حصادنيوز – نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرًا أعده فريق مراسليها في نيويورك ومدريد وبرلين وباريس وروما ودبلن، سلط الضوء على حركة الاحتجاج العالمية المؤيدة للفلسطينيين والمعارضة للحرب في غزة، وكيف تصدت هذه الحركة لقمع السلطات ومحاولات تقييد حرية التعبير.
شهدت شوارع العالم مظاهرات حاشدة طالبت بوقف الحرب التي وصفتها لجنة أممية بالإبادة، وتباينت ردود فعل الحكومات بين القمع والتسامح بحسب الدولة ودعم الرأي العام لقضية فلسطين.
في الولايات المتحدة، قوبلت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين باعتقالات وتهديدات قانونية، وسط حملة من إدارة ترامب على حرية التعبير، شملت خفض تمويل الجامعات، وتدقيقًا في تأشيرات الباحثين الأجانب، وحتى محاولة ترحيل بعضهم بسبب آرائهم السياسية. وشارك آلاف الأشخاص، بما في ذلك يهود، في احتجاجات طلابية في جامعات عدة، حيث واجهوا تدخل الشرطة واستدعاءات قانونية واسعة.
أما في بريطانيا، فقد اعتقلت الشرطة أكثر من 1,900 شخص في فعاليات داعمة لفلسطين، بعد أن حظرت الحكومة حركة “بالستاين أكشن” بموجب قوانين مكافحة الإرهاب. ودعا رئيس الوزراء كير ستارمر المتظاهرين لاحترام الأحداث في أعقاب هجوم على كنيس في مانشستر، مؤكدًا أن الحكومة قد تزيد القيود على الاحتجاجات.
في ألمانيا، أظهرت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، رغم ضخامة المشاركة، توترًا بين التضامن الشعبي مع فلسطين والحساسية التاريخية تجاه إسرائيل. وواجهت الشرطة انتقادات بسبب ما وُصف بالعنف المفرط ضد المتظاهرين، في حين أثار شعار “من النهر إلى البحر، فلسطين حرة” جدلاً قانونيًا حول ما إذا كان ينكر حق إسرائيل في الوجود.
أما في فرنسا، فقد قررت الحكومة حل جمعية حقوق الإنسان والتضامن مع فلسطين “إريجنس بالستاين” بزعم تسامحها مع “حماس”، في خطوة اعتبرتها الجمعية ذات دوافع سياسية لقمع النشاط المؤيد للفلسطينيين.
وفي إيطاليا، خرج عشرات الآلاف في مظاهرات حاشدة وأضراب عام دعماً للفلسطينيين، رغم مواجهتهم لقمع الشرطة ومواجهات محدودة مع بعض المتظاهرين الملثمين. وصرحت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني بأن إيطاليا ستعترف بالدولة الفلسطينية إذا أُفرج عن الأسرى الإسرائيليين وغادرت “حماس” الحكومة.
أما أيرلندا، فقد تميزت بتعامل معتدل من الشرطة مع المظاهرات، مدعومةً بتأييد الحكومة والشعب للفلسطينيين، ما أتاح حرية احتجاج واسعة مقارنة بدول أخرى.
وكانت إسبانيا أبرز الدول التي دعمت المظاهرات سلمياً، حيث شارك أكثر من 200,000 شخص في احتجاجات متزامنة في عشرات المدن، فيما أشاد رئيس الوزراء بيدرو سانشيز بالمتظاهرين سلمياً، رغم انتقادات حزبه المحافظ. ووفق استطلاع حديث، يعتقد 82% من الإسبان أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، مما يعكس قوة الرأي العام ودعمه للفلسطينيين