حصادنيوز – جرش -بقلم :- أيمن الراشد – في مشهدٍ لا يُنسى، أسدل مهرجان جرش للثقافة والفنون الستار على دورته الحالية، ليُثبت مجددًا أنه ليس مجرد فعالية فنية، بل حالة وطنية تعكس وجه الأردن الحضاري والإنساني والثقافي. اختُتمت فعالياته وسط حضور جماهيري غير مسبوق، وإجماع واسع على أن هذه الدورة كانت من أنجح الدورات وأكثرها تميزًا وإبداعًا.
ليلة ختام… عنوانها الإبداع والهيبة
تألّقت المدرّجات الرومانية العريقة بصدى الفن والأصوات التي صدحت من قلوب الفنانين، واكتملت الصورة بحشود من الجماهير التي زحفت إلى المدينة التاريخية، لتشارك في ليلة وداع حملت كل ملامح الدهشة والانبهار. أسماء فنية بارزة ألهبت الأجواء، ولقِيَت ترحيبًا فريدًا من نوعه، في لوحة تؤكد أن جرش ما زال المنبر الأول للذائقة الرفيعة والفن الحقيقي.
تنظيم مُتقن واحترافية تُدرَّس
ما ميّز مهرجان هذا العام لم يكن فقط البرنامج الغني بالفقرات والفنانين، بل الأداء التنظيمي المحترف الذي بدا واضحًا منذ اليوم الأول وحتى الختام. كل تفصيلة كانت محسوبة، وكل لحظة تم التخطيط لها بعناية، ليخرج المهرجان بهذا الشكل المشرّف الذي يليق باسم الأردن ومكانته الثقافية.
ولا يسعنا إلا أن نوجّه أسمى عبارات الشكر والتقدير لكل من ساهم في إنجاح هذه النسخة: من اللجنة المنظمة التي بذلت جهودًا جبارة، إلى الفرق التقنية والإدارية، وحتى المتطوعين الذين كانوا الجنود المجهولين في الكواليس.
الأمن… أساس النجاح وركيزة الانضباط
التحية الكبرى تذهب أيضًا إلى أبطال الأجهزة الأمنية الذين أثبتوا مرة أخرى أن الأمن والأمان في الأردن ليسا مجرّد شعارات، بل واقع حيّ يُترجم على الأرض. بتنسيق عالٍ وانضباط لافت، كانوا حاضرين في كل ركن وزاوية، يُسهمون في تأمين المهرجان بأعلى درجات المهنية والاحترام، دون أن يشعر الجمهور بثقل الإجراءات، بل بحضور داعم وسلس وراقٍ.
جرش لا تُطفئ أضواءها… بل تزرعها في القلوب
رغم أن الستار قد أُسدل، إلا أن ما زُرع في القلوب باقٍ… من ألحان صدحت في الأذهان، ولقطات لا تزال تومض في الذاكرة، وضحكات ودموع وحب مشترك للفن والحياة. جرش لم يكن مجرّد مهرجان، بل احتفالًا بالحياة والثقافة والجمال، أكد أن الأردن باقٍ في الصدارة حين يتعلّق الأمر بالإبداع والكرامة الوطنية.
إلى اللقاء في جرش 2026… حيث تتجدد الحكاية، وتُكتب فصول جديدة من المجد الفني والثقافي