حصاد نيوز – سامية عايش
تعقد الخميس في العاصمة البحرينية، المنامة، اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم بحضور عدد من أبرز الشخصيات الرياضية العالمية، لعل من أبرزهم المرشحون الأربعة في الانتخابات المقبلة لرئاسة الفيفا، وهم سيب بلاتر، الرئيس الحالي للاتحاد الدولي لكرة القدم، والأمير علي بن الحسين، عضو اللجنة التنفيذية للفيفا ونائب رئيس الفيفا عن قارة آسيا، ولويس فيغو، لاعب المنتخب البرتغالي لكرة القدم، وميشيل فان براغ، رئيس الاتحاد الهولندي لكرة القدم.
وعلى هامش هذه الاجتماعات، يعول الأمير علي بن الحسين على الدعم العربي له، إضافة إلى الدعم الآسيوي، برغم إعلان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم سابقا دعمه الكامل لسيب بلاتر، وهو ما علق عليه الأمير الأردني بالقول: “أعتقد أن دعم الاتحاد الآسيوي لبلاتر جاء قبل أن أعلن ترشحي، لهذا أؤمن بوجود تفهم حقيقي في المجتمع الكروي بضرورة وجود تغيير حقيقي.”
وفي موازاة الحملات الرسمية لحشد أصوات الاتحادات الوطنية لكرة القدم للفوز في الانتخابات، يحظى الأمير علي أيضا بدعم شعبي عربي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فالكثيرون عبروا عن دعمهم لـ “الأمير العربي”، كما يصفونه، عبر إطلاق التغريدات مع صوره، أو تأسيس حسابات عبر فيسبوك لحشد الدعم له. هذا كله يكشف عن مدى التقدير الذي يحظ به (الأمير علي بن الحسين) بين أوساط الشباب خصوصا، وأولئك الذين يحلمون بالتغيير، وفتح صفحة جديدة في كتاب لعبة كرة القدم الأكثر شعبية في العالم.
الأمير علي بن الحسين كان قد زار مؤخرا عددا من دول اتحاد شمال ووسط أمريكا والكاريبي للمشاركة في اجتماعات اتحاد “الكونكاكاف”، وتفقد بعض المشاريع الجارية في تلك الدول، إضافة إلى زيارته إيطاليا، وعدد من اتحادات الدول الأفريقية، ومن بينها الاتحاد المصري.
وقد أًطلق عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو مدته ثلاث دقائق، يحوي أبرز المحاور والأركان التي يقوم عليها البرنامح الانتخابي للأمير علي بن الحسين، باللغتين العربية والإنجليزية، رغبة في إيصال صوته لشريحة واسعة من القاعدة الشعبية في الدول العربية ودول العالم، خصوصا أولئك ممن ملوا الطريقة التي يدار فيها الاتحاد الدولي لكرة القدم لسنوات طويلة.
ولكن ما هي أبرز ملامح البرنامج الانتخابي للأمير علي بن الحسين وهل بدأ أي منها يتحقق فعلا؟ خصوصا وأنه عضو في اللجنة التنفيذية للفيفا ونائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، اذ قام خلال الأسابيع الماضية بزيارات مكوكية إلى عدد من الدول الأفريقية ودول أمريكا الجنوبية والكاريبي.
لعل قضية التطوير هي المحور الأبرز في البرنامج الانتخابي للأمير الأردني، إذ أن هناك ضرورة لزيادة الدعم المالي والتنموي للاتحادات الوطنية لكرة القدم لضمان تطوير اللعبة فيها. ويعتبر هذا الأمر بالنسبة للكثير من الاتحادات ضرورة قصوى، إذ تعاني الاتحادات الأفريقية على سبيل المثال من انخفاض جودة البنى التحتية فيها، ممثلة بالملاعب والمرافق الرياضية، حتى أن جزءا منها لا يصل إلى مقاييس الملاعب الدولية.
ومن النقاط الأخرى التي أكد عليها البرنامج الانتخابي للأمير علي بن الحسين قضية التناوب القاري في استضافة البطولات الدولية، ومنها نهائيات كأس العالم، وهذه عادة ما تثير الجدل بسبب الشكوك المتزايدة في نزاهة الفيفا كمؤسسة رياضية، وانتشار الشائعات والأقاويل، التي وصل بعضها إلى حد إثباتها كحقائق، حول رشاوى وفساد وعمليات نصب بين كبار المسؤولين في المؤسسة ودول واتحادات وطنية. زيارة الأمير علي بن الحسين الأخيرة إلى دول متواضعة رياضيا، كزمبابوي والجزر العذراء البريطانية، على سبيل المثال، تبرهن رغبته كمرشح في التركيز على هذه الدول، وسعيه من أجل تطوير كرة القدم فيها، لإيمانه بحق الجميع في ممارسة اللعبة الأكثر شعبية في العالم.
ومن القضايا الأخرى التي يسعى الأمير علي بن الحسين للتركيز عليها قضية الشفافية والحكمة في استخدام أموال الفيفا، إلى جانب اعتماد الوضوح كشرط أساسي في منح أي حقوق رياضية سواء كان ذلك بالتنظيم أو بث البطولات أو أي صفقات تجارية يدخل الفيفا طرفا فيها. وبالتركيز على تحسين صورة الفيفا تجاريا ورياضيا، يأمل الأمير علي بن الحسين في زيادة الثقة فيه كمرشح يمكنه التغلب على الرئيس الحالي، سيب بلاتر، الذي لطالما أثار الجدل بشبهات فساد لقاء تدبير صفقات بقيمة ملايين الدولارات في الفيفا، بحسب بعض التقارير.
ويرى الأمير علي بن الحسين في الفيفا “مؤسسة جديرة بلعبة عالمية، يجسد هيئة تحظى باحترام الجميع، ويمثل مصدر فخر واعتزاز لكل من له صلة بكرة القدم،” وهي رؤية حاول الأمير الشاب إيصالها خلال لقاءاته مع رؤوساء الاتحادات الوطنية لكرة القدم في زياراته الأخيرة.
غير أن الطريق ليس مرصوفا بالورود أمام المرشحين، فعلى كل واحد منهم العمل خلال نحو شهر لمحاولة تحقيق المفاجأة، إذ أن كثرا يرون نتيجة الانتخابات محسومة لسيب بلاتر، لأنه رجل تسلق إلى هرم السلطة وبقي على رأسه لأكثر من 15 عاما، بنى خلالها علاقات قوية مع شخصيات دولية، سواء كانت رياضية أو سياسية. كما يرى كثيرون من متابعي الشأن الرياضي العربي والدولي أن المرشح الأردني قد لا يحظى بدعم عربي كما يفترض، فعالم كرة القدم لا يستهان بكواليسه وما يجري في خباياه. كما أن القرار الأخير لن يتم اتخاذه بشكل نهائي سوى عند وقوف ممثل كل اتحاد كروي أمام صندوق الانتخابات في نهاية مايو/ أيار المقبل، وبالتالي، فإن أي نتيجة غير مضمونة.
إن حقق الأمير علي بن الحسين المفاجأة، وتبنى هذا البرنامج وحقق أهدافه واحدا تلو الآخر، سيكون ذلك سابقة في تاريخ الفيفا، الذي وهنت أركانه بفعل شبهات الفساد، وتعب أعضاؤه، وخصوصا المتواضعون رياضيا منهم، من الانتظار طويلا حتى تحقيق التغيير.