حصادنيوز- بقلم :- نادر حرب – في أمسيةٍ استثنائية تنفّست فيها عمّان عبق الفن وأصالة المكان، أضاء الفنان الأردني فادي رأفت المدرج الروماني العريق بأدائه المذهل، ضمن فعاليات الدورة الـ39 من مهرجان جرش للثقافة والفنون، مجسّدًا لقاءً بين الماضي المجيد والحاضر المشرق.
صوت فادي، الدافئ كنسيم تموز، حمل في نبراته شوق الوطن وصدق الإحساس، ليملأ أرجاء المدرج التاريخي بألحانه الخاصة التي لامست وجدان الجمهور، وجعلتهم يتمايلون كما تتمايل السنابل على إيقاع الريح، في لحظةٍ تحوّلت فيها الأغنية إلى طقس جماعي من الفرح والحنين.
لم يكن الحفل مجرّد عرض موسيقي، بل تظاهرة وطنية حملت على أكتافها روح الهوية الأردنية. فقد اعتلى فادي خشبة المسرح كمن يحمل راية، يغني للأرض والناس، ويؤكّد أن الفن الأصيل لا تحدّه حدود ولا تُعيقه جغرافيا، بل هو لغة تتجاوز الزمان والمكان.
في تلك الليلة، تجاوز صوت فادي جدران المدرج، وحلّق عالياً حتى لامس نجوم عمّان. لقد كانت لحظةً مفصلية في مسيرته الفنية، وواحدة من الليالي التي ستبقى راسخة في ذاكرة مهرجان جرش وقلوب محبّي الفن في الأردن