حصادنيوز – غزة – يواصل مئات آلاف الفلسطينيين النازحين العودة إلى مدينة غزة ومناطق مختلفة في القطاع، في اليوم الثاني لوقف الحرب، وسط مشاهد الدمار الهائل الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي المستمر منذ عامين.
فعلى امتداد شارعي الرشيد وصلاح الدين، تسير العائلات على الأقدام حاملةً أطفالها وأمتعتها القليلة، في حين لا يجد كثيرون من العائدين منازل يعودون إليها بعد أن تحولت أحياؤهم إلى أنقاض.
وفي الجنوب، عاد مواطنون إلى وسط خان يونس بعد انسحاب الآليات الإسرائيلية من المدينة، فيما أعلن رئيس بلديتها أن 85% من المحافظة مدمرة، مشيراً إلى ضرورة إزالة نحو 400 ألف طن من الركام، إضافة إلى تدمير 300 كيلومتر من شبكات المياه و75% من شبكة الصرف الصحي.
وأوضح أن المدينة تواجه تحدياً كبيراً في التعامل مع 350 ألف طن من النفايات المتراكمة، في ظل الحاجة الماسة إلى معدات حديثة لرفع الأنقاض وإعادة الخدمات الأساسية.
تمسّك بالأرض
رغم الدمار الشامل الذي طال البنية التحتية والمرافق الصحية والتعليمية والتجارية في خان يونس، يؤكد العائدون تمسكهم بالبقاء في أرضهم وعدم مغادرتها.
وأعلنت وزارة الداخلية في غزة انتشار عناصر الشرطة والأمن في المناطق التي انسحب منها جيش الاحتلال لضبط النظام ومنع الفوضى، داعية المواطنين إلى حماية الممتلكات العامة والخاصة والالتزام بتوجيهات السلطات.
وقال رئيس بلدية غزة يحيى السراج إن الأولوية حالياً هي الاستعداد لاستقبال العائدين من جنوب القطاع، رغم ضعف الإمكانات وصعوبة إعادة تأهيل الطرق والبنية التحتية، مشيراً إلى تواصل البلدية مع عدة جهات لتوفير المعدات اللازمة.
تحديات الإعمار
بدأت السلطات المحلية في مدينة غزة بفتح الطرق وإزالة الركام، في وقت توقعت فيه استمرار العمليات لأيام بسبب حجم الدمار الكبير الذي لحق بالمناطق السكنية والخدمية.
وقالت حكومة غزة إنها أنجزت خلال 24 ساعة أكثر من 5 آلاف مهمة ميدانية وإنسانية ضمن خطة طوارئ لإعادة الحياة تدريجياً إلى القطاع، تشمل تأمين المياه وفتح الشوارع وجمع النفايات ومعالجة الصرف الصحي.
كما نصب مئات النازحين خياماً فوق أنقاض منازلهم المدمرة، في انتظار مساعدات لإعادة الإعمار وسط فرح حذر بوقف إطلاق النار.
وقف النار واتفاق شرم الشيخ
دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل حيز التنفيذ ظهر الجمعة، وفقاً لخطة طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتشمل وقف القتال، وانسحاباً تدريجياً للقوات الإسرائيلية، وتبادلاً للأسرى، وإدخال المساعدات الإنسانية، ونزع سلاح حركة حماس.
وجاء الاتفاق بعد أربعة أيام من مفاوضات غير مباشرة في شرم الشيخ بمشاركة مصر وقطر وتركيا وبرعاية أميركية.
وخلال العامين الماضيين، شنّت إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة أسفرت عن استشهاد أكثر من 67 ألف فلسطيني وإصابة نحو 170 ألفاً، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب مجاعة أودت بحياة مئات المدنيين