حصادنيوز – أكد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، أن مسألة تطبيع العلاقات بين بلاده وتركيا لم تعد سوى مسألة وقت.
جاء ذلك في تصريح أدلى به لعدد من الصحفيين الأتراك في العاصمة يريفان.
وفي هذا الصدد، قال باشينيان: “قد يتأخر هذا التطبيع لـ3 أشهر أخرى، أو 6 أشهر، أو سنة. أرى أن الأمر مجرد مسألة وقت، ويجب علينا أن نتحلى بالصبر في هذه العملية”.
وأعرب عن أمله في إقامة علاقات دبلوماسية بين أرمينيا وتركيا، وأن تكون الحدود مفتوحة للنقل البري والسكك الحديدية، وأن تكون الروابط التجارية مباشرة بين الجانبين.
وأشار باشينيان، إلى أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين أرمينيا وتركيا في صيف عام 2022 بشأن فتح الحدود البرية لمواطني الدول الثالثة وحاملي جوازات السفر الدبلوماسية لم يتم تنفيذه بعد، وقد تم تفسير ذلك على أنه لا يوجد تقدم ملموس في العلاقات.
وأردف: “لكنني لا أتفق مع هذا الرأي، لأنه يوجد اليوم حوار ومحادثة مباشرة بين أرمينيا وتركيا، وإذا أخذنا في الاعتبار الفترة السابقة من علاقاتنا، فهذا تقدم وتغير مهم للغاية”.
وأضاف أن “الممثلين الدبلوماسيين لأرمينيا وتركيا على اتصال مباشر ومستمر”.
وأشار باشينيان، إلى أنه التقى بالرئيس رجب طيب أردوغان، عدة مرات خلال الفترة الماضية، وأن وزيري خارجية البلدين مستمران في التواصل والتشاور.
– تركيا تدافع عن الاستقرار في جنوب القوقاز
وأوضح باشينيان، أن دعوة الرئيس أردوغان، له ومشاركته في مراسم أداء اليمين الدستورية، تشكل تطورا مهما على صعيد العلاقات الثنائية.
وأضاف أن “تصورنا أن تركيا تدعو إلى الاستقرار في جنوب القوقاز. ونرى أنها على المستوى الرئاسي ووزارة الخارجية تدعم توقيع اتفاقية السلام بين أرمينيا وأذربيجان”.
وأكد باشينيان، أن أي جهد من شأنه أن يسهم في توقيع اتفاق السلام بين أرمينيا وأذربيجان سيكون مفيدا.
– لا توجد حقيقة مطلقة في التاريخ
ذكر باشينيان، أنه يتعين على كل دولة مواجهة تاريخها الخاص، وإدراك الرسائل التي يرسلها التاريخ بشكل صحيح.
وأضاف أن “استخدام التاريخ لفهم الحاضر والمستقبل أو العيش فيه هو خيار سياسي، ولا توجد حقيقة مطلقة في التاريخ، فكل تصور للتاريخ هو في الواقع تصور سياسي”.
وأكد أن الاعتراف الدولي بالمطالبات الأرمينية بشأن أحداث عام 1915 ليس من بين أولويات السياسة الخارجية اليوم.
وفيما يتعلق بانضمام أرمينيا إلى الاتحاد الأوروبي، قال باشينيان، إن بلاده لا تعتبر تعميق علاقاتها مع الاتحاد على أنه وضع يتعارض مع علاقاتها مع شركائها الآخرين.
وحول فرص تعاون أرمينيا مع تركيا في سوريا، أكد باشينيان أن هناك مجتمعًا أرمنيًا لا يزال موجودًا في سوريا ولبنان، وأن حكومته تبذل جهودًا لضمان أفضل الظروف لهذه المجتمعات.
وأضاف: “أجرينا مناقشات ومحادثات ملموسة مع تركيا بشكل خاص في هذا الصدد، في سياق سوريا. وإذا لم تكن هناك أي عقبات، سنتخذ خطوات ملموسة نحو التعاون في هذا الاتجاه”.
وردًا على تعليق لأحد الصحفيين بأن السلام بين أرمينيا وأذربيجان لا يزال بعيدًا، قال باشينيان إنه لا يتفق مع هذا التقييم، وأن هناك محاولات مستمرة “لخلق ستار من الضباب لجعل السلام غير مرئي”.
وشدد على أن البلدين وضعا أسسا مهمة للغاية للسلام.