حالة “أحمد ” الذي أشعل النار بنفسه أمام « وزارة التنمية » حرجة ونسبة الحروق وصلت لـ90% من جسده

ما زالت الحالة الصحية للشاب الثلاثيني احمد روبين، الذي أشعل النار بنفسه أمام مبنى وزارة التنمية الإجتماعية الخميس الماضي، حرجة، بحسب مدير مستشفى البشير الدكتور عصام الشريدة.وقال الشريدة ان احمد وهو احد خريجي دور الرعاية يرقد حاليا في غرفة العناية المركزة بالمستشفى حيث يعاني من حروق تصل الى 90% من جسده.

وكان احمد أشعل النار بنفسه الخميس امام مبنى وزارة التنمية حيث رش جسمه بمادة البنزين ثم أشعل النار بنفسه احتجاجا على الروتين الذي يؤخر حصوله على المساعدة التي يرجوها بالاضافة الى رفض احد موظفي التنمية ادخاله الى حرم الوزارة بحجة عدم وجود الوزيرة.

ولحسن حظ الشاب احمد فقد سارع موظفو الوزارة لاطفاء النيران المشتعلة بجسده عندما تم إدخاله إلى المرافق الصحية في بهو الوزارة التي عادت للعمل في نفس اليوم بعد إغلاقها لنحو أسبوع لإجراء عمليات صيانة فيها. وبحسب مصادر الوزارة، فإن احمد الذي يتلقى معونة شهرية من صندوق المعونة الوطنية حاول الحصول على معونة طارئة لكن لم يتم الاستجابة لطلبه ليخرج على إثرها ويشتري كمية من البنزين من محطة وقود قريبة من الوزارة ثم أشعل النار بنفسه. من جهتها، عبرت وزارة التنمية عن «شديد أسفها وتعاطفها مع الشاب» متمنية له الشفاء العاجل.

وقالت في بيان أصدرته عصر أمس أنها تتابع حالة احمد الذي أشعل النيران بنفسه أمام البوابة الخارجية للوزارة، إذ زاره أمين عام الوزارة بالوكالة عمر حمزة ومساعده لشؤون الرعاية والتأهيل عبدالله سميرات ومدراء مديريات الوزارة المركزية.

ونوهت وزارة التنمية في بيانها أن احمد هو احد مستفيدي خدماتها منذ صغره إذ احتضنته صغيرا، وساهمت في نفقات زواجه وما زالت تعينه حاليا بمعونة نقدية شهرية متكررة، إضافة إلى إدراج اسمه على قوائم المرشحين للاستفادة من مساكن الأسر الفقيرة.

وأكدت الوزارة أنها تنتظر نتائج تحقيق الجهات المختصة في الحادثة، مشيرة إلى أنها ستستمر في متابعة الشاب ورعايته لحين تماثله للشفاء بأذن الله. ويعيد إشعال احمد النار بنفسه ملف خريجي دور الرعاية الإجتماعية إلى الواجهة من جديد إذ سبق أنّ نفذوا عدة اعتصامات للمطالبة بتأمين فرص عمل لهم، وفرص تعليمة وتدريبية لهم، إلى جانب توفير مساكن لهم قبل أن تفض قوات الأمن في 22 تموز الماضي اعتصامهم المفتوح على الدوار الرابع . بينما دق تقرير لجنة تحقيق وتقييم مراكز ومؤسسات الرعاية الاجتماعية الخطر عندما أكد أن دور الرعاية تحولت إلى حواضن مرتبكة، وتحول المنتفعون منها إلى قنابل موقوتة.

وأكد التقرير، أنّ الإشكالية الكبرى التي تواجه الأيتام وخريجي دور الرعاية بعد بلوغهم الثامنة عشرة من عمرهم، هي اضطرارهم الخروج من دور الرعاية من غير مأوى، ولا مؤهلات دراسية كافية، ولا تدريب مهني احترافي، ولا وظيفة، ما يسهم في حدوث إشكالات متنوعة لهم، يدفع ثمنها المجتمع عن طريق تحول «هؤلاء وغيرهم من خريجي مراكز الرعاية الاجتماعية، إلى مجرمين محتملين، يمكن استغلالهم من قبل العصابات الاجرامية، أو تجار المخدرات او غيرهم».