غابات البلوط المعمرة في بيرين .. إرث طبيعي يواجه تحديات

 

حصادنيوز – تُشكل غابات البلوط المعمرة في قضاء بيرين بمحافظة الزرقاء إرثاً طبيعياً استمر لآلاف السنين، حيث تحتضن أكثر من 100 ألف شجرة من البلوط واللزاب، بعضها يتجاوز عمرها ألف عام.

وقال مدير زراعة المحافظة حسين الخالدي، إن هذه الغابات التي تُعتبر “رئة الزرقاء الخضراء” تواجه تحديات مُركبة تهدد بقاءها، أبرزها التغيرات المناخية التي أدت إلى انخفاض معدلات الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، مما أخل بالتوازن الحراري والرطوبة التي تعتمد عليها أشجار البلوط.

وأضاف أن موجات الجفاف المتكررة أضعفت قدرة الأشجار على مقاومة الآفات الزراعية، مثل حشرة اللحاء التي تُسرع من تدهور صحتها، بالإضافة إلى تفشي شجر اللزاب الذي يستنزف الموارد المائية والتربة على حساب البلوط.

كما حذّر من الأمراض الفطرية التي تهاجم الجهاز المناعي للشجرة، مشيرًا إلى أن هذه العوامل مجتمعة تُعجل بظاهرة “تدهور البلوط”.

ولفت الخالدي إلى أن التوسع العمراني والزراعي قلص المساحات الغابية بنسبة 15% خلال العقد الماضي، وفق إحصائيات وزارة الزراعة، مما زاد من تنافس البلوط مع أنواع نباتية أخرى على الموارد المحدودة وأضعف قدرتها على التكاثر الطبيعي مع مرور الوقت.

وأكد أن الرعي الجائر وقطع الأشجار غير القانوني، رغم تشديد العقوبات بموجب قانون الزراعة رقم 13 لسنة 2015، ما زالا يُفاقمان الأزمة.

وعن توزيع الغابات، أوضح الخالدي أنها تتركز في قضاء بيرين غرب محافظة الزرقاء، خاصة في مناطق العالوك (الأكثر كثافة) والمسرة والكمشة والمكمان وصَروت وبيرين، حيث تُشكل هذه المناطق نسيجاً طبيعياً فريداً يجذب نحو 60 ألف زائر خلال العطلات.

وكشف عن خطة متكاملة تنفذها مديرية الزراعة لمواجهة التحديات، تشمل تعزيز الدوريات الراجلة والمتنقلة لمنع الرعي الجائر، وتطبيق غرامات تصل إلى 5000 دينار ضد المخالفين، إلى جانب حملات توعوية لأهمية الحفاظ على الغابات ودعم مشاريع السياحة البيئية.

واختتم الخالدي بالقول: “رغم قسوة التحديات، فإن تضافر الإجراءات الوقائية والتشريعية والمجتمعية يُظهر إمكانية الحفاظ على هذا الإرث الطبيعي” مؤكدًا أن غابات البلوط ستظل شاهداً حياً على تاريخ الأردن البيئي.

بترا