وزيرة الخارجية البريطانية: دارفور تشهد جرائم مروعة والمجتمع الدولي عاجز عن التحرك

 

حصادنيوز – قالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر، إن المجتمع الدولي فشل في معالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان، رغم نجاحه النسبي في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

وأكدت كوبر، خلال كلمتها في الجلسة الافتتاحية لمنتدى “حوار المنامة” في البحرين السبت، أن الأزمات الإقليمية في الشرق الأوسط باتت مترابطة على نحو غير مسبوق، وأن تداعياتها تجاوزت الحدود الجغرافية لتشمل الأمن والاقتصاد العالميين.

وأوضحت أن “قضايا الأمن لم تكن يوماً بهذا القدر من التشابك”، مشيرة إلى أن الهجمات على السفن في البحر الأحمر تهدد التجارة الدولية، والغزو الروسي لأوكرانيا ينعكس على استقرار أوروبا والشرق الأوسط، فيما تمتد آثار الحرب في السودان إلى المنطقة والعالم.

وتطرقت كوبر إلى الوضع في غزة، مشيدة بالجهود الأمريكية والقطرية والمصرية والتركية التي أفضت إلى اتفاق هش لوقف إطلاق النار المستمر للأسبوع الرابع، بعد حرب إسرائيلية استمرت عامين وخلّفت أكثر من 68 ألف قتيل فلسطيني و170 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء.

وحذرت الوزيرة البريطانية من أن “غزة لا يمكن أن تبقى عالقة بين الحرب والسلام”، داعية إلى الدفع نحو تسوية دائمة تضمن إيصال المساعدات الإنسانية دون شروط أو عراقيل سياسية.

وانتقدت كوبر فشل المجتمع الدولي في التعامل مع الكارثة الإنسانية في السودان، ووصفت الأوضاع في دارفور بأنها “مروّعة وصادمة”، في ظل تقارير عن “إعدامات جماعية ومجاعة واستخدام الاغتصاب كسلاح حرب”.

وقالت إن النساء والأطفال يتحملون العبء الأكبر لأكبر مأساة إنسانية في القرن الحادي والعشرين، مشيرة إلى أن الفيتو الروسي في مجلس الأمن حال دون تمرير قرار يسمح بوصول المساعدات الإنسانية.

وأعلنت كوبر أن بريطانيا ستزيد مساعداتها الإنسانية للسودان بمقدار 5 ملايين جنيه إسترليني إضافية، ليرتفع إجمالي الدعم إلى 125 مليون جنيه، مخصصة لدعم ضحايا العنف في الفاشر والمناطق المتضررة الأخرى.

ويشهد السودان منذ أبريل 2023 حرباً دامية بين الجيش و”قوات الدعم السريع” أودت بحياة عشرات الآلاف وأجبرت نحو 13 مليون شخص على النزوح، فيما تسيطر “الدعم السريع” على كامل ولايات دارفور الخمس غرباً، بينما يحتفظ الجيش بالسيطرة على معظم الولايات الأخرى، بما فيها العاصمة الخرطوم.