حصادنيوز – في أمسية طربية ساحرة، أطرب الفنان الحلبي نور مهنا جمهور المسرح الجنوبي بمشاركته الأولى ضمن فعاليات مهرجان جرش 2025، حيث قدّم باقة من الأغاني التي نهلت من معين الطرب الشرقي الأصيل، مزوّدة بصوت رخيم وتفسير غنائي غنيّ بالمدى والعاطفة.
قاد الأوركسترا المايسترو مجدي شريدة، وافتُتحت الليلة بمقطوعة موسيقية لأغنية “قارئة الفنجان” من ألحان محمد الموجي، إيذانًا بدخول فنان حافظ على هوية الصوت الشرقي دون تجميل أو تحوير.
أطلّ نور مهنا على الجمهور بأغنية “يا عود سمعنا”، تبعتها “خلي الليل يطول”، لتغمر أنفاس السهرة بأهازيج يا عين يا ليل، وتكريس لحالة نادرة من الإنصات الجماعي لجمهور تواق للغناء العميق.
وحيا الفنان نور مهنا الأردن وفلسطين، قائلًا:
“لكم من القلب كل المحبة والتقدير… أنتم منارات الأصالة في هذا الشرق.”
تابع بعدها بغناء “لعل وعسى” من كلمات عيسى أيوب وألحان عصام رجي، قبل أن ينتقل إلى موال شرقي مميز:
“رأيت مليحة كالغصن مالت”، لتتوالى بعدها التحايا الطربية بأغنية “ابعثلي جواب” من ريpertoire الراحل صباح فخري.
واختُتمت الليلة بأغنية “ربة الوجه الصبوحي”:
“خمرة الحب اسقنيها، عيشة لا حب فيها، جدول لا ماء فيه”،
في أداء عابق بالنكهة الحلبية التي كرّست حضور نور مهنا كأحد رموز الطرب العربي المعاصر.
ختامًا…
ليست جرش مجرد مسرح أثري، بل هي مرآة لأصوات لا تعرف الزمان والمكان. مشاركة نور مهنا في الدورة التاسعة والثلاثين تُعيد التأكيد على أن المهرجان يحتفي بالفن الذي يعبر من القلب إلى القلب، ويحمل في طياته ذاكرة المدن وأحلام العاشقين. هنا، حيث تتعانق الربابة والعود والكلمة، تظل جرش منصّة لا تنطفئ