حصادنيوز – دعت منظمة هيومن رايتس ووتش السلطات الأميركية إلى وقف ما وصفته بالحملة العنيفة التي تستهدف ذوي الأصول اللاتينية في أنحاء البلاد، محذّرة من أن هذه الممارسات تمزق العائلات وتبثّ الخوف في المجتمعات، وتشكّل انتهاكًا واسع النطاق لحقوق الإنسان.
وقالت المنظمة الحقوقية في بيان صادر أمس الثلاثاء، إن المداهمات المكثّفة التي أطلقتها أجهزة الهجرة والجمارك الأميركية في مدينة لوس أنجلوس منذ الصيف الماضي، امتدت لاحقاً إلى مدن أخرى، مشيرة إلى أن الاحتجازات تتم غالباً بناءً على المظهر العرقي أو الأصل القومي.
وأوضحت أن وكالة الهجرة والجمارك بالتعاون مع حرس الحدود ووكالات فدرالية أخرى نفّذت مئات المداهمات في أماكن العمل والسكن، استهدفت خصوصاً العمال والمهاجرين من أصول لاتينية، وترافقت مع عنف مفرط واستهتار بالحقوق الإنسانية.
وأكدت المنظمة أن السلطات الفدرالية في لوس أنجلوس أقرت بأن العرق والانتماء الإثني من بين العوامل التي تُحدّد على أساسها قرارات الاحتجاز والترحيل، مشيرة إلى أن ميزانية الأمن الداخلي لعام 2025 خصّصت مبلغاً قياسياً بلغ 170 مليار دولار لدعم عمليات الحدود والاحتجاز والترحيل الجماعي.
وقال جون رافلينغ، مدير برنامج الولايات المتحدة المساعد في المنظمة، إن المداهمات «تسببت في أضرار مدمّرة بأهالي لوس أنجلوس، وتوسّعت لتطال مدناً أخرى»، مشيراً إلى أنها «تمزق العائلات وتكشف قسوة سياسات الهجرة الأميركية».
وبحسب التقرير، استندت المنظمة إلى تحليل مقاطع فيديو وصور وشهادات لعشرات المحتجزين والمُرحّلين وعائلاتهم، إلى جانب شهود عيان ومسؤولين محليين. وأظهرت النتائج أن نسبة كبيرة من المعتقلين لا تملك سجلاً جنائياً، وأن العديد منهم احتُجزوا قسراً في مراكز مغلقة وتعرّضوا لـ«ضغوط غير قانونية» لإجبارهم على القبول بالترحيل الطوعي.
كما وثّقت المنظمة استخدام القوة المفرطة خلال المداهمات، حيث شوهد عناصر أمن ملثمون ومسلّحون بأسلحة عسكرية يحاصرون الأشخاص دون إنذار مسبق، ويحطمون سياراتهم ويسحبونهم عنوة. وروى محتجزون سابقون تعرضهم للضرب والإهانة والحرمان من الطعام والماء والنوم، إضافة إلى منعهم من التواصل مع محامين أو عائلاتهم.
وأشارت المنظمة إلى أن هذه الانتهاكات خلّفت آثاراً نفسية واجتماعية واقتصادية عميقة داخل المجتمعات اللاتينية، إذ بات كثير من السكان يتجنبون الظهور في الأماكن العامة أو الذهاب إلى أعمالهم خوفاً من الاعتقال، مما أدى إلى تفكك عائلات وتدهور أوضاع مالية وصحية.
وختمت المنظمة بيانها محذّرة من أن الاستمرار في تمويل هذه السياسات بلا مساءلة سيؤدي إلى “أضرار كارثية لا تُحصى” بحق الملايين من أبناء الجاليات اللاتينية في الولايات المتحدة