوزيع الغاز مثيرة للضحك.
وأضاف الصايغ: “هذا ليس موقفاً يستطيع السعوديون فيه ببساطة دفع ثمن تحويله كما يحلو لهم”. الروس لا يدعمون سوريا لمجرد الاحتفاظ بسوق لصناعة اسلحتهم الوفيرة الانتاج، كما انهم لا يخشون المنافسة الخليجية في اوروبا. وينبع خوف روسيا الاكبر، بصورة لا تختلف عن خوف الولايات المتحدة، من احتمال سقوط الدولة السورية ونشوء فراغ خطير في اعقابها.
وتعتقد موسكو ان سلامة نظام الاسد ما زالت اكبر ضامن ضد فوضى من هذا النوع. ومن المؤكد ان اموراً اكثر بكثير من موضوع الاسلحة قد نوقشت في المحادثة التي استمرت اربع ساعات بين بوتين والامير بندر. ولكن حقيقة ان ذلك الموضوع قد نوقش بالمرة، حتى ولو بصورة عابرة، يوضح الى اي مدى صار الموقف صعباً.”
واعتبر الصايغ أنه اذا اوقفت روسيا لسبب ما دعمها لنظام الاسد، فليس من المؤكد كلياً ان يكون لهذا تأثير كبير. ذلك ان ايران لها نفوذ اكبر بكثير على سوريا حتى وإن صار حسن روحاني الاكثر اعتدالاً رئيسها الجديد، اذ ان مصالح ايران في سوريا التي تعتبرها حصنها في العالم العربي تستبعد اي تحولات في تلك العلاقة.
ويشير الصايغ من مركز كارنيغي الى انه على الرغم من الكلام الطنان المحتد احياناً ضد نظام الاسد، فان من غير المرجح ان تتخذ الولايات المتحدة او اوروبا اي خطوات مهمة لدعم المتمردين السوريين بالقوة. ذلك ان مخاطر حدوث ردة فعل هي ببساطة مخاطر كبيرة جداً.
ويقول الصايغ ان من سخرية القدر ان ايران هي الوحيدة من بين كل الاطراف الخارجية المنغمسة حاليا في الازمة السورية، التي لديها ما يكفي من مداخيلها لمزيد من الاستثمار فيها. “وأسباب اللعنة السورية هي انها ليست ذات أهمية بالنسبة الى الاخرين لبذل اكثر مما يبذلونه بالفعل حاليا”. وحتى الان فان الضغط على اصابع اليد والحلول البعيدة المنال، لا تترك مجالا لان نشهد نهاية للنزاع السوري في موعد قريب