تتسرب المعلومات تدريجياً، وتتكشف شيئاً فشيئاً الادوار في المنطقة، وكيف تم العمل عاماً كاملاً من أجل اسقاط الرئيس المنتخب في مصر محمد مرسي بمشاركة قوى اقليمية وعريية ودولية، فقد كشف مصدر في رئاسة الجمهورية المصرية لموقع “أسرار عربية” المعلومات التي كانت قد حطت على مكاتب الرئيس مرسي ورفض هو الكشف عنها، وهي المعلومات التي ربما يتم احتجازه حالياً حتى لا يقوم بكشفها.
وقال المصدر الذي كان في قصر الاتحادية يوم 2 تموز/ يوليو 2013، اي حتى ما قبل يوم واحد فقط على الانقلاب العسكري، ان معلومات خطيرة لدى مرسي لم يكن يطلع عليها لا الاخوان ولا حكومة قنديل ولا غيرهم، كان يتم التوصل اليها وتظل سرية حبيسة القصر، ومن بينها خطط ومحاولات الاطاحة بمرسي نفسه والتي كان يعتقد الرجل أنه سيتمكن من التغلب عليها.
لكن اهم ما تسرب من معلومات لدى المصدر المشار اليه هو أن الرئيس محمد مرسي تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة يوم 5 كانون أول/ ديسمبر 2012، لكنه أخفى أمرها وتم التستر عليها بعد أن تبين بان ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد هو الذي يقف وراءها، وأن قرار تنفيذها تم بناء على اجتماع اقليمي رفيع المستوى رأى في وصول الاخوان الى الحكم في مصر تهديداً كبيراً لدول المنطقة ولأمنها القومي. وجاء تأكيد المصدر الذي تحدث لموقع “أسرار عربية” بعد ايام من قيام مجلة أمريكية يوم 19-07-2013 بنشر معلومة محاولة اغتيال مرسي، حيث قالت المجلة أيضاً ان المحاولة تمت بعلم وموافقة الادارة الأمريكية، بينما قامت كل من الامارات والسعودية بالتنفيذ بشكل سري.
(أنظر تقرير المجلة على الرابط التالي: http://www.counterpunch.org/2013/07/19/the-grand-scam-spinning-egypts-military-coup ).
وبحسب المعلومات التي بدأت تتدفق على القصر الرئاسي في مصر ابتداء من العام الحالي فان كلاً من الشيخ محمد بن زايد، ومعه مدير الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان وضعا خطة للسيطرة على الربيع العربي وتحجيم امتداداته، وانضم لهم لاحقاً كل من ملك الأردن عبد الله الثانين ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وفي شهر نوفمبر 2012، أي بعد خمسة شهور فقط على وصول مرسي الى الحكم، أبلغ كل من الشيخ محمد والأمير بندر الأمريكييين بأن لديهما خطتين لاسقاط مرسي، الأولى خطة سريعة للاطاحة به عبر اغتياله، وهذه لا تستغرق سوى شهر واحد فقط، اما الخطة الثانية فهي خطة طويلة الأجل.
وتقول الخطة طويلة الأجل على مسارين، الأول هو اثارة احتجاجات جدية وووسعة تثير حالة من عدم الاستقرار في مصر، بما يؤدي في النهاية الى اسقاط مرسي، أما المسار الثاني فهو توحيد صفوف المعارضة في ائتلاف واحد وقوي يمكنه الفوز على الاخوان في اي انتخابات قد تجري لاحقاً. في صباح يوم الاربعاء الخامس من كانون أول/ ديسمبر 2012
تبين ان الخطة (أ) هي التي تم اعتمادها، فقد تعرض الرئيس محمد مرسي لمحاولة اغتيال ونجا منها، ويقول المصدر انه ت اكتشاف خطة الاغتيال قبل ساعات وتم افشالها دون ان يوضح ما هي الطريقة التي كان سيتم بها تصفية مرسي ولا ما هي الطريقة التي تم افشال المحاولة بها، لكن محمد مرسي علم بمن يقف خلف محاولة الاغتيال ومع ذلك قرر الصمت حفاظاً على وظائف أكثر من مليون مصري يعملون في الخليج ويتركزون في الامارات والسعودية، بحسب ما يقول المصدر.
في اليوم التالي حاول مرسي توجيه ضربة، وربما رسالة، لحلفاء من حاولوا اغتياله، حيث وجه النائب العام طلعت عبد الله اتهاماً رسمياً لكل من البرادعي وصباحي وعمرو موسى والسيد البدوي بأنهم يعملون لقلب نظام الحكم، وكان من المفترض أن يتم اعتقالهم ومنعهم من السفر، لكن هذا الأمر لم يحدث،
ويبدو أن مرسي اكتفى بارسال الرسالة. بعد فشل محاولة اغتيال مرسي أصبح “اللعب على المكشوف”، اعتقد مرسي أنه سيتمكن من الافلات، وأن الخطط الأخرى ستفشل، ولذلك حافظ على سرية ما علم، الا أن المشاورات والجهود للتخلص من مرسي استمرت على ما يبدو، ففي آذار/ مارس 2013 سافر محمد البرادعي سراً الى أبوظبي وهناك التقى مع احمد شفيق ومع محمد بن زايد بشكل سري.
يقول المصدر في الرئاسة المصرية انه حتى لحظة الانقلاب لم يتمكن مرسي ولا الاخوان من معرفة ما دار في اجتماع البرادعي مع شفيق ومحمد بن زايد، الا أن الجميع كان يعلم بأن ذلك الاجتماع كان بالغ الأهمية، وكان مفصليا في مجريات الأحداث، فبعدها مباشرة قررت المعارضة المصرية تنظيم احتجاجات يوم 30 يونيو 2013، ودعت لها علناً.
أما مجلة “كاونتر بنش” الأمريكية فقالت ان اجتماع أبوظبي الهام الذي ترأسه محمد بن زايد انتهى الى اتفاق كافة الأطراف أن “الطريقة الوحيدة للاطاحة بالرئيس محمد مرسي وحكم الاخوان هو افتعال احتجاجات واسعة مع حالة من الفوضى ودفع الحكومات الغربية الى دعم الجيش بأن يستولي على السلطة”.