لقد ظل الأردن بمنأي عن الموجة الجهادية التي اجتاحت معظم دول المنطقة عقب انطلاق قطار الربيع العربي, حيث شهدت المنطقة تناميا كبيرا للتيارات الجهادية بصفة عامة ولتنظيم القاعدة بصفة خاصة.
أصبحت هذه التيارات تمثل خطرا حقيقيا علي العديد من الأنظمة السياسية الموجودة في المنطقة, ورغم ذلك استطاع الاردن أن يتجنب هذه الموجة في تلك الفترة, وبالتالي تجنب العمليات الارهابية المصاحبة لهذه الموجة التي طالت العديد من دول الجوار في الفترة الأخيرة.
وبرغم ذلك فان الأوضاع الآن في الأردن أشبه بالنار التي تحت الرماد, أو أشبه بالهدوء الذي يسبق العاصفة, حيث أن هناك عددا من المؤشرات تدل علي أن الأردن يشهد تناميا ملحوظا للتيارات الجهادية, خاصة ما يسمي بـالسلفية الجهادية والتي أعلنت مؤخرا عن مقتل3 من عناصره في مدينة درعا جنوب سوريا.
وكان التيار السلفي الجهادي في الأردن أعلن مؤخرا أن عدد أنصاره الذين يقاتلون داخل الأراضي السورية, وصل إلي500 عنصر, قتل منهم نحو50 شخصا.
وقد تصاعد حضور التيار السلفي الجهادي علي الساحة الأردنية بشكل لافت, حيث أقام التيار عدة مسيرات ووقفات واعتصامات احتجاجية له أمام بعض المؤسسات والجهات السيادية في الأردن, للمطالبة بالإفراج عن معتقليهم في السجون الأردنية والعربية, والخطير في الأمر أن هذه المظاهرات اتسمت بالتبجح في مواجهة مؤسسات الدولة, حيث لم تقتصر فقط علي المطالبة بالإفراج عن المعتقلين, بل تعدت تلك المطالبات بتهديد السلطات الأردنية علي الملأ إذا لم تفرج عن معتلقي التيار الجهادي.
بالإضافة الي ذلك أن الأردن هو موطن عصام البرقاوي الملقب’ بأبو محمد المقدسي’, منظر التيار الجهادي, الذي يعتنق أفكاره العديد من الشباب داخل وخارج الأردن, حيث يرون فيه القدوة والمثل الأعلي, حتي أن كثيرا من الجهاديين من داخل وخارج الأردن, يرون وجوب قتال الحكومة الأردنية من أجل تحرير’ المقدسي’ من الأسر, حيث يعتبر المقدسي واحدا من أهم منظري تيار السلفية الجهادية في العالم, ويعرف بأنه الأب الروحي لأبي مصعب الزرقاوي الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق الذي قتل عام2006
يضاف الي ما سبق أن تنظيم القاعدة أصبح يتخذ من الأردن قاعدة له للانطلاق الي الدول المجاورة خاصة سوريا, ولكن مع مرور الوقت أصبح يحاول أن ينفذ عمليات داخل الأردن.