حصاد نيوز -أعود اليوم للحديث عن انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم -الفيفا- في مناسبة إعلان الأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد الكرة رئيس اتحاد غرب آسيا ترشحه رسمياً وانضمامه لقائة المرشحين لرئاسة الفيفا في انتخابات زيوريخ، المقررة نهاية شباط من العام القادم، وفيها ينتظر أن تكون المنافسة على أشدها مع الفرنسي ميشيل بلاتيني والبرازيلي زيكو والكوري الجنوبي د.ستونج جون، وربما بعض الأسماء الأخرى التي قد تلتحق بحلبة المنافسة التي أسهم الأمير علي بفتحها أمام كل راغب لخدمة كرة القدم العالمية، بعدما ظل السويسري جوزيف بلاتر يمسك بمفتاح الفيفا.. ويغلقه في وجه كل من يتحداه وهيا نتحدث عن تجارب فاشلة لكل من الكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الافريقي، والسويدي يوهانسون رئيس الاتحاد الاوروبي والقطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي.
على امتداد قرابة (40) عاماً أمسك بلاتر بزمام أمور الفيفا موظفاً ثم أميناً عاماً في عهد البرازيلي هافيلانج ثم رئيساً منذ أواخر عقد التسعينيات.
تداعيات انتخابات رئاسة الفيفا السابقة قبل قرابة ثلاثة أشهر ألقت بظلالها على مستقبل الفيفا وترشح الأمير علي وقتها منافساً وحيداً لبلاتر مهد الطريق لوضع حد لفساد ألحق الضرر بمنظومة الفيفا، وفتح الباب واسعاً أمام التغيير المنتظر بعدما اضطر بلاتر لإعلان استقالته بعد أربعة أيام فقط على إعادة انتخابه.
بين الأمس واليوم تغير المشهد مشهد الفيفا وشكل الانتخابات القادمة لن يكون كحاله في انتخابات سابقة لوثها الفساد وشراء الأصوات وحالة الرعب من انتقام بلاتر الذي فرض على عشرات الاتحادات الكروية منح أصواتها لمن لا يستحق.
نطوي اليوم صفحة الماضي، ونفتح صفحة المستقبل بتفاؤل أكبر، يجعلنا أكثر ثقة بقدرة الأمير علي بن الحسين، لأن يكون منافساً حقيقياً، مستنداً على خبرة التجربة السابقة، وتحول أعداء الأمس إلى أصدقاء اليوم.
كان الأمير علي بن الحسين واضحاً صريحاً جريئاً وشجاعاً، وهو يختار قلب العاصمة عمان، ليعلن من قلب المدرج الروماني والساحة الهاشمية ترشحه لرئاسة الفيفا، وهو اختيار يحمل أكثر من رسالة وأكثر من دلالة.
شدتني كثيراً العبارات التي اختارها الأمير علي في بيان الترشح، وهو يؤكد للعالم، أنه لا يمكن أن يترك الساحة التي هيأها لإسقاط نظام معيب، وإنه لا يوجد الآن من يؤثر أو يتلاعب، وأنه ينبغي إعادة كرامة اللعبة وجعل الفيفا جديرة بأن تمثل أعظم رياضة وأكبر قاعدة جماهيرية في العالم.
أراد الأمير علي من خلال ترشحه تلميع صورة الفيفا التي تلطخت في السنوات الأخيرة بسبب الرشاوي وأشكال الفساد الأخرى.. وعلينا جميعاً في المرحلة القادمة الوقوف إلى جانب الامير علي في حملته الانتخابية العالمية، وعلى العرب أن يتحدوا ويوحدوا آسيا.
الأمير علي بن الحسين يملك هذه المرة فرصة أفضل لكن الأمر يتطلب جهداً أكبر، ويتطلب فكراً جديداً، ومبادرات غير تقليدية، يتطلب الأمر التفاهم على الشخصيات المؤثرة في كل القارات، والتوجه للاتحادات القارية، والإيمان بأن لعبة الانتخابات وحشد الأصوات تتطلب اعترافاً بأن أعداء الأمس يمكن أن تحولهم لأصدقاء اليوم، وبأن الأمر يتطلب جهداً مضاعفاً للإبقاء على أصدقاء الأمس.
والله الموفق