النشامى والعراق في إنطلاق كأس آسيا عند الساعة 11 صباحاً بتوقيت الاردن

حصاد نيوز – يعيد التاريخ نفسه من جديد، ويفرض على المنتخب الوطني لكرة القدم مواجهة قوية امام نظيره العراقي عند الحادية عشرة صباح اليوم الاثنين -بتوقيت الاردن- في افتتاح منافسات المجموعة الرابعة من كأس آسيا والمقامة حالياً في استراليا.. لقاء بات مؤخراً اشبه بـ»كلاسيكو» غرب آسيا ومحط انظار القارة ككل.وبعد ان كسب النشامى رهان الصعود الى الدور الحاسم من تصفيات كأس العالم 2014 برفقة العراق بالذات..

استعاد المشهد ادق تفاصيله في الدور النهائي المؤهل للمونديل، لينتزع المنتخب الوطني «تأشيرة» الملحق على حساب «اسود الرافدين» وعُمان ويعبر بنصف بطاقة خلف اليابان واستراليا نحو رحلة انتهت بذكريات لن تنسى في مونتفيديو.

بين الامس واليوم.. تتشابه الاحداث الى حد لا يمكن تصديقه، وبعد ان اخذ التنافس بين النشامى والعراق صبغة خاصة على مختلف الملاعب في العاصمة عمان واربيل ودبي والدوحة.. تنتقل الاثارة «الكلاسيكية» الى ستاد بريسبن بأستراليا في موقعة متجددة عند الحادية عشرة صباحاً بالتوقيت المحلي، لتكتسي للمرة الاولى بثوب النهائيات الآسيوية.

واذا جد الجد تجد النشامى.. والتاريخ يشهد على ذلك خاصة امام العراق، ومنتخب الرجال الذي تعثر بـ»الوديات»، طالما عودنا على اظهار معدنه الحقيقي في «الرسميات»، ومنا هنا تشكل مواجهة اسود الرافدين فرصة مثالية لنفض غبار المرحلة الاعدادية الماضية بقيادة المدرب الانجليزي راي ويلكينز.. ليبدأ موسم الحصاد المثمر باذن الله.

في مجموعة تضم اليابان وفلسطين الى جانب النشامى والعراق.. يمكن القول ان اضلاع التنافس على بطاقتي العبور غير متساوية نسبياً، ومع منح الافضلية «على الورق» لمنتخب الساموراي حامل لقب كأس آسيا 2011، فان الحديث نظرياً يقتصر على المركز الثاني.. ومع اضافة عوامل الخبرة والتاريخ والاسماء الى هذه المعادلة، يبرز بلا شك قيمة لقاء اليوم بين المنتخب الوطني ونظيره العراقي باعتباره نصف الطريق تقريباً الى الدور الثاني، والفوز بالنقاط الثلاث يعني احداث قفزة نوعية باتجاه ربع النهائي بعيداً عن الحسابات الشائكة، ما يؤكد قيمة واهمية هذا الكلاسيكو.

وعن حسابات التشكيلة فإن ويكينز وجهازه الفني أستقروا على القائمة الاساسية التي ستبدأ لقاء اليوم فيما لا يزال الانتظار سيد الموقف فيما يتعلق بمشاركة الحارس عامر شفيع الذي يسابق الزمن لبلوغ مستوى الجاهزية المطلوبة اثر الاصابة التي تعرض لها مؤخراً، ويبقى معتز ياسين واحمد عبد الستار على أهبة الاستعداد لتحمل مسؤولية الدفاع عن المرمى وربما تكون التشكيلة مستوحاه من المباراة الودية الاخيرة التي خاضها النشامى امام البحرين .

ويلكينز غير متخوف

من جانبه أكد راي ويلكينز خلال حديثه في المؤتمر الصحفي الذي عقد امس في ستاد بريسبن ملعب المباراة، ان المنتخب الوطني يتطلع الى تحقيق نتيجة ايجابية في مباراته اليوم امام العراق وان تحصيل اي من المنتخبين للنقاط الثلاث سيضعه قاب قوسين او ادنى من الترشح الى الدور الثاني، قياسا بطبيعة المنافسة والحسابات وترتيب مباريات المجموعة الرابعة التي تضم الى جانب.

ولم يبد ويلكينز اي تخوف من المنتخب العراقي ردا على استفسار ما اذا كانت نتائج المواجهات الاخيرة بين الطرفين تميل لصالح الجانب العراقي وقال: ننظر الى انفسنا بالدرجة الاولى وفي حال رتبنا اوراقنا الداخلية ووصلنا الى مستوى الجاهزية المطلوبة فلن ننشغل بالمنافسين.. سنقدم ما علينا ونبحث عن الفوز الذي لايزال يغيب عن المنتخب منذ توليت مهامي معه.

وابدى ويلكينز احترامه لامكانات المنتخب العراقي ولكنه في الوقت ذاته اظهر ثقة كبيرة بقدرات لاعبي المنتخب الوطني وقدرتهم على تحقيق انطلاقة ايجابية تتناسب وحجم الطموحات وتوازي الدعم المطلق من سمو الامير علي بن الحسين .

وتحدث كابتن المنتخب عامر شفيع عن صعوبة المهمة امام العراق قائلا: نعرف بعضنا البعض جيدا، والمواجهات الاخيرة اعطت كلانا انطباعات عديدة، وندرك قيمة الحدث والمباراة تحديدا لكننا عاقدوا العزم على الفوز نظير الطموحات الكبيرة الموجودة لدينا واهدافنا التي تصل الى حدود بعيدة.

وعن امكانية مشاركته من عدمها اجاب: قبل يومين شعرت بالالم والان هناك تحسن ولكن القرار الرسمي سيكون غدا -اليوم- وقبل المباراة وبناء على تنسيب الجهاز الطبي ورؤية الجهاز الفني وكذلك حالتي البدنية والصحية.. اريد المشاركة مع زملائي والمساهمة معهم في مباراتهم الافتتاحية وآمل ذلك فعلا ومتفائل جدا بقدرتي على التواجد وسننتظر حتى يوم المباراة لحسم الامور.

.. عن التاريخ نتحدث

واذا كان المنتخب الوطني حقق فوزاً وحيداً خلال المواجهات الخمس الاخيرة امام العراق مقابل ثلاثة انتصارات لابناء بغداد.. فان النشامى احسنوا ادارة حسابات التأهل ونجحوا باقتدار في التأهل عبر تصفيات الدور الثالث المؤهل للمونديال، ثم الدور الحاسم..

تتغير معطيات التنافس في كأس آسيا، ولقاء «النقاط الثلاث» لا يمكن تعويضه مع غياب نظام الذهاب والاياب بكل تأكيد، الامر الذي يشير الى اهمية الفوز بالدرجة الاولى، أو تجنب الهزيمة على اقل تقدير لابقاء الحظوظ متساوية الى حين.

يؤكد التاريخ ان منتخب النشامى لم يسبق له الهزيمة في افتتاح تصفيات كأس آسيا خلال مشاركاته السابقة في 2004 و2011، ورغم ان البداية في نهائيات الصين كانت امام كوريا الجنوبية، وانطلاقة بطولة الدوحة فرضت مواجهة اليابان، الا ان المنتخب الوطني قدم نفسه نداً قوياً امام عملاقي شرق القارة وخرج متعادلاً 0-0 في اول ظهور له بكأس آسيا امام الكوري، وكرر المشهد قبل اربعة اعوام بمواجهة الساموراي 1-1.

عموماً.. لم يسبق للمنتخب الوطني ان تعرض للهزيمة في ست مباريات خاضها بالدور الاول خلال مشاركتيه السابقتين، ولم يعرف ايضا طعم الخروج من دور المجموعات.. كان دائم الحضور في ربع النهائي مع الكبار، وقبل هزيمة واحدة في ثمان مباريات آسيوية امام اوزبكستان 1-2 بالدور الثاني من بطولة الدوحة 2011، وقد كان ذلك الظهور الاخير للنشامى قبل ان يجدد تواجده في اهم البطولات امام العراق اليوم.

الى ذلك فإن المنتخب الياباني يعد اكثر الفرق التي واجهها النشامى في كأس آسيا، ومع اللقاء الاول بينهما في ربع نهائي 2004 والخروج المثير للجدل بفارق ركلات الترجيح، تكرر المشهد في افتتاح المشوار بـ2011 وانتهى بالتعادل كما اشرنا سابقا، لتعد المواجهة المرتقبة في ختام الدور الاول من البطولة الحالية هي الثالثة على مستوى كأس آسيا، في حين تعتبر موقعة العراق اليوم هي الاولى تاريخياً على مستوى المسابقة، الامر الذي ينسحب على لقاء فلسطين ايضاً.

يذكر ان نتائج النشامى في البطولة امام منتخبات عرب آسيا تبعث على الارتياح، حيث حقق ثلاثة انتصارات وتعادل وحيد خلال المواجهات الاربع السابقة.. وبدأ مشوار اللقاءات العربية في 2004 بالفوز على الكويت 2-0 قبل التعادل مع الامارات 0-0 ليتأهل وصيفاً لكوريا الجنوبية، وفي2011 تغلب النشامى على السعودية 2-1 ثم سوريا بذات النتيجة، ليعبر ثانياً خلف اليابان بفارق الاهداف.

.. ماذا نريد؟

بين المهم والاهم.. يدرك نشامى المنتخب الوطني ان الفوز على العراق يمهد الطريق نحو الدور الثاني ويضاعف حظوظ التأهل الى اعلى مستوى، وان كانت النقاط الثلاث هي الاهم، فان تجنب الخسارة في الافتتاح امام منافس رئيسي على بطاقة التأهل هو المهم.

بالنظر الى اطراف المعادلة من جديد،يعد المنتخب الفلسطيني منافساً صعباً قادراً على وضع العراقيل في طريق النشامى او العراق لخطف احدى بطاقات العبور، لكن المعطيات الاولية ترجح اليابان في الصدارة، وتضع الاردن بجوار «اسود الرافدين» في صراع المركز الثاني دون تجاهل «الفلسطيني» كما اشرنا، وان كان الاخير محطة اقل صعوبة من حامل اللقب في 2007 او بطل 2011.

في السابق.. كان المنتخب يفتتح مشواره في كأس آسيا بلقاء المرشح الاول للتأهل كما حدث في 2004 مع كوريا الجنوبية، او 2011 بمواجهة اليابان.. وقتها كان من الممكن تقبل التعثر وخسارة النقاط امام منافس يضعه الجميع مسبقاً في صدارة المجموعة.. لكن مع تحسن تصنيف النشامى على السلم الدولي والآسيوي، فانه يجد نفسه الآن يتجنب «الاكثر قوة» في مستهل طريقه -اليابان-، ليفرض عليه ذلك الدخول في اجواء البطولة مباشرة امام منافس رئيسي على التأهل -العراق-.. ومن هنا بات الخطأ ممنوع!

اذا جد الجد يظهر منتخب النشامى من بعيد ليؤكد قدرته على المنافسة وتخطي اصعب الظروف بأفضل الطرق.. وما بين المباريات الودية والمنافسات الرسمية فوارق هائلة تدفعنا الى التفاؤل بلقاء العراق.. وكلما كانت البداية اكثر تعقيداً، فان تحقيق الانتصار يضاعف السعادة ومؤشر الطموح.

من جهته التقى سمو الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم وقائد انجازات الكرة الاردنية نشامى المنتخب الوطني أمس وأمضى معهم اوقاتا بأجواء مفعمة بالمحبة والتقدير حيث تابع ايضا الحصة التدريبية الاخيرة وذلك في اطار الدعم الكبير الذي يقدمه سموه للنشامى واركان الكرة الاردنية وذلك عشية مواجهة النشامى المرتقبة امام العراق عند الحادية عشرة صباح اليوم الاثنين بتوقيت عمان في افتتاح مشواره ببطولة نهائيات كأس آسيا.

ووفقا للموقع الرسمي لاتحاد كرة القدم فان سموه الذي سبق ان زار بعثة النشامى لدى تواجدها في ملبورن وصل ظهر امس الى بريسبن حيث تقيم بعثة المنتخب الوطني ورغم رحلة السفر الطويلة من ملبورن الى بريسبن الا ان سموه حرص على الدخول في عمق تفاصيل الاستعدادات المعنوية والنفسية الى جانب الحالة البدنية الفنية من خلال لقاءات عفوية بأعضاء الجهازين الفني والاداري حيث اطمأن على سير التحضيرات واعاد التشديد على اهمية ان يكون النشامى على الموعد مرة اخرى في الحدث القاري.

وبعد اطمئنان سموه على الوفد أظهر اهتمامه بطريقة ملفتة، حين فاجأ اللاعبين وهو يطرق ابواب عدد من غرفهم الخاصة في مقر الاقامة للوقوف مباشرة وعن قرب على احوالهم قبل ان يسارع باقي اللاعبون وكافة اعضاء الوفد للالتفاق حول سموه بأحد غرف اللاعبين حيث استمعوا من قائد انجازات الكرة الادنية للكلمات التحفيزية الرائعة والتي جددت التأكيد على دعم سموه الدائم والمميز لنشامى المنتخب الوطني في حلهم وترحالهم.

سموه، ورغم علامات التعب الواضحة جراء رحلة السفر وارتباطاته الرسمية، آثر الجلوس مطولا مع اللاعبين، وتحدث اليهم واستمع اليهم بكل شفافية عن كافة التفاصيل المتعلقة بانفسهم اوعائلاتهم وكذلك الامر بالنسبة لطبيعة المنافسة القارية القادمة، حيث أبدى سموه ثقته الكبيرة بقدرة النشامى على تسطير المزيد من الانجازات رغم صعوبة المهمة ايمانا منه بالقيمة الكبيرة التي يملكها النشامى من عزيمة واصرار، وفي المقابل شعر اللاعبون بأجواء كبيرة من الالفة والاسرية وهم يستمعون لسموه ويتحدثون اليه عن قرب.

وفي لفته تنم عن ارتباط سموه مع النشامى، قدم هاتفه النقال الخاص الى اللاعبين للاتصال مع عائلاتهم وشاركهم سموه شخصيا وتحدث مع اولياء امور كل من احمد هايل وسعيد مرجان وعدي الصيفي وخليل بني عطية ومحمد الدميري وارسل تحياته الشخصية ونقل احوال اللاعبين الى عائلاتهم مؤكدا سلامتهم وطمأنهم عليهم جميعا، في الوقت الذي طالبت العائلات ايضا بتكثيف دعمهم ومؤازرهم لابنائهم وهم يحملون راية الوطن في اسيا.

وتناولت احاديث سموه مع اللاعبين واعضاء الوفد العديد من الجوانب المتعلقة بالحدث القاري واهميته، واستفسر منهم عن كافة الاحتياجات ان وجدت وكذلك أوعز بتوفير السبل التي تضمن راحة الجميع وتعمل ايضا على تذليل العقبات في حال ظهرت خلال المرحلة الحالية او القادمة.

هذه اللحظات العفوية التي سيطرت على اجواء المنتخب الوطني بفضل حضور الامير علي بن الحسين، بعثت في نفوس اللاعبين المزيد من الثقة وعززت من الاصرار لديهم وخصوصا بعدما لمسوا مجددا اهتمام سموه الكبير بأحوالهم والثقة الكبيرة بهم، وهو ما ظهر على ملامح اللاعبين واحاديثهم الجانبية التي اشادت واثنت على الدعم اللامحدود الذي لطالما يقدمه سموه للكرة الاردنية عموما والمنتخب الوطني على وجه الخصوص.

وهكذا قدم سموه مثالا رائعا على طبيعة الاهتمام والدعم والمؤازرة لنشامى المنتخب الوطني اينما كانت مشاركاتهم، وهو بالفعل ما يشد انتباه العالم اجمع دوما والذي لطالما شكل كلمة سر تفوق ونجاح النشامى على مختلف الاصعدة.