حصاد نيوز– ارتفعت نسبة “العنوسة” في لبنان بين الفتيات في عمر الزواج، إلى 85%، وفق الدراسة التي أجرتها إذاعة هولندا استناداً إلى إحصاءات مراكز الأبحاث والمعطيات الخاصة بالمنظمات غير الحكومية.
وترجع الأسباب الرئيسية في ارتفاع نسبة العنوسة وتأخر سن الزواج إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمقبلين على الزواج، لذلك هربت الفتيات إلى عشرات المواقع الإلكترونية المتخصصة بالتزويج وإيجاد الشريك المناسب.
بعد أن كانت هذه الظاهرة محصورة بعدد محدود جدًّا من الوكالات، التي تمكن زيارتها فعليًّا والجلوس مع القائمين عليها للتحدث عن الزواج والمعايير المطلوبة للعريس أو العروس، بات اللبناني على موعد يومي مع مئات الإعلانات التي تظهر على معظم المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي بهدف إيجاد الشريك المناسب واختبار الحب، بحسب جريدة “الحياة اللندنية”.
يكفي الضغط على الرابط المرفق في إعلانات وكالات التزويج والمواعدة حتى تنتقل إلى موقع إلكتروني مصمم بدقة، وفي الواجهة تبرز صور لشباب وفتيات لبنانيات أو حتى عرب وأجانب يريدون الزواج من لبنانيين أو لبنانيات.
وأول ما يطلب منك هو تسجيل الدخول وإنشاء حساب خاص بك على الموقع، وعندها تبدأ بإدخال المعلومات الخاصة بك مع اختيار المعايير التي على أساسها سيتم اختيار الشركاء المحتملين.
وتتضمن هذه المعايير الطول، لون البشرة، الوزن، الجنسية، لون الشعر والعينين، المستوى التعليمي، والوضع المادي، فيما يكون هناك خانتان مخصصتان أيضا للطائفة ومنطقة السكن على بعض المواقع الإلكترونية بما ينسجم مع الواقع اللبناني.
عند إتمام هذه المعلومات، يحولك الموقع إلى صفحة الدفع، حيث تكون كلفة فتح الملف 20 دولارًا، تُدفع عبر البطاقة الإلكترونية، على أن يكون هناك دفعات لاحقة حين يتم إيجاد الشريك المناسب وتحديد موعد اللقاء أو التواصل الافتراضي، وعلى الرغم من أن إعلان مواقع أنها مجانية في البداية، لكن عند طلب رقم شخص آخر أو حسابه الإلكتروني يكون هناك تسعيرة معينة تتراوح بين ١٠ و٢٠ دولارًا.
وبعد الدفع بنحو 20 ساعة، تبدأ الرسائل الإلكترونية بالتوارد إليك حول شركاء محتملين، لكن المفاجأة تكون أن القسم الأكبر منهم لا يتوافق مع المعايير المطلوبة في البداية، وعند السؤال عن الموضوع عبر خدمة مساعدة الزبائن يكون الجواب أن هذا هو المتوافر حتى الآن، وسترد رسائل إلكترونية أخرى بخصوص أي شخص جديد.
وإذا كنت تجد أيًّا من الأشخاص المقترحين جذّابًا أو مناسباً لمعاييرك، يمكن أن تطلب التواصل معه عبر “فيس بوك” أو “واتس أب” لتحديد موعد اللقاء.
وهنا يمكن أن ينتهي دور الوكالة في حال كان الشخص مناسبًا وتم الزواج في مرحلة لاحقة، لكنّ معظم المشتركين في هذه المواقع يؤكدون أن إمكانات النجاح ضئيلة بسبب احتيال أشخاص ووضع معلومات خاطئة عنهم أو إخفاء تفاصيل، كالعمر الحقيقي والحالة المادية، إضافة إلى صعوبة التفاهم منذ اللقاء الأول وشعور الشخص بأن الاحتمالات لا تزال كثيرة أمامه، ولا يجب أن يأسر نفسه بالشخص الأول الذي يتعرف إليه.