ثلاجة الفقراء، ابتكار توصل إليه الدكتور محمد الدباس من قسم هندسة الميكانيك في جامعة مؤتة في خطوة وصفها بأنها ‘خدمة للمجتمع في المناطق النائية وبكلفة بسيطة وصديقة للبيئة، حيث تعمل بمبدأ التبخر وبدون كهرباء لاستخدامها في مناطق البادية تحديدا’.ويرى الدباس بأن الاردن يقف أمام تحدي تزويد البادية بنظام تبريد مضمون وسهل لحفظ المواد الغذائية.
ويقول الدباس إن الابتكار، الذي توصل إليه وبدعم من مؤسسة عبدالحميد شومان، يوفر نظام تبريد باستخدام الطاقة الشمسية بدلا من البطاريات أو الكهرباء من خلال تخزين هذه الطاقة، وباستخدام الطين أو مادة ماصة للماء كالاسفنج والماء، مبينا أنه تم اجراء اختبارات على المرحلة التجريبة لهذه الثلاجة في مناطق البادية لجمع البيانات التكنولوجية على أساس منتظم.
ويقول الدباس إن هذه الثلاجة لا تحتاج إلى كهرباء، وتوظف مزيجا من توصيل الحرارة والحمل الحراري، وعلاوة على ذلك، فإنه يمكن صناعتها من المواد المتاحة الشائعة مثل الورق المقوى، والرمل، والمعادن المعاد تدويرها.
ويقول إن الابتكار مرّ في عدة مراحل؛ أولها تصنيع المنتج التجريبي ليتبعه صناعة المنتج التجاري من الثلاجة لتتلاءم مع احتياجات الاسرة من حيث وجود الرفوف وباب لفتح الثلاجة واغلاقها وكذلك المنظر الجمالي وهو منظر الثلاجة العادية.
ويوضح الدباس أنه تم بعد ذلك ضبط درجة حرارة تبريد داخل الثلاجة 8 درجات مئوية، كما تمت تجربة الثلاجة على مجموعة من الخضراوات والفواكه؛ حيث اظهرت النتائج ان مدة التبريد قد زادت وطالت مدة صلاحية هذه المنتجات.
أما المرحلة الثالثة فكانت الحصول على درجة التبريد الصفر المئوي لزيادة درجة التبريد داخل الثلاجة.وتبع ذلك، بحسب الدباس، المرحلة الاخيرة من مشروعه والتي تضمنت العمل على اعادة تشغيل الثلاجات غير الصالحة للاستخدام وتحويلها الى ثلاجة بدون كهرباء وضاغط وفيريون.
يشار إلى أن كمية الإشعاع الشمسي الساقطة على المتر المربع الواحد في المملكة تعطي برميل نفط في العام، أي أن الكيلو متر المربع يمكن له أن يعطي مليون برميل نفط في السنة، وأن كمية الإشعاع الشمسي الساقطة في يوم واحد على محافظة معان يمكن أن تسد احتياجات العالم من الطاقة في يوم.
من جهته، قال مدير مركز الطاقة والمياه والبيئة في الجامعة الأردنية الدكتور أحمد السلايمة إن الطاقة الشمسية يمكن ان تستخدم في التطبيقات البسيطة غير انه أكد على ضرورة الالتفات إلى الجدوى الاقتصادية لهذه التطبيقات ومدى سهولة استخدامها، خصوصا إذا ما كانت في المناطق البعيدة والنائية.
كما لفت السلايمة إلى ضرورة تزويد تصاميم الطاقة الشمسية بحلول للتعامل مع فترات غياب أشعة الشمس، خصوصا خلال ساعات الليل.
ويبلغ اعتماد الأردن على الطاقة المتجددة حاليا 1 % فقط، فيما تهدف الاستراتيجية الوطنية لقطاع الطاقة إلى رفع هذه النسبة إلى 7 % عام 2015 و10 % عام 2020.