حصادنيوز – تظاهر مئات الإسرائيليين في مدينة تل أبيب، صباح السبت، للمطالبة بصفقة لإعادة جميع الأسرى المحتجزين بقطاع غزة، عقب أيام من انسحاب إسرائيل من مفاوضات غير مباشرة في العاصمة القطرية الدوحة مع حركة حماس.
وقالت صحيفة “هآرتس” العبرية: “تجمّع مئات الأشخاص وعائلات المختطفين صباح اليوم (السبت) في ساحة المختطفين في تل أبيب، مطالبين بإعادتهم إلى الوطن”.
وأضافت أن المظاهرة التي دعت إليها هيئة عائلات الأسرى، جاءت “في أعقاب مقاطع فيديو نشرتها (حركتا) حماس والجهاد الإسلامي في الأيام الأخيرة، والتي يظهر فيها الأسيران أفيتار ديفيد وروم بارسلافسكي وهما في حالة نفسية وجسدية صعبة”.
من جانبها، قالت عيناف تسينغاوكر، والدة الأسير ماتان تسينغاوكر، خلال المظاهرة: “أولادنا يمرّون بما يشبه المحرقة”.
وأضافت: “ماتان ومعه باقي المختطفين، لن يصمدوا لفترة أطول”.
وتابعت والدة ماتان: “الشيء الوحيد الذي لم نجربه هو اتفاق شامل مقابل إنهاء الحرب، اتفاق ذو جدوى حقيقية. لا شعارات فارغة، لا إحاطات بلا مضمون، ولا تسريبات تُفاقم المواقف”.
وشددت على أن “الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها إعادة الجميع (الأسرى الإسرائيليين في غزة)، هي من خلال الضغط الشعبي”.
من جانبه، كتب زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” وزير الدفاع الأسبق أفيغدور ليبرمان على “إكس”: “جميع المختطفين في وضع إنساني صعب ويجب إعادتهم جميعا دفعة واحدة، الآن”.
والجمعة، نشرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، مقطعا للأسير الإسرائيلي أفيتار ديفيد، حيث ظهر وهو يعاني من فقدان شديد في الوزن نتيجة استمرار سياسة التجويع التي تنتهجها تل أبيب في غزة.
وأظهر الفيديو الأسير جالسا على سرير في غرفة ضيقة، وقد برزت عظامه بشكل واضح نتيجة سوء التغذية.
وبعد نشر الفيديو، كتبت “يعلاه” شقيقة ديفيد، على إنستغرام :”وضع أفيتار وجّه لي مليون لكمة في القلب”.
وفي أعقاب ذلك، هاجم عدد من أقارب الأسرى الحكومة الإسرائيلية بسبب الجمود في مفاوضات الإفراج عنهم، وكتب “يوتام”، شقيق الجندي الأسير نمرود كوهين: “محرقة. حكومة إسرائيل- المسؤولية عليكم”، وفق “هآرتس”.
وقالت عيديت، والدة الأسير ألون أوهل: “الفيديو هو نداء استغاثة عاجل لاستئناف المفاوضات وإنقاذ المختطفين. أنا أصرخ كأم – أوقفوا هذا الكابوس”.
أما عنات، والدة الجندي الأسير متان أنغرست، فقالت: “أولادنا أصبحوا هياكل عظمية، وتُركوا ليموتوا. هذا هو انهيار الأخلاق اليهودية”.
ومساء الجمعة، قال يائير غولان زعيم حزب “الديمقراطيين” الإسرائيلي على إكس: “نتنياهو لا يعيد المختطفين لأنه لا يريد، لأن ذلك سيضره سياسيا. هذه هي الحقيقة”.
والخميس، بثت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي مقطع فيديو قالت إنه الأخير للأسير روم بارسلافسكي، قبل فقدان الاتصال بالمجموعة الآسرة له.
وظهر بارسلافسكي وهو في حالة هزال جسدي شديد، جراء التجويع الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، ما ينعكس بدوره على الأسرى المحتجزين هناك.
وقالت عائلته في بيان عقب ذلك: “روم هو مثال لكل المختطفين، ويجب إعادتهم جميعا الآن. هو لا يتلقى طعاما، لا يتلقى دواء. لقد تم نسيانه هناك ببساطة”.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وقبل أيام، انسحبت إسرائيل من مفاوضات غير مباشرة مع حماس بالدوحة بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة، جراء تصلب مواقف تل أبيب بشأن الانسحاب من غزة، وإنهاء الحرب، والأسرى الفلسطينيين، وآلية توزيع المساعدات.
ومرارا، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين “دفعة واحدة”، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.
ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة حيث شددت إجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات “كارثية”.
وخلفت الإبادة الجماعية بغزة نحو 208 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.