كشف مركز الجسر العربي لحقوق الإنسان، عن هوية الشخصين الذين قتلتهما الأجهزة الأمنية مؤخرا بعد مطاردتهما في منطقة الراشدية ضمن إقليم العقبة، وظهر بعدها بأيام في تسجيل مصور انتشر على مواقع التواصل الاجتماع وبالقرب منهما مجموعة من المسلحين.
وقال المركز، إن القتيلين هما : احمد خالد الخوالدة (22) عاما، وهو أحد مرتبات قوات الدرك، و القتيل الثاني هو “عيسى أبو دية” مطلوب إلى العدالة.
وأضاف المركز في بيان أصدره الثلاثاء، أنه تسلم شكوى من قبل والد الخوالدة على الأجهزة الأمنية المكلفة بالتحقيق في قضية مقتل ابنه وأبو دية، مبديا فيها امتعاضه من تصوير ابنه على انه من أصحاب السوابق الجرمية وان مطاردة الأمن له جاءت على هذه الخلفية.
وجاء في شكوى والد القتيل إن الأجهزة الأمنية تحاول إخفاء الحقائق وان الجناة أصبحوا معروفين بعد ظهور شريط الفيديو الذي نشر مؤخرا في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.
وأوضح ان ابنه المقتول وقبل شهر تعرض لمضايقات وضغوطات عديدة من الأجهزة الأمنية من أجل إرغامه على أن يقوم ابنه المقتول بمساعدة الأجهزة الأمنية في إلقاء القبض على احد أصدقائه وهو المقتول الثاني /عيسى أبو دية كونه مطلوب إلى العدالة؛ ولكن ابنه (احمد) رفض ذلك تحاشيا لعدم مساءلته عشائريا كونهما الاثنان من أبناء معان.كما أن رفضه يعود إلى أن هذه المهمة لا تدخل في نطاق عمله المباشر في قوات الدرك .
وأضاف والد المقتول بان الأجهزة الأمنية المعنية كانت تريد أن تستغل علاقة ابنه السابقة (الجيرة والقرابة) بالمقتول الثاني ولكن (احمد الخوالدة) رفض أن يقوم بهذه المهمة بالرغم من احتجازه مدة أسبوعين لدى وحدته في قوات الدرك دون وجه حق .وأشار الى أن ابنه قدم استقالته من قوات الدرك على خلفية احتجازه إلا أنه لغاية الان لم يبرئ ذمته من الانتساب إلى الدرك.
وتساءل المركز حول مدى شرعية آليات وأساليب الأجهزة الأمنية في تعقب المطلوبين للعدالة والتي يجب أن تراعي حقوق الإنسان واحترام سيادة القانون .
وطالب الأجهزة الأمنية المعنية السرعة في إلقاء القبض على الجناة بكل نزاهة وشفافية لاسيما بعد ظهور شريط الفيديو الذي يؤشر على الأشخاص الذين قاموا بالقتل .وأكد على أن سرعة كشف هوية المتورطين بالقتل سيؤدي إلى نزع فتيل التوتر والاحتجاج المشحون الذي يسود أجواء مدينة معان.
وكشف المركز أن يجري اتصالاته مع الأطراف المختلفة من اجل الاحتواء والتهدئة لاسيما وان الأردن يمر حاليا في مرحلة حرجة من التحديات الداخلية والخارجية مما يتطلب من الجميع التضامن والتضافر لتعزيز أجواء الأمن والسلم المجتمعي.
وتشهد مدينة معان منذ أيام أعمال شغب وعنف واعتداءات على ممتلكات عامة وخاصة، وسط اغلاق شبه تام للاسواق استجابة لدعوة وجهاء المدنية لبدء عصيان مدني احتجاجا على عدم الكشف عن هوية الاشخاص الذين ظهروا في الفيديو.