حصاد نيوز – تلقى رئيس الوزراء د. عبد الله النسور التهاني من رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة بتعديله الاول على حكومته الثانية، وبدت تلك التهنئة كأنها فاتحة لسجل تهانٍ تولى نواب تقديمها متمنين للحكومة بفريقها الجديد التوفيق.
التهاني عبرت عن نفسها في صور شتى، ففي الوقت الذي نال فيه الرئيس النسور التهنئة من رئيس مجلس النواب، فإن وزراء منفردين تلقوا تهانٍ منفردة من نواب منفردين سواء اثناء الانعقاد الرسمي للجلسة او اثناء انتظار انعقادها او اثناء تناول طعام الغداء بين الجلستين اللتين عقدهما المجلس امس الاول الثلاثاء.
الوزيرة مجد شويكة تلقت تهنئة “غزلية” من الشيخ النائب د. عبد المجيد الاقطش، وقد بدت في غاية السعادة وهي محاطة بنواب ونائبة واحدة هي د. فلك الجمعاني بينما كان الشيخ الأقطش يثني على الوزيرة الثناء الرقيق الذي أطلق ضحكتها استحسانا بما يقوله الشيخ.
ووزير جديد انشغل بين الجلسيتن باجتماع في مجلس الأعيان، وذهب مسرعا الى مبنى مكاتب مجلس النواب ليلحق برفاقه لتناول طعام الغداء، وفي الطريق الى صالة الطعام اوقفه نائب ليسأله عما اذا كان بحاجة لدعم برلماني فاجابه “انا وزير…” ونحتاج لدعمكم.
هذه صورة مجزوءة من البوم حفلة التعارف بين النواب والوزراء الجدد امس الاول الثلاثاء، في حين كانت لهجة نيابية اخرى ترى في التعديل الوزاري تعديلا تقليديا يراد منه فقط اطالة عمر الحكومة.
هذا التوصيف القاه جهارا رئيس كتلة النهضة النيابية النائب امجد المجالي في خطاب لم يحفل بكل تفاصيل التعديل الوزاري بالقدر الذي أطلق فيه انتقادات مباشرة له ولرئيس الوزراء ولمجموع الفريق الوزاري.
كان خطاب النائب المجالي سياسيا بامتياز، وناقدا بامتياز، وجارحا لنعومة الحكومة بامتياز ايضا حتى وهي تقوم باستبدال جزء من اناقتها الوزارية القديمة باخرى جديدة في تعديل وصفه النائب المجالي بالتعديل التقليدي. جاء خطاب المجالي في بند “ما يستجد من اعمال” في الجلسة المسائية وبعد ان شبع الوزراء الجدد والفريق الحكومي من تقبل التهاني: والغزل الحميد” والدعم المتجدد من قافلة النواب الطويلة للحكومة أيا تكن تفاصيل اناقتها، وجمالها وحيويتها، واتقانها لعبة تغيير المقاعد.
وفي الجانب الآخر فان نوابا وصفوا التعديل الحكومي بـ “الباهت” مؤكدين ان طريقة اجراء التعديل تدلل تماما على ان الحكومة بصدد الرحيل الوشيك، وليس اطالة عمرها، وانما يدلل على انها اجرت تعديلها لفترة زمنية محدودة فقط، وسترحل الحكومة قريبا ــ على حد قولهم.
وبالرغم من انصار توصيف التعديل بـ”الباهت” لم يقدموا اية سيناريوهات تؤكد على الاقل دقة ومعقولية ما يقولونه من رحيل الحكومة الوشيك، فان جبهة نيابية اخرى لم تتردد في توجيه انتقاد مباشر لرئيس الحكومة نفسه كونه لم يطلع مجلس النواب على موعد تعديل حكومته، ولم يقم حتى بمشاورة النواب او اشراك القوى النيابية التي حملته ولا تزال تحمله وتشكل بالنسبة له قاعدة دعم حقيقية، وحديقة خلفية يتنزه د. النسور داخل تفاصيلها في اللحظة التي يريد.
تلك الانتقادات بدت في مكانها تماما، فقد كان رئيس الوزراء يحمل مفاجأة التعديل للنواب أولا قبل أية جهة أخرى، وفي تفاصيل نقاش جانبي شارك فيه وزير اسبق عيّن حاليا في مجلس الأعيان، فقد كان السؤال الأبرز هو: هل قام رئيس الوزراء باعلام رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة عن موعد التعديل وظروفه وتفاصيله ام لا؟.
والسؤال كان حمال أوجه، إلا ان المعلومات الراشحة تكشف عن ان د. النسور أبلغ الطراونة بموعد التعديل وظروفه مساء الأربعاء الماضي وبعد انتهاء التصويت على الموازنة.
هذه المعلومة تكشف عن اكتفاء رئيس الوزراء بإعلام رئيس مجلس النواب بشروط وظروف وموعد التعديل، وقد بدا ذلك كافيا للعشرات من النواب الذين لم يحفلوا كثيرا بالتعديل الأول، لكنهم قد يكونون أكثر احتفالا برحيل الحكومة في وقت ما يرى نواب بانه لن يطول انتظاره كثيرا بينما يؤكد نواب آخرون انه ستكون حالة الانتظار اطول مما يعتقده او يتوقعه أحد.