الاندبندنت: 4 سيناريوهات في مصر.. وترقب و تحشيد لـ تمرد

للمرة الأولى منذ تولي الرئيس المصري محمد مرسي حكم البلاد تتوحد آراء معارضيه ومؤيديه، إذ يتفق الفريقان على أن 30 يونيو هو يوم حاسم في تحديد مستقبل مصر السياسي وتحديد مصير كل طرف. غير أن رؤيتهم لما سينتج عنه هذا اليوم تتباين ما بين نهاية حكم الإخوان المسلمين وبين تثبيت حكمهم والقضاء على المعارضة.

وبدأت القوى السياسية المعارضة لمرسى، وعلى رأسها حركة “تمرد” التي أطلقت حملة جمع توقيعات لسحب الثقة من الرئيس  في حشد قواها من أجل التظاهر في مختلف ميادين مصر بدءاً من يوم الجمعة حتى تصل لذروتها يوم 30 يونيو، الموعد المحدد لنزول المعارضين للرئيس وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها من أجل إقصائه عن الحكم في الذكرى الأولى لتوليه رئاسة البلاد.

 وفي جانب المعارضة بدأ الحديث عن “مرحلة ما بعد مرسي” منذ عدة أسابيع وكأن الأمر قد حسم وبدأوا في إعداد سيناريوهات لما سيكون عليه النظام السياسي بعد “إسقاط النظام” وذهب بعضهم إلى حد وضع شروط لا تقبل المساومة.

 وأعلنت حركة “تمرد” الأربعاء عن تشكيل جبهة تضم عددا من الأحزاب والتيارات المعارضة لمرسي، وأنها وضعت تصور لكيفية إدارة “المرحلة الانتقالية” التي ستلي “نهاية حكم الإخوان”.

 وطبقا لهذه الرؤية، يتم خلال المرحلة الانتقالية ” تفويض كامل الصلاحيات لإدارة البلاد لرئيس حكومة من الشخصيات السياسية الوطنية المعبرة عن خط الثورة، على ألا يترشح في أول انتخابات رئاسية أو برلمانية مقبلة، ويتولى تشكيل حكومة كفاءات وطنية تكون أولويات مهامها هي: ”الأمن والاقتصاد والعدالة الاجتماعية وتحقيق المصالحة الوطنية على أسس العدالة الانتقالية ودستور توافقي لكل المصريين”.

 و”يتولى رئيس المحكمة الدستورية مهام رئيس الجمهورية” خلال هذه المرحلة الانتقالية التي “تنتهي في مدة 6 شهور كحد أقصى “و يتم “وقف العمل بالدستور” الذي وضع في ديسمبر 2012، طبقا لخطة “جبهة 30 يونيو”.

 وقال خالد تليمة، أحد مؤسسي الجبهة “لن نتنازل عن مطلب إسقاط هذا النظام الفاشل ولن نقبل بديلا عن رحيل مرسي وجماعته عن الحكم”.

فيما أكد عمرو القاضي، العضو في الجبهة أنه يتوقع في يوم 30 يونيو أن “نعيش مصر ثورة تكون بمثابة درس للشعوب في الثورات السلمية”.

 ونفى القاضي ما يتردد عن احتمال نشوب حرب أهلية بسبب شدة الاحتقان والاستقطاب مؤكدا أن “هذه مخاوف وهمية لا وجود لها وجود على أرض الواقع” لأن تعريف “الحرب الأهلية أن تكون بين فصيلين متساويين من الشعب ولكننا هنا هو مواجهة بين فصيل واحد هو الإخوان وبقية أطياف الشعب” .

 ومن جانبه استبعد حسام عيسى، القيادي بجبهة الانقاذ المعارضة، أن يتم الحسم في يوم واحد كما يتصور المتفائلون.

وقال عيسى “يوم 30 يونيو سيكون بداية اللا عودة ويوم الحشد والكرامة وبداية النضال وليس نهاية المعركة”.

وبسؤاله عن احتمال تناقص أعداد المتظاهرين بحلول شهر رمضان بعد أيام من يوم 30، أعرب عيسى عن قناعته بأن “المتظاهرون سيبقون في الميادين حتى النصر”.

وفي إشارة لأنصار مرسي من الجماعات الإسلامية وإعلانها الحشد ضد محاولات إسقاط الرئيس، قال القيادي المعارض “سوف يحاولوا قتلنا ولكن عندما يكون الخيار بين أن تعيش في ظل حزب الفاشية وبين الموت فهذا يساوي الاختيار بين الموت أو الموت بكرامة”.

 وعن عدم ظهور زعيم يوحد المعارضين ويقودهم واحتمال انقسام المعارضة مرة أخرى كما حدث إبان ثورة 25 يناير 2011 ورحيل الرئيس السابق حسني مبارك، قال عيسى “لا تحتاج هذه الثورة إلى شخص فالزعيم هو هذا الحشد الشبابي العظيم”.

 ومن جانبهم يظهر مؤيدو الرئيس ثقتهم في فشل المعارضة فيما يسمونه “الانقلاب على الشرعية” ومحاولات “الفاسدين الخروج على الرئيس المنتخب من الشعب”.

وأكد محمد سويدان، مسؤول المكتب الإداري لجماعة الإخوان بالبحيرة، أن “الشرعية التي اختارتها الإرادة الشعبية سيحميها الله عز وجل”.

 ورأى أن “الشعب المصري لن يقبل وصاية من أحد” وأن “ما يحدث من إثارة من الإعلام المضلل وبعض المنتفعين من النظام السابق لن يفلحوا لأن الله عز وجل سيحمي مصر” منهم.

وأوضح عادل سليم، القيادي بحزب الإصلاح السلفي، أن “الشعب المصري اختار بإرادته الحرة رئيسا مدنيا ليحقق أهداف الثورة” و “أن المصريين لن يسمحوا للعابثين والمنتفعين من عودة النظام السابق في تحقيق أجنداتهم الخاصة”.

 وقال عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، إن الشعب المصري “خائف بسبب القلق الشديد نتيجة الخلافات السياسية والشحن الإعلامي”.

وأضاف العريان، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أن “الشعب المصري بتأييد الله له سيكون هو الأعلى” وأن “الله رعى مسيرة ثورة الشعب وسيحميها حتى تكمل مشوارها بتمكين الشعب وليس النخب التي أفسدت عليه حياته ونغصت معيشته في كل المجالات”.

 وتابع “الانتخابات البرلمانية قادمة بمشيئة الله قبل نهاية العام” و”إذا نجحت المعارضة بالفوز بالأغلبية شاركت الرئيس السلطة التنفيذية، فإذا توافقا لمصلحة البلد أتم الرئيس مدته الدستورية، وإذا لم يتفقا وتنازعا الأمر يعود الأمر إلى الشعب” عن طريق استفتاء على حل مجلس النواب فإما يرحل الرئيس وتجرى انتخابات رئاسية جديدة، وإما يتم حل مجلس النواب وتجرى انتخابات برلمانية ثانية.

وشدد العريان على أن “هذه هي القواعد الديمقراطية والاستحقاقات الدستورية لضمان انتقال آمن للسلطة”، في إشارة إلى فشل المعارضة في إزاحة الرئيس يوم 30 يونيو.

سكاي نيوز

——-

 من ناحية اخرى قالت قالت صحيفة الاندبندنت في تحليل بعنوان “مصر تواجه اضطرابات جديدة بينما يصل الغضب من الرئيس درجة الغليان”، إنه بعد اسابيع شهدت حادث قتل طائفي والاشتباكات في الشوارع وإشاعات عن انقلاب عسكري محتمل، يتأهب المصريون للمزيد من العنف بينما يستعد المحتجون لمظاهرات حاشدة ضد حكم الرئيس محمد مرسي.

وتضيف أن المظاهرات المزمعة، والتي يجري الحشد لها منذ عدة أسابيع، مدفوعة بحملة شعبية تهدف لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في البلاد التي تضاعفت فيها اسعار المواد الغذائية العام الماضي والتي يواجه اقتصادها أسوأ ازماته منذ الثلاثينيات.
ويقول منظمو حملة “تمرد” إن الحملة حصلت حتى الآن على 15 مليون توقيع، وإنهم يتوقعون مشاركة ضخمة في مظاهرات الاحد الذي تمر فيه الذكرى السنوية الاولى لفوز الرئيس محمد مرسي في انتخابات الرئاسة.
وتقول الصحيفة إن الكثير من المصريين يعتقدون أن البلاد على أعتاب المزيد من الاضطرابات بعد نحو عامين ونصف من الانتفاضة التي احاطت بالرئيس السابق حسني مبارك.
وتضيف أن الاسلاميين يتعهدون بالدفاع عن مرسي، المنتمي للاخوان المسلمين، بينما توجد تقارير عن أن الجيش، الذي حذر الاسبوع الماضي من أنه سيتدخل حتى لا تنزلق البلاد الى الفوضى، بدأ نقل قوات ودبابات إلى قواعد بالقاهرة.
وتعرض الصحيفة سلسلة من السيناريوهات، أولها ان تدفع الاحتجاجات مرسي الى التنحي، وتقوا إن هذا أقل الاحتمالات ترجيحا اذا أخذ في الاعتبار طبيعة مرسي المتصلبة العنيدة حتى الآن.
والسيناريو الثاني هو أن يقدم مرسي بعض التنازلات مثل تعديل وزاري او تعديل الدستور، وتقول إن هذا التصور غير مرجح أيضا.
والسيناريو الثالث ضعف الاقبال على المظاهرات أو افتقادها للزخم، وتقول إن هذا تصور كابوسي بالنسبة للمعارضة، حيث ستواجه اثر ذلك الاخوان المسلمين وقد اكتسبوا قوة مجددة.
والتصور الاخير هو التدخل العسكري، وتقول إنه الاحتمال الاكثر ترجيحا ولكنه اكثرها اثارة للقلق. فاذا اجبر الجيش مرسي على التنحي في “انقلاب ناعم”، فإن الاسلاميين سيشعرون إنهم تعرضوا للخيانة وقد يحملون السلاح. وتتساءل الصحيفة “وهل سيكون حال العلمانيين واللبراليين افضل من الاسلاميين في وجود الجيش”؟