رجل لا يعرف المستحيل: ماهر الحوراني يكتب فصلاً جديداً في تاريخ التعليم الأردني!

 

حصادنيوز – إعداد وكتابة : أيمن الراشد – في زمن تتغير فيه معايير التعليم وتشتد فيه المنافسة بين الجامعات على الريادة والجودة، يبرز اسم الدكتور ماهر الحوراني كرجل صنع الفرق في التعليم الجامعي الأردني، وقاد جامعة عمان الأهلية إلى موقع متقدم بين نظيراتها محليًا وعالميًا، حتى أصبحت اليوم منارة للعلم والابتكار ونموذجًا يحتذى في الإدارة الأكاديمية الحديثة.

منذ توليه رئاسة هيئة المديرين في جامعة عمان الأهلية، وضع الدكتور الحوراني نصب عينيه هدفًا واضحًا: تحويل الجامعة إلى مؤسسة تعليمية متكاملة تجمع بين الأصالة والتجديد، وبين العلم والعمل. ومن هنا انطلقت مسيرة التحول النوعي التي شهدتها الجامعة في السنوات الأخيرة، سواء في تصنيفاتها العالمية أو في برامجها الأكاديمية الحديثة. فقد استطاعت الجامعة أن تحجز مكانها في تصنيفات QS وTimes العالمية، محتلة موقعًا متقدمًا بين الجامعات الأردنية، ومثبتة حضورها في الساحة الأكاديمية الإقليمية والدولية.

ولم تكن هذه القفزات مجرد أرقام على ورق، بل ترجمة لرؤية عميقة تقوم على تطوير الإنسان قبل البنيان. فالدكتور الحوراني يؤمن أن الجامعة الحقيقية هي التي تصنع العقول لا الشهادات، وأن الاستثمار في الطالب والمعلم هو جوهر التنمية الأكاديمية. يقول في أحد لقاءاته التلفزيونية مع قناة MBC: «دور الجامعات ليس فقط نقل المعرفة، بل خلقها وإثراؤها، فالمعرفة التي لا تُنتج جديدًا لا تصنع تقدمًا». ومن هذا المبدأ، دعم البحث العلمي والمبادرات الريادية، وفتح المجال أمام الأساتذة والطلبة للإبداع والابتكار، مؤكدًا أن الجامعة الناجحة هي التي تُسهم في بناء المجتمع وتقديم الحلول لتحدياته.

ومن أبرز المشاريع التي أشرف عليها مشروع “البيت الزراعي الذكي” الذي أطلقته الجامعة ضمن كلية التكنولوجيا الزراعية، ليكون نموذجًا رائدًا في دمج التعليم بالبحث التطبيقي، ومثالًا على كيفية توظيف التكنولوجيا لخدمة الزراعة والاقتصاد المحلي. وفي حديث له مع موقع جوردن بالس، أوضح الحوراني أن هذا المشروع «ليس تجربة أكاديمية فحسب، بل خطوة عملية نحو زراعة ذكية مستدامة، تمكّن الطلبة من رؤية أثر علمهم في حياتهم اليومية». كما أسس كلية التعليم التقني التي تهدف إلى إعداد جيل مؤهل بمهارات مهنية وتقنية تواكب سوق العمل، إيمانًا منه بأن التعليم لا يُقاس بعدد الخريجين بل بقدرتهم على المنافسة والإنتاج.

تحت قيادته، شهدت الجامعة نقلة نوعية في بنيتها التحتية ومختبراتها ومراكزها البحثية، إلى جانب توسعها في التخصصات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، التكنولوجيا المالية، وتصميم الأفلام والتلفزيون، لتبقى متماشية مع متطلبات المستقبل. كما ساهم في تعزيز الشراكات الدولية، ما أتاح لطلبة الجامعة فرصًا أوسع للتبادل الأكاديمي والانفتاح على تجارب تعليمية عالمية.

الدكتور ماهر الحوراني لا يكتفي بدور الإداري، بل يمارس دوره كقائد ومفكر تربوي يحمل رسالة التعليم كوسيلة لبناء الإنسان والمجتمع. ففي تصريح له لموقع خبرني، قال: «الطالب هو محور العملية التعليمية، وكل ما نقوم به من تطوير وبناء هو من أجله؛ لأننا نريد خريجًا قادرًا على صناعة التغيير لا مجرد باحث عن وظيفة». هذه الرؤية جعلت الجامعة أقرب إلى نبض المجتمع وأبعد عن الجمود الأكاديمي، لتتحول إلى بيئة محفزة على الإبداع والمواطنة والريادة.

برؤيته الطموحة وإدارته الواعية، أثبت الدكتور ماهر الحوراني أن النجاح لا يُقاس بما تحققه المؤسسة من توسع فحسب، بل بما تتركه من أثرٍ في فكر طلابها وفي نهضة وطنها. اليوم، جامعة عمان الأهلية ليست مجرد جامعة خاصة، بل تجربة ريادية تستحق أن تُروى، واسم الدكتور الحوراني فيها علامة مضيئة في سجل التعليم العالي الأردني والعربي