حصادنيوز – تحت رعاية جلالة الملك عبدالله الثاني، تنطلق مساء الأربعاء، من المسرح الشمالي في مدينة جرش الأثرية فعاليات الدورة (39) لمهرجان جرش للثقافة والفنون الذي يستمر حتى 2 آب المقبل، وتحمل هذا العام شعار “هنا الأردن.. ومجده مستمر”.
ويفتتح المهرجان بأوبريت “على ذُرى المجد” الذي يحتفي بتاريخ الأردن وقيادته وشعبه، وبالعلاقة الروحية بين اللغة والقصيدة والوطن، في إطار درامي غنائي بصري، عبر وصلات غنائية وطنية فصيحة كتبها الشاعر الأردني الكبير حيدر محمود، وأُعيدت صياغتها الموسيقية وتوزيعها لتؤدى بواسطة فنانين أردنيين واعدين، بمرافقة فرقة استعراضية.
يبرز الأوبريت الأردن كوطنٍ يُروى بالفخر ويُغنّى بالحب وتُخلَّد ذكراه بالكلمة. كما يُكرّم الشاعر الأردني حيدر محمود الذي جعل من القصيدة الوطنية مرآة للمجد، ويُعلي من شأن اللغة العربية كبطل أساسي لا يغيب عن مشهد الأمة، وذلك مع المزج بين الأصالة والتكنولوجيا في توظيف المكان الأثري والتقنيات الحديثة لتجسيد الحكاية.
كما يحضر الفنان عمر العبداللات، كنجم لحفل افتتاح المهرجان الذي سيُقدم مغناة جديدة من كلمات الشاعر حيدر محمود باللغة العربية الفصحى، في امتداد طبيعي للأوبريت.
وتؤدي دور اللغة في العمل “الأوبريت” الفنانة الأردنية أمل الدباس، بمشاركة الفنانين هاني الخالدي ونغم رشيد.
كما يشارك في تقديم الأغاني نخبة من الفنانين منهم مكادي نحاس، ونانسي بيترو، ونتالي سمعان، ونبيل سمور، وسعد حطيبات، وياسمين أحمد، وعبدالرحمن الخضور. وستقدم فرقة مجدل للاستعراض الحركي اللوحات الراقصة والتعبيرية المرافقة للأغاني.
وفي سابقة فنية، يُستخدم الحجر الأثري للمسرح الروماني كشاشة عرض بصرية، تُعرض عليها مشاهد رقمية 4D تشمل: صوراً أرشيفية تاريخية، وأعلاماً أردنية، ولوحات رمزية، ومشاهد شعرية متحركة لتحول فضاء المسرح الشمالي في مدينة جرش الأثرية إلى ذاكرة حية.
فعاليات المهرجان
يقدم المهرجان هذا العام أكثر من 235 فعالية فنية وثقافية، تشمل حفلات لكبار النجوم الأردنيين والعرب، وعروضًا مسرحية، وبرنامجًا ثقافيًا مميزًا ونوعيًا، وأمسيات شعرية بمشاركة 140 شاعراً، ومعارض للفنون التشكيلية والحرف اليدوية، إضافة إلى عروض فلكلورية من الأردن ودول عربية وأجنبية، وفقرات مخصصة للعائلة والأطفال.
وتقام هذه الفعاليات في مدينة جرش الأثرية، على المسرح الجنوبي، والمسرح الشمالي، والساحة الرئيسية، ومسرح الصوت والضوء، ومسرح الشباب والإبداع (ارتيمس)، وشارع الأعمدة. وفي عمّان، على المدرج الروماني ومركز الحسين الثقافي ومركز زها الثقافي، إضافة إلى فعاليات أخرى في عدد من المحافظات.
تظاهرة ثقافية
يُجسد مهرجان جرش في دورته 39 هذا العام تظاهرة ثقافية وفنية تُعزز التبادل الثقافي، ومنصة للإبداع والابتكار، ويشهد أكثر من 235 فعالية فنية وثقافية وأدبية من 37 دولة عربية وأجنبية. تقام في قلب مدينة جرش الأثرية وخارجها، حيث تنتشر في عدد من المحافظات الأردنية من العاصمة عمّان إلى جرش ومأدبا وإربد والزرقاء وغيرها، سعيًا لتحقيق الامتداد الثقافي للمهرجان الذي يُعد خطوة هامة نحو تعزيز حضوره على المستوى الوطني.
ويُجسد شعار المهرجان هذا العام “هنا الأردن.. ومجده مستمر” فلسفة عميقة تجسد روح الأردن وتطلعاته نحو مجد يتجدد ويكبر يومًا بعد يوم، لأنه مجد الثقافة والفن والتسامح والتعايش والإبداع والابتكار.
البرنامج الفني
يُقدم المهرجان هذا العام لوحة فنية غنية ومتنوعة على مسارحه المختلفة، بما في ذلك المسرح الجنوبي الذي يشهد هذا العام مشاركة أربعة فنانين سوريين هم: ناصيف زيتون، ميادة الحناوي، نور مهنا، وأصالة نصري. ويشارك من لبنان: ملحم زين، وجوزيف عطية. ومن السعودية، الفنان خالد عبد الرحمن الذي يشارك في المهرجان للمرة الثانية بعد مشاركته الأولى قبل عامين.
كما يعود المصري محمد حماقي للمشاركة في المهرجان بعد أكثر من 10 سنوات على مشاركته الأولى التي كانت في عام 2014، ويعود تامر حسني بعد آخر مشاركة في المهرجان في عام 2022.
وهذا العام تعود الإماراتية أحلام للمشاركة في المهرجان للمرة الثالثة، بينما تحضر المشاركة الأردنية على المسرح الجنوبي من خلال: ديانا كرزون، وعيسى السقار، وفرقة الجيل الجديد للتراث الشركسي، بالإضافة إلى ليلة أردنية لنقابة الفنانين الأردنيين بمشاركة: نجم السلمان، ثمين حداد، غادة عباسي، وليندا حجازي.
ويشهد المسرح الشمالي هذا العام حفل افتتاح المهرجان بمشاركة الفنان عمر العبداللات، وفعاليات أخرى طوال أيام المهرجان لعدة فرق أردنية، مثل: فرقة نايا النسائية، فرقة جدل، فرقة أوكتاف، فرقة أوستراد، وفرقة تيار من فلسطين، وكورال هارموني من مصر، وفرقة توت أرض من سوريا، والفنان عزيز مرقة، بالإضافة إلى ليلة أردنية لنقابة الفنانين الأردنيين بمشاركة: أسامة جبور، سهير عودة، عامر محمد، وفيوليتا اليوسف.
وتقام على مسرح الساحة الرئيسة مجموعة الفعاليات القادمة من الدول العربية الشقيقة والصديقة، ومنها: رواندا، هولندا، مصر، الصين، العراق، جورجيا، الجزائر، إسبانيا، بولندا، قبرص، السودان، أذربيجان، الفلبين، كوريا الجنوبية، سلطنة عُمان، الهند، السعودية، واليونان وغيرها. كما يشارك عدد من الفنانين: حسين السلمان، سعد أبو تايه، وتوفيق الدلو.
ويحتفي مسرح الشباب والإبداع (ارتيمس) هذا العام بالشعر والشعراء حيث تقام أمسيات شعرية، منها ما يحتفي بالثقافة المحلية لمحافظة جرش لعدد من الشعراء، بالإضافة إلى مشاركة 10 جامعات أردنية لتقديم الفلكلور الأردني وفق رؤية طلبة هذه الجامعات، وتقديم فقرات فنية لعدد من الفنانين الأردنيين.
أما مسرح الصوت والضوء فيقدم هذا العام عروضًا مسرحية للأطفال، وعروضًا مسرحية للعائلات بشكل يومي طيلة أيام المهرجان، فيما يعود شارع الأعمدة هذا العام بفعاليات فلكلورية محلية لعدد من الفرق الشعبية المتخصصة في التراث والفنون الشعبية من بينها: فرقة دير علا للتراث، وفرقة معان للفلكلور الشعبي، وفرقة جبال الطفيلة للتراث الفني، وفرقة العقبة البحرية، وفرقة بعلما، وفرقة الكرك، وفرقة المغير، وغيرها.
وضمن فعاليات المهرجان، يقام “مهرجان المونودراما” المسرحي في المركز الثقافي الملكي الذي يستضيف عروضًا مسرحية من: الكويت، الجزائر، عُمان، البحرين، سوريا، مصر، فلسطين، الأردن، ليبيا، العراق، وتونس. ويبدأ بعرض “مسرحية المحطة الأخيرة” من إنتاج مهرجان جرش للثقافة والفنون، ويُختتم بحفل لتوزيع الجوائز.
كما يشهد المدرج الروماني في عمّان فعاليات فنية بمشاركة فنانين أردنيين طوال أيام المهرجان، فيما تقدم فرقة صالون الرواد حفلاً في مركز الحسين الثقافي في رأس العين.
كما يُقدم مهرجان جرش هذا العام عروضًا مسرحية مخصصة للأطفال والعائلات بالتعاون مع نقابة الفنانين، وبرنامج مماثل لمركز زها الثقافي، الذي يقدم عروضًا لفرقة زها المسرحية، وفعاليات خيال الظل، وحكايات الشارع، وعروض الحكواتي.
البرنامج الثقافي
يشهد مهرجان جرش للثقافة والفنون برنامجًا أدبيًا وفكريًا ثريًا، يُعزز الحوار الثقافي، ويُفرد مساحة واسعة لعدد من الكتاب والشعراء والروائيين والمسرحيين الأردنيين ونظرائهم العرب، من خلال برنامج ثقافي متميز وفعاليات نوعية تكرس الأدب كجزء أصيل من الهوية الثقافية، ومن ذاكرتنا الوطنية وحراكنا الفكري الذي يصوغ المستقبل.
ويُعلن خلال البرنامج الثقافي عن الفائز بـ “جائزة غالب هلسا للرواية”، وهي جائزة مشتركة بين مهرجان جرش ورابطة الكتاب الأردنيين.
كما يقام ملتقى تحولات السرد العربي في العصر الرقمي بالتعاون مع رابطة الكتاب الأردنيين (دورة الروائي الرائد جمال ناجي): الذي يناقش قضايا السرد العربي في ظل التطورات الرقمية، بما في ذلك “الذكاء الاصطناعي راويًا”، وتداخل الأجناس السردية، والعلاقة بين السرد والدراما، وغيرها من الموضوعات بمشاركات كتاب وروائيين من الأردن، السعودية، مصر، السودان، الإمارات، الكويت، سوريا، عُمان، البحرين، لبنان، العراق، والجزائر.
وتقام ندوات حول “جماليات المكان في الأدب الأردني” وذاكرة المكان وجمالياته، التي تركز على مدن أردنية مختلفة (إربد، الزرقاء، المفرق، مادبا، الطفيلة، معان)، وتناقش تأثير المكان في الرواية والشعر الأردني، وتاريخ المدن، وآثارها، وتراثها المعماري. كما تقام ندوات حول ذاكرة المخيم تركز على الذاكرة الثقافية للمخيمات الفلسطينية في الأردن (مخيم إربد، مخيم البقعة، مخيم شنلر حطين).
ويُعقد المؤتمر الفلسفي العربي الثالث عشر بالتعاون مع الجمعية الفلسفية الأردنية، بمشاركة أكاديميين وباحثين من تونس، الأردن، مصر، العراق، سوريا، لبنان، السودان، المغرب، وليبيا، يناقشون خلال جلساتهم قضايا فلسفية معاصرة وتراثية.
كما تقام ندوات ثقافية بالتعاون مع اتحاد الكتاب الأردنيين تُغطي موضوعات مثل: النضال الأردني من أجل فلسطين، والعمق التاريخي لعروبة فلسطين، والأهمية التاريخية لمدينة جرش، والملكية الفكرية وحقوق المؤلف، وطريق الحرير، والتزوير والتلفيق في الإعلام، والرأي القانوني في التهجير والتدمير في فلسطين، وغيرها.
وضمن فعاليات المهرجان هذا العام، يقام برنامج “بشاير جرش” في نسخته الثانية عشرة، ويشمل: فن الكاريكاتير، الفن التشكيلي، الخط العربي، يوم القصة، ويوم الشعر، بإشراف الكاتب رمزي الغزوي.
كما يقام “سيمبوزيوم الرسم والحروفية والخط العربي” بالتعاون مع رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين، بمشاركة فنانين أردنيين وعرب، ومعرض فني في مقر الرابطة.
كما تقام فعاليات في فنون الرسم والفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي للأطفال المكفوفين، مع أنشطة تفاعلية للمشاركين الموهوبين ضمن برنامج “عبق اللون 4” الذي يشرف عليه التشكيلي سهيل بقاعين.