حصادنيوز – اختتم في صالة P21 بالعاصمة البريطانية لندن موخرا المعرض الشخصي خيوط غير مرئية للفنان عثمان شهاب والذي ضم 25 لوحة بمختلف الخامات الفنية واتخد الفنان شهاب الدمى والشخوص موضوعا لتجربته .
وبحسب شهاب تُقدّم “الدمى” منظورًا مغتربًا عن الإنسان — مخترقًا وهشًا في عصر تتسم ملامحه بالضعف وتصاعد الأزمات النفسية وتغير التركبية الانسانية .
يسلط المعرض الفردي للفنان الأردني عثمان شهاب الضوء على التلاعب بالأفراد من خلال القيم المجتمعية، مما يؤدي إلى اضطرابات سلوكية.
تنبع أسلوبية عثمان شهاب الفنية من الحداثة، حيث يمزج بين التجريد والواقعية. وتعمل العناصر التجريدية في أعماله كمحفزات بصرية، تدعو المتلقي إلى التفاعل العميق مع العمل الفني من خلال صدمات بصرية لافتة. تدور هذه الصدمات حول عناصر لونية وحركية تثير الانتباه وتدعو إلى التأمل والتقدير على مستوى أعمق.
يتخذ المعرض طابعًا تفاعليًا، إذ يتوقف الفنان عند مرحلة معينة من العمل، ويترك المجال للجمهور كي يشارك في صياغة معاني الأعمال. هذا النهج يتيح للمتلقي تفسير الأعمال بطريقة تتقاطع مع تجاربه الذاتية، مما يحوّله من متلقٍ سلبي إلى مشارك فاعل.
يثير المعرض شعورًا بالمأساة لدى المتلقي تجاه فكرة الإنسان المُسيطر عليه. ويهدف إلى إلهام فهم أعمق لهذه الحالة، وتحفيز السعي لتجنّب الوقوع فيها.
كما يسلط الفنان الضوء على بعض نتائج كون الإنسان “دمية”، مثل الذكورية السامة والممارسات السلبية السائدة عالميًا، وخصوصًا في منطقة الشرق الأوسط.
وبحسب الناقد رسمي الجراح يعمد الفنان شهاب الى اخراجية فنية لا تخلو من غرائبية وخلفيات غامضه توحي الفزع والهشاشة ومجمل الاعمال تؤشر على فكرة ان ابطالها مهزومين مقهورين وذلك جلي من التعبير العام , و يقترح شهاب تلك الصيغة ليؤكد ان سطوة الاخر اوما يملك من المال القوة الامتيازات جعلت من الانسان العادي دمية لا جدوى منها في مسرح الحياة العريض والمسرح الموجود بالفعل في عدد من الاعمال .
لونيا يعمد شهاب الى صيغ لونية قاسية وداكنه للخلفيات فيما الدمى والشخوص بالوان ناصعة اكثر لاكنها لا تبتعد كثيرا عن طقس خلفياتها وبالرغم من حضور مختلف للدرجات اللونية في اعمالة الا انها مع عمليات الحز والكشط والتعرية للطبقات المختلفة قد حقق دمجا لونيا متوافقا مع الموضوع المختار ونجح في التعبير بعمق عن مسرحه اللوني الذي يضج بحركة الدمى والتي لا تحدث اي تاثير في العالم الخارجي .