حصاد نيوز – تدخل المخدرات حياة أية عائلة فتتداعى تفاصيل استقرارها وسعادتها كقطع الدومينو، أحياناً يكون السقوط مدوياً وشاملاً لا يقتصر على المتعاطي وحده، فزوجته وأبناؤه وكل من حوله هم ضحايا لإدمانه.
وفي هذه القصة أخذت المخدرات الأب في طريق مؤلم انتهى بموته الذي لم يكن أسوأ النتائج بل بداية لانحراف الأبناء بعيداً عن الرقابة والتربية، حتى وصل الأمر إلى اعتداء الأخ على شقيقته التي لا تزال في فجر الطفولة.
كان الأب غارقاً في المخدرات، أنواع مختلفة تدرج في الاعتياد عليها وأصبح مغيباً حتى خلال تواجده بين أبنائه، فكيف وهو يقضي معظم أيامه في السجن، إما بسبب قضايا المخدرات أو نتيجة تقدم زوجته بالشكوى ضده لضربه لها.
أما الزوجة فكانت ورغم حالة زوجها وضربه المستمر لها، باقية معه تنجب له المزيد من الأبناء كل عام، وفي الوقت نفسه تقضي أيامها في الشرطة والنيابة والمحكمة، إما لتقف معه في قضايا المخدرات، أو لتشكو ضده في قضايا ضربها وأخذ مالها.
وفي ما تبقى لها من وقت وجهد نفسي وجسدي كانت تبحث عن مصدر رزق يكفي لإعالة أسرتها بعد أن تخلى عنهم الأقارب والأصدقاء. وفي هذا الجو كان هناك أطفال يكبرون وحدهم من دون الحد الأدنى من الرعاية.
أصبح عمر الابن الأكبر ثلاثة عشر عاماً، وكان لا بد أن يبحث عن الأمان ويجد لنفسه شخصية خاصة، وفي هذه الحالات التي يكون الأب غائباً أو مغيباً، يلجأ الأبناء إلى مصادقة أشخاص أكبر سناً، وكان هذا الطريق الذي سلكه الفتى المراهق، فالتحق بمجموعة من الشبان تتراوح أعمارهم حول العشرين عاماً، ولسوء حظه كانوا أصدقاء سوء، فتعلم منهم أنواعاً مختلفة من الانحراف مثل التدخين والتغيب عن المنزل، كما كان إدمان الأفلام المخلة بالأداب أحدها.
وبينما هو غارق مع أصدقائه في السلوكيات الخاطئة، جاءت وفاة والده بسبب تعاطيه جرعة زائدة من المخدرات، فدفعته في أحضان شلته أكثر فأكثر، وصار يتغيب عن المنزل لأيام حتى اعتادت أمه على ذلك واستسلمت لهذا الواقع كما استسلمت من قبل لواقع إدمان زوجها للمخدرات، خصوصاً بعد أن توفي زوجها وتركها وحيدة لا يسأل عنها أحد من أهلها أو أهله.
ازداد إدمان الابن الأكبر على مشاهدة الأفلام المخلة، حتى امتلأ جهاز هاتفه بها، وضبطته والدته في إحدى المرات وهو يشاهدها، فأخذت منه الجهاز وحرمته من استخدامه لمدة شهرين، ولكنه رجع لهذه العادة بمجرد عودة جهازه إليه.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فكما جميع العادات السيئة كانت سلوكيات الفتى تتجه نحو الأسوأ، فتحول إلى محاولة تطبيق بعض ما يشاهده، وفي هذه الحالات يبحث الشخص عن من هو أضعف منه ليخضعه لسيطرته ويتمكن من استغلاله دون أن تتمكن الضحية من الاعتراض أو فضح الأمر.
وفي هذه القصة توجه برغباته المريضة إلى شقيقته الصغرى التي لم تتجاوز التسع سنوات من عمرها، وصار ينتهك عرضها دون أن يحاول اغتصابها، ولأنه مدمن مشاهدة، فقد كان يصور ما يقوم به باستخدام هاتفه المتحرك ليتمكن من مشاهدته لاحقاً.
أما الفتاة الصغيرة فقد أصبحت منطوية على نفسها وفي حالة خوف وجزع دائمين، بسبب التهديدات التي كان يوجهها لها شقيقها لإخافتها من فضح أمره، ولم يتنبه أحد للتغيرات التي طرأت على الفتاة، فازداد تدهور حالتها الصحية والنفسية والدراسية، دون أن تمتد لها أي يد للمساعدة، ولولا أن امتدت يد الرعاية الالهية نحوها لكانت حتى الآن ضحية استغلال شقيقها لها.
في ذلك اليوم توجه الفتى إلى شقيقته، وأخذ معه الهاتف للتصوير كما كل مرة، ولكن الرعاية الالهية جعلته يخطئ فأخذ هاتف والدته بدلاً من هاتفه، وقام بالتصوير من خلاله دون أن يدري، ليضع بذلك حداً لمأساة شقيقته. وبعد ذلك بأيام كان الشقيق الأصغر يلعب بهاتف والدته، فعثر على التصوير، وأخبر والدته به .
أكثر من أسبوعين قضاهما الفتى خارج المنزل، والأم في حيرة لا تعرف ماذا تفعل لحماية ابنتها لكنها أبلغت النيابة مشفوعاً بالتصوير الموجود على هاتفها. من ناحيتها أحالت نيابة الأسرة الفتى لمحكمة الجنايات بتهم هتك عرض شقيقته بالإكراه .