إسطنبول.. “مؤتمر غزة” يناقش واجبات الدول الإسلامية

 

حصادنيوز – تواصلت فعاليات “مؤتمر غزة”، المقام بإسطنبول، في يومها الثالث، بورش عمل تناولت مواضيع متنوعة في مقدمتها واجبات الدول الإسلامية، وإعادة الإعمار، ودور رجال الأعمال والإعلاميين في مشاريع الإغاثة.

ويعقد مؤتمر غزة تحت شعار “غزة: مسؤولية إسلامية وإنسانية” في جزيرة الديمقراطية والحرية الواقعة ببحر مرمرة، بتنظيم من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ووقف علماء الإسلام في تركيا.

وفي ورش العمل، التي عُقدت في قاعة المؤتمرات بالجزيرة، تبادل علماء ومفكرون وممثلو حكومات وجهات نظرهم حول أهم القضايا التي تتعلق بنصرة المنكوبين في غزة.

وأعرب محيي الدين القره داغي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن الشكر والعرفان للعلماء الذين لبّوا نداء النصرة، وجاؤوا من أكثر من أربعين دولة، استجابة لـ”واجب شرعي وإنساني، ووفاءً لقضية فلسطين وغزة والمقدسات”.

وأكد البيان الذي قرأه همام سعيد، رئيس الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين لورش العمل لليوم الثالث للمؤتمر، أن غزة تتعرض لثلاثة أنواع من الحروب:

الأولى: حرب القتل والتدمير الوحشي التي تستهدف الإنسان والحجر والشجر.

والثانية: حرب التجويع والحصار الجائر المفروض على السكان الأبرياء.

أما الثالثة: فهي، بحسب البيان، حرب الخذلان والصمت من العالم العربي والإسلامي والدولي.

وقال سعيد، إن “انعقاد هذا المؤتمر في هذه اللحظة التاريخية يأتي ليؤكد أن العلماء، ومن ورائهم الأمة، أمام اختبار حقيقي في نصرة إخوانهم في غزة وفلسطين، وإثبات صدق الانتماء لهذه القضية العادلة والدفاع عنها بكل الوسائل المتاحة.

وأكد المشاركون أن ما يجري في غزة ليس مجرد عدوان عسكري، بل هو تحدٍّ صارخ للإنسانية، وقيم العدالة، والحرية، والكرامة.

ويجدد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بحسب البيان، على مواقفه الثابتة تجاه فلسطين منذ تأسيسه، والتي لم تبدأ في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بل تجلّت عبر بياناته ونداءاته وفتاواه، وزياراته ومبادراته، ودعمه المستمر لـ”خيار المقاومة ورفض التطبيع والتخاذل”.

وأشار البيان إلى أنّ “تاريخ الأمة مليء بالمحطات المشرقة في نصرة فلسطين وتحرير القدس، وأن العلماء الربانيين كانوا دومًا في مقدمة الصفوف، بالتخطيط والتوجيه والمقاومة والتوعية”.

كما بيّن المؤتمرون أن المطلوب اليوم هو “خطاب يجمع بين العقل والإيمان، والعلم والحكمة، والاعتماد على سنن الله الكونية، مع الإيمان بأن المقاومة الفلسطينية قد أيقظت الأمة وأحيت فيها روح العزة”.

وأكدوا أن “المخرج الوحيد يكمن في وحدة الأمة وبناء قوتها الشاملة الرادعة، تطبيقًا لقوله تعالى: [وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم]”.

واختُتم البيان بالتأكيد على أن قضية غزة والقدس ليست شأنًا فلسطينيًا محضًا، بل هي قضية إيمان وكرامة لكل مسلم، وواجب إنساني على كل أحرار العالم، وأن وحدة الأمة الإسلامية وحمل قضاياها المصيرية هو السبيل الأوحد للنصر والعزة والتحرير”.

وحذر اتحاد علماء المسلمين “الكيان الصهيوني الغاصب” من أن الاستمرار في سفك دماء الأبرياء في غزة، وارتكاب المجازر بحق المدنيين العزّل، “سيدفع الأمة إلى ما لا تُحمد عقباه، ويؤدي إلى تحرك شعبي واسع وجارف داخل العالم الإسلامي وخارجه، تقوده قوى العلماء والنخب والمجتمعات، حيث يتحول الصمت إلى غضب، والغضب إلى فعل”.

وانطلق المؤتمر، الجمعة الماضي، ويستمر لغاية 29 أغسطس/ آب الجاري، حيث ينتهي بقراءة البيان الختامي عقب صلاة الجمعة في مسجد آيا صوفيا.