حصادنيوز – ✍️ إعداد: أيمن الراشد – في زمن تتسارع فيه المتغيرات الاقتصادية وتشتد فيه المنافسة العالمية، تبرز الشركة العربية للبوتاس كواحدة من قصص النجاح الوطنية المشرقة.
من رحم البحر الميت، انطلقت شركةٌ صنعت لنفسها مجدًا اقتصادياً، وساهمت في دعم خزينة الدولة وتعزيز مكانة الأردن على خارطة صناعة الأسمدة العالمية.
واليوم، تحت قيادة معالي المهندس شحادة أبو هديب رئيس مجلس الإدارة، والدكتور معن النسور الرئيس التنفيذي، تواصل الشركة مسيرتها بثباتٍ واقتدار نحو مستقبلٍ أكثر إشراقًا.
أداء نوعي ورؤية استراتيجية *****
منذ تولي القيادة الحالية مهامها، دخلت البوتاس العربية مرحلة جديدة من التحول والتطوير الإداري والتقني.
فقد ارتفع الإنتاج إلى نحو 2.84 مليون طن سنويًا، مع انخفاضٍ في كلفة التشغيل بنسبة 5٪ خلال عام 2024، لتؤكد الشركة أن الإدارة الرشيدة هي الطريق الأقصر إلى الكفاءة والإنجاز.
ولم يتوقف النجاح عند حدود الأرقام، بل تعدّاه إلى توسّع استراتيجي مدروس، أبرز ملامحه مشروعٌ ضخم بقيمة 600 مليون دولار بالشراكة مع شركة مناجم الفوسفات الأردنية لإنتاج الأسمدة المتخصصة وحامض الفسفوريك، في خطوة تنقل الأردن إلى مصاف الدول المنتجة للأسمدة المتقدمة.
رافد وطني وركيزة اقتصادية ****
منذ عام 2019 وحتى اليوم، ضخت البوتاس العربية أكثر من 1.1 مليار دينار أردني في خزينة الدولة، وأسهمت في تعزيز احتياطي العملات الصعبة بما يفوق 8.6 مليار دولار أمريكي.
كما تشكل صادراتها نحو 8٪ من إجمالي صادرات المملكة، ما يجعلها أحد أهم ركائز الاقتصاد الوطني وداعمة رئيسية للاستقرار المالي الأردني.
التزام بالاستدامة والمسؤولية البيئية ****
إدراكًا منها لأهمية التنمية المتوازنة، أولت الشركة اهتمامًا كبيرًا بملف الاستدامة البيئية والطاقة النظيفة.
فأطلقت مشاريع الطاقة الشمسية لتغذية منشآتها وتقليل الانبعاثات، وطبّقت أنظمة لإعادة استخدام المياه الصناعية، في انسجامٍ تام مع أهداف الأردن في التحول نحو الاقتصاد الأخضر.
كما تواصل الشركة دعم المجتمعات المحلية في غور الصافي والمناطق الجنوبية من خلال مشاريع تعليمية وصحية وتنموية، ما يعكس دورها الاجتماعي المتجذر في بيئتها.
الإنسان في قلب التنمية *****
في فلسفة الإدارة الحالية، يبقى الإنسان الأردني هو الاستثمار الأهم.
من برامج التدريب والتأهيل، إلى ترسيخ ثقافة السلامة المهنية، نجحت البوتاس العربية في بناء بيئة عملٍ قائمة على الكفاءة والانتماء.
لقد أصبحت الشركة نموذجًا يُحتذى في تمكين الكوادر الوطنية وإعطائها الفرصة لتكون جزءًا من صناعة مستقبل الأردن الصناعي.
تحديات المستقبل وفرص التمكين ****
رغم ما تحقق من إنجازات، تدرك القيادة أن الطريق لا يخلو من التحديات.
فالتقلبات في أسعار الأسمدة عالميًا، والتشريعات البيئية الأوروبية الجديدة (مثل آلية الكربون)، تفرض على الشركات تطوير أدواتها ومواصلة الابتكار.
إلا أن البوتاس العربية تتعامل مع هذه التحديات بعقلية التحول الإيجابي، عبر الاستثمار في البحث العلمي، والابتكار التقني، وتنوع الأسواق العالمية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
قيادة بحجم الوطن *****
يتميّز النهج القيادي الحالي بالتكامل بين الخبرة والرؤية:
• المهندس شحادة أبو هديب يمثل حكمة الإدارة واستشراف المستقبل.
• الدكتور معن النسور يجسد روح التجديد والتطوير المؤسسي.
هذا الانسجام بين قمة الهرم الإداري والإدارة التنفيذية أعاد للشركة توازنها، ورفع كفاءتها، ورسّخ مكانتها كرمز وطني للصناعة الأردنية الحديثة.
خاتمة وجدانية ****
من بين أمواج البحر الميت، تنبض اليوم حكاية وطنٍ يصنع الحياة من الملح، ويحول الموارد إلى إنجازات، والأرض إلى فرص.
الشركة العربية للبوتاس ليست مجرد مؤسسة اقتصادية، بل قصة انتماء ونجاح، تُروى بفخرٍ في وجدان كل أردني يرى فيها صورة الأردن الطموح، القوي، والمنتج.
🖋️ إعداد: أيمن الراشد
كاتب وصحفي