في قمة عالمية بميونخ.. الملكة رانيا تدعو الشباب لمواجهة الكراهية بشجاعة الأمل

 

حصادنيوز – دعت جلالة الملكة رانيا العبدالله شباب العالم إلى مواجهة الكراهية بالأمل والعمل الإنساني، محذّرة من أن اللامبالاة العالمية كانت شريكاً في الفظائع التي يشهدها قطاع غزة، ومصدراً لتجدد الكراهية على مستوى العالم.

وخلال كلمتها في افتتاح قمة “عالم شاب واحد” التي انطلقت أمس في مدينة ميونخ الألمانية بمشاركة نحو 5 آلاف شاب وشابة من أكثر من 190 دولة، قالت جلالتها إن العالم “رأى المأساة قادمة، لكنه فشل في منعها”، مشيرة إلى أن الخبراء نبّهوا مراراً إلى أن غزة تشهد تشريداً جماعياً ومجاعة وإبادة وشيكة، وهو ما أكدته لاحقاً جهات أممية ودولية مستقلة.

وأكدت الملكة رانيا أن الكراهية تتسلل مجدداً إلى نسيج المجتمع العالمي، محذّرة من أنها لا تكتفي بتدمير ما هو قائم، بل تعيد تشكيل بوصلة الإنسانية والأخلاق. واستعرضت التحولات القاسية التي شهدها القطاع منذ عام 2023، حيث أُبيدت عائلات بأكملها، وقتل آلاف الأطفال أو أصبحوا أيتاماً وجوعى ومصابين بالصدمة.

وقالت جلالتها: “الاحتلال الإسرائيلي ما يزال قائماً، والقمع مستمراً، والحل العادل للفلسطينيين والإسرائيليين ما يزال بعيد المنال”.

وشددت الملكة على أن الكراهية لا تنمو دون حليفها الصامت: اللامبالاة، موضحة أن تجاهل القضايا الصعبة بذريعة “تعقيدها” ليس سوى شكل من أشكال الاستسلام الأخلاقي، إذ “اللامبالاة ليست بريئة، بل تطيل عمر الظلم وتؤسس لسقوط أخلاقي تدريجي”.

وأضافت أن خطاب الكراهية يبدأ بـ”مجرد كلمات” لكنه يمهد الطريق لعنف لا يوصف، مستذكرة وصف أحد المسؤولين الإسرائيليين لسكان غزة بأنهم “حيوانات بشرية” بعد السابع من تشرين الأول، معتبرة أن مثل هذه اللغة تُسوّغ العنف وتبرره.

وأشارت جلالتها إلى أن الحرب على غزة ولّدت خلال العامين الماضيين “أكبر حركة شعبية عالمية مؤيدة للفلسطينيين في الذاكرة الحديثة”، مؤكدة أن الأمل ليس تفاؤلاً ساذجاً، بل “شجاعة تتحدى اليأس وتدفع الناس للمطالبة بحرية شعب لم يلتقوه قط”.

وختمت الملكة كلمتها بالتأكيد على أن “الحب يتطلب قوة أكبر من الكراهية”، داعية الشباب حول العالم إلى أن يكونوا صوتاً للأمل والإنسانية في وجه الظلم واللامبالاة.

وتعد قمة “عالم شاب واحد” منصة عالمية تجمع القادة الشباب سنوياً في مدينة مختلفة، لتبادل الأفكار والتجارب في مجالات التنمية وحقوق الإنسان والسياسة والتكنولوجيا، بمشاركة شخصيات مؤثرة من مختلف أنحاء العالم.