عين في مجلس الملك.. * موسى الصبيحي

عين في مجلس الملك.. *  موسى الصبيحي

حصاد نيوز

هل يجب عندما يغادر مسؤول ما منصبه أن يُزجّ به في منصب آخر..؟! هذا السؤال يتبادر إلى ذهن المراقب، ونحن نرى قرارات عليا تُخرِج مسؤولين من مناصبهم، لِتَزُجّ بهم في مناصب أخرى، فخلال أقل من أسبوع، تم قبول استقالة رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ليصدر قرار مباشر بتعيينه عضواً في مجلس الأعيان، كما تم قبول استقالة مدير مكتب الملك، ليتم أيضاً تعيينه عضواً أيضاً في مجلس الأعيان، إضافة إلى تقليده منصباً آخر رفيعاً، وفي ذات الوقت تم قبول استقالة أحد أعضاء مجلس الملك متزامناً مع صدور قرار تعيينه رئيساً للعقبة الخاصة.. وفي الآن تم تعيين وزير تخطيط سابق مديراً لمكتب الملك، ولست هنا أناقش مبررات استقالة هؤلاء الشخصيات أو إقالتهم أو تقلدهم لمناصب جديدة، لكنني أناقش مسألة التدوير والانتقال من منصب إلى آخر لكل من الذوات المذكورة، فإذا كانوا ناجحين حقّاً فليظلوا في مناصبهم، وإذا لم يكونوا كذلك فلماذا يتم تنصيبهم في مواقع أخرى قد تكون أكثر أهمية وحساسية..!!؟

أنا لا أنتقد بقدر ما اناقش قضية، أصبحنا نلاحظها بشكل كبير في مجتمع “المسؤولية الأردنية” فالكثير من الشخصيات يدخلون نادي المسؤولية ولا يخرجون منه، بل ولا يُفسِحون لغيرهم أي فرصة للدخول، نظراً لاستحواذهم على المناصب وتقلّبهم فيها بأريحية وسلاسة من منصب إلى آخر، وليس هذا فحسب، بل نشعر بتمدّدهم في المناصب العليا واسترخائهم فيها، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون..!!!

ثمّة حديث وأسئلة تتناقلها المجالس المفتوحة: كيف يفكّر أصحاب القرار، وما معايير التعيين والتوزير، وكيف يتم الاختيار، ولماذا يتم الانتقال والتدوير، ولماذا تُغلق عضوية النادي على أناس بعينهم، فيما هي محرّمة على آخرين ممّن قد يكونوا أكثر كفاءة وأمانة، وهل ما يجري يخدم المصلحة العامة أم العكس، ولماذا أوضاع البلد في تردٍّ وتراجع، وما مدى شعور المواطن بالتغيير، وهل هو إيجابي أم سلبي..!!؟؟

أسئلة كثيرة تزدحم في الباطن والظاهر الأردني، والنتيجة أن المواطن لا يشعر بالارتياح، ولا يُحسّ بالانشراح، ويكاد ينفجر من القهر، وينشطر من الفقر..!!!

باختصار، الأمور غير مفهومة، والتغييرات غير مهضومة، وعلينا أن نرضى ونقبل أو نطقّ ونرحل..!!

أما آخر الحديث: ليس سياسياً منْ تغلبه الشهرة على الفكرة.. وليس حكيماً منْ يؤْثِر التحصيل على التمثيل..!