الفلسطيني محمود خليل أرسل رسائل لرئيسة جامعته كولومبيا طلب فيها الحماية.. فاختارت دعم ترامب

 

حصادنيوز –  نشر موقع “زيتيو” خبراً حصرياً قال فيه إن رسائل إلكترونية أرسلها الطالب الفلسطيني في جامعة كولومبيا محمود خليل إلى جامعته طلب فيها الحماية قبل يوم من احتجازه.

وفي تقرير أعده بريم ثاكر أشار إلى واحدة من رسائل خليل، والتي قال فيها: “لم أكن قادراً على النوم خوفاً من دائرة الهجرة والجمارك أو شخص خطير قد يأتي إلى بيتي، وأحثكم على التدخل وتقديم الحماية الضرورية لمنع الأذى”.

وجاء في التقرير أن الفلسطيني خليل، الذي ساعد في التفاوض بين جامعة كولومبيا والمحتجين، طلب حماية جامعته من التحرش، وإمكانية احتجاز سلطات الهجرة والجمارك له.

وكشفت الرسائل، التي حصل عليها موقع “زيتيو”، أن خليل، الذي يحمل الإقامة في أمريكا أو “البطاقة الخضراء”، أرسل إلى رئيسة الجامعة المؤقتة كاترينا أرمسترونغ رسالة إلكترونية في 7 آذار/مارس، وقال فيها: “منذ الأمس، تعرّضت لحملة تشهير “دوكسينغ” شرسة ومنسقة وغير إنسانية قادها أعضاء في كولومبيا، شاي دافيداي وديفيد ليدرير، الذين وصفوني، من بين آخرين، بأنني تهديدٌ أمني، ودعوا إلى ترحيلي”.

وأضاف أن “هجماتهما حرضت على موجة كراهية، بما فيها دعوات لترحيلي وتهديدات بالقتل. وقد وضحت السياق الأوسع في أسفل الرسالة، ولكن كولومبيا لم تقدم الدعم المطلوب أو المصادر رداً على التهديدات المتصاعدة”.

وأوضح في الرسالة أن التهديدات جعلته لا ينام خوفاً من مداهمة قوات الهجرة والجمارك لبيته، أو وصول شخص خطير، وحث الجامعة على تقديم الدعم اللازم له كي لا يتعرض إلى خطر.

وتعتبر الرسالة مهمة، وبخاصة في ضوء التقارير المتعددة خلال الأسبوع عن ظهور عناصر الهجرة والجمارك والتعليمات الصادرة عن كولومبيا في نهاية الأسبوع وأشارت إلى “زيارة محتملة لحرم الجامعة” من عناصر الهجرة والجمارك. وفي مذكرة إلى طاقم ومدرسي الجامعة جاء فيها أن “عليهم ألا يتدخلوا” في “الظروف الملحة”، حيث يسعى عملاء الهجرة والجمارك إلى الوصول إلى مباني الجامعة أو الأشخاص دون أمر قضائي.

ولم تستجب جامعة كولومبيا ودافيداي وليديرر على الفور لطلبات “زيتيو” للتعليق.

وعلى منصة إكس، نفى دافيداي، الأستاذ المساعد في كلية إدارة الأعمال بجامعة كولومبيا، والذي تم إيقافه عن العمل في الحرم الجامعي، العام الماضي، بسبب مزاعم بأنه تحرش بموظفي الجامعة، التعاون مع إدارة ترامب لترحيل خليل. وفي منشورات عبر الإنترنت، وصف دافيداي خليل بأنه “مؤيد للإرهاب” واقترح ترحيله، مشيراً في المنشور إلى وزير الخارجية ماركو روبيو.

وجاءت رسالة خليل الإلكترونية في 7 آذار/مارس، بعد رسالة إلكترونية سابقة أرسلها في 31 كانون الثاني/يناير، حث فيها الجامعة على “اتخاذ إجراءات فورية لحماية الطلاب الدوليين في كولومبيا الذين يواجهون عمليات تشهير شديدة ومنتشرة ومضايقات تمييزية وربما ترحيل محتمل انتقاماً لممارستهم المشروعة لحقوقهم في حرية التعبير والرأي وتكوين الجمعيات…”

واستشهد خليل بمنشور تهديدي نشرته منظمة “بيتار” المؤيدة لإسرائيل في كانون الثاني/يناير، وكتبت فيه المجموعة كذباً أنه قال “إن الصهاينة لا يستحقون الحياة”، وهو التصريح الذي نفاه خليل “بشكل لا لبس فيه” في رسالته الإلكترونية إلى مسؤولي الجامعة.

وكتبت “بيتار” أيضاً أن إدارة الهجرة والجمارك “على علم بعنوان منزله ومكان وجوده” وأنهم “قدموا جميع معلوماته إلى جهات اتصال متعددة”. وقالت إنه “على قائمة الترحيل”.

وفي رسالته إلى أرمسترونغ، استشهد خليل بمنشور “بيتار” قائلاً: “مع ارتفاع المخاطر إلى هذا الحد، أسألكم، بصفتكم ممثلين لإدارة جامعة كولومبيا: كيف ستحمون الطلاب الدوليين من التشهير بهم ومن الترحيل؟ كيف ستحمون حقوق هؤلاء الطلاب في حرية التعبير والتجمع، الحقوق المنصوص عليها في دستور الولايات المتحدة وقانون السلوك في جامعة كولومبيا. ووقف القمع والآن التجريم المحتمل لهذا التعبير والتجمع؟ إن مستقبل الطلاب وسبل معيشتهم، والآن، بدون مبالغة حياتهم معرضة للخطر”.

وتم استهداف خليل للترحيل قبل اعتقاله، من قبل المؤيدين لإسرائيل، وفي يوم الخميس 6 آذار/مارس، أرسل خليل بريداً إلكترونياً إلى جيرالد لويس، نائب رئيس السلامة العامة في جامعة كولومبيا، وأرسل نسخة من رسالة أرمسترونغ بخصوص إلغاء سريان مفعول بطاقة هويته الجامعية.

كتب خليل أنه خلال احتجاج في الحرم الجامعي، اقترب منه موظفو السلامة العامة وأبلغوه بأن بطاقة هويته لم تعد سارية المفعول بسبب عدم تسجيله في الفصول الدراسية هذا الفصل الدراسي. قائلاً: “أنا خريج حديث، تخرجت في كانون الأول/ديسمبر 2024، ومن المقرر أن يتم منح شهادتي في أيار/مايو. الآن، أعتقد أنك أكدت أنني دخلت الحرم الجامعي مثل أي فرع آخر لجامعة كولومبيا، وقمت بتمرير بطاقة هويتي وعرضها على الأمن”، كتب خليل.

مضيفاً: “وتساءلت عن سبب استهدافي، حيث إنني على علم بأشخاص آخرين في جامعة كولومبيا كانوا في مواقف مماثلة ولم يتم الاقتراب منهم، على الرغم من أن وضعهم مثلي”، مشيراً إلى أن الموظفين الذين اقتربوا منه كانوا “يدركون جيداً أنني فلسطيني، حيث تواصلنا سابقاً وعملنا معاً لضمان احتجاجات آمنة في الحرم الجامعي”.

وتساءل خليل في رسالته عن السبب وراء استهدافه وكيف تم التعرف عليه ومن أصدر الأوامر للموظفين للاقتراب منه وإبعاده عن الجامعة: “مع ذلك، عندما طلبت توضيحاً حول كيفية التعرف علي ولماذا كنت الشخص الوحيد الذي تم الاقتراب منه، رفضوا تقديم أي تفسير”.

وكتب خليل أن عدم وجود مبرر واضح أثار مخاوف بشأن التمييز المستهدف و”لأكثر من عام، كنت متعاوناً مع مكتبك ومكاتب الجامعة الأخرى لضمان سلامة جميع الطلاب والتأكد من عمل الجامعة بسلاسة، لذلك شعرت بصدمة حقاً لمعاملتي بهذه الطريقة. إذا كنت غير مرحب بي في حرم جامعة كولومبيا، فيرجى إخباري من خلال القنوات الصحيحة”.

ولم يُعرف مكان وجود خليل بعد 24 ساعة من اعتقاله، ووفقاً لتتبع المحتجزين التابع لدائرة الهجرة والجمارك الأمريكية، فهو محتجز الآن في منشأة احتجاز تابعة للدائرة في لويزيانا، حيث نشرت منظمات حقوقية قبل أشهر تقريراً عن المرافق في لويزيانا بعنوان “داخل الثقب الأسود: انتهاكات حقوق الإنسان المنهجية ضد المهاجرين المحتجزين والمختفين في لويزيانا”.

ولقد سارعت إدارة ترامب إلى تبرير احتجاز خليل، لكنها لم تقل صراحة ما إذا كان قد تم توجيه أي اتهامات إلى خليل. أولاً، أحالت وزارة الأمن الداخلي موقع “زيتيو” إلى البيت الأبيض، الذي لم يستجب لطلب التعليق. لاحقاً، أكدت المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي تريشيا ماكلولين في بيان أن دائرة الهجرة والجمارك الأمريكية احتجزت خليل “دعماً للأوامر التنفيذية للرئيس ترامب التي تحظر معاداة السامية”. ودون تقديم أدلة، ادعت ماكلولين أن خليل “قاد أنشطة متحالفة مع حماس”.

وأخبر المتحدث باسم وزارة الخارجية “زيتيو” بأنهم لا يستطيعون التعليق على حالات تتعلق بتأشيرة فرد و”في العموم، لدى الوزارة سلطة واسعة لسحب التأشيرات بناء على قانون المواطنة والهجرة” و”تمارس الوزارة صلاحياتها عندما تتلقى معلومات تقدم الضوء على أن حامل التأشيرة لا يمكن السماح له بدخول الولايات المتحدة أو أنه غير مؤهل للحصول على التأشيرة”.

ولكن بعد ذلك، أصدر روبيو بياناً مقتضباً بدا وكأنه يحاول التوفيق بين الارتباك حول كيفية تمكن وزارة الخارجية من ملاحقة البطاقة الخضراء لشخص ما، خاصة بعد أن لم يكن عملاء الاعتقال يعرفون حتى أن خليل لديه واحدة. وكتب روبيو: “سنقوم بإلغاء التأشيرات و/أو البطاقات الخضراء لأنصار حماس في أمريكا حتى يمكن ترحيلهم”.

وقد احتفل الرئيس دونالد ترامب، يوم الإثنين، باعتقال محمود خليل، واصفاً إياه، دون تقديم أدلة، بأنه “طالب أجنبي متطرف مؤيد لحماس”. وأضاف ترامب: “هذا هو الاعتقال الأول من بين العديد من الاعتقالات القادمة”.

وأشار موقع “ميدل إيست أي” في تقرير أعده أزاد عيسى، إلى وجود إشارات لـ “تعاون” جامعة كولومبيا مع ترامب. وبات الطلاب خائفين من تخلي الجامعة عن مكانتها كـ “حرم” وملجأ لهم. وقال عيسى إن اعتقال خليل، حوّل الجامعة من طرف متواطئ إلى متعاون مع سياسات ترامب.

وتواجه الجامعات، بما فيها كولومبيا، منذ عدة أشهر، اتهامات باستيعاب المؤيدين “المعادين للسامية” و”المؤيدين لحماس” – وهي إهانة تستخدم لوصف المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين الذين يطالبون بإنهاء ما يسمى “الإبادة الجماعية” في غزة، حتى مع اتخاذ الجامعات إجراءات صارمة ضد المتظاهرين، بما في ذلك تعليق دراسة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين رفضوا وقف مطالبهم والسماح للشرطة في الحرم الجامعي بإجراء اعتقالات.

ويأتي اعتقال محمود خليل، المقيم الدائم في الولايات المتحدة، يوم السبت، والتهديد بترحيله المحتمل، بعد أيام من رؤية إدارة شرطة نيويورك وهي تسحب الطلاب من اعتصام في كلية برنارد التابعة لجامعة كولومبيا، حيث كان الطلاب يحتجون على طرد ثلاثة طلاب بسبب الاحتجاجات والاضطرابات في عام 2024.

وقد تخرج خليل بدرجة الماجستير من كلية الشؤون الدولية والعامة بجامعة كولومبيا في كانون الأول/ديسمبر. وكان أحد المفاوضين الرئيسيين للطلاب خلال معسكر الطلاب من أجل فلسطين في ربيع عام 2024.

وكان الرد على اعتقال خليل سريعاً، حيث أصدرت مجموعة “صوت اليهود من أجل السلام” و”الرابطة العربية ضد التشهير” بيانات شاجبة، فيما نظم الطلاب عريضة تطالب بالإفراج عن خليل.

ونقل “ميدل إيست آي” عن أستاذ جامعي طلب عدم الكشف عن هويته قوله: “كأستاذ جامعي وحامل بطاقة خضراء، أشعر بالرعب من هذه الإدارة التي تقوم بترويع المربين والطلاب والتهديد غير الدستوري بالاعتقال والترحيل”. وقال: “هذا تهديد وجودي ليس للعلماء الأفراد ولكن لمستقبل الجامعة”.

وقال إيدن باريسي، طالب العمل الاجتماعي الذي أوقف عن الدراسة في حزيران/يونيو 2024 بسبب مشاركته في احتجاجات مؤيدة لفلسطين، إن تصرف الجامعة يجعلها غير مختلفة عن أساليب ترامب. وأوضح: “يواصلون التصعيد وجلب القوات الخارجية، سواء شرطة نيويورك أو قوات وزارة الأمن الداخلي لحماية مصالحهم وأرباحهم في هذه الإبادة”، مضيفاً أن جامعة كولومبيا انتقلت من كونها متواطئة إلى متعاونة مع هذه الدولة القمعية.

وقالت طالبة القانون نور أبو الهوى إن استهداف خليل جاء من أجل إثبات التزام الجامعة في قمع صوت الطلاب، والذي يدعم بشكل كبير الفلسطينيين، مثل بقية السكان في أمريكا.