حصادنيوز – عقدت الاجتماعات بحضور قادة وممثلي 193 دولة عضو بالأمم المتحدة ما بين 24 و30 سبتمبر/أيلول..
هيمنت مسألة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان، والدعوات لإصلاح المنظمات الدولية على أجندة اجتماعات الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بمشاركة قادة وممثلي 193 دولة عضو بالأمم المتحدة.
وحسب المعطيات التي جمعتها الأناضول، فقد حضر 76 رئيس دولة، و4 أمراء، ورئيسا حكومتين، و42 نائب رئيس وزراء، و9 وزراء، و54 نائب وزير، ووفد الاتحاد الأوروبي، اجتماعات الجمعية العامة والتي عقدت في الفترة ما بين 24 و30 سبتمبر/أيلول، ومثل تركيا فيها الرئيس رجب طيب أردوغان.
ودعا الرئيس أردوغان، الذي ألقى الخطاب الثالث في اليوم الأول من الاجتماعات، المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات بشأن غزة.
وأشار أردوغان إلى أن غزة أصبحت أكبر مقبرة للأطفال والنساء في العالم نتيجة للهجمات الإسرائيلية، وقال إن الوضع في غزة على وجه الخصوص يكشف أن الأمم المتحدة غير كافية للوفاء بواجبها.
وأضاف أن الأمم المتحدة “باتت في السنوات الأخيرة عاجزة عن الاضطلاع بمهمتها التأسيسية وتتحول مع الوقت إلى كيان عديم الوظيفة متهالك وخامل”.
وشدد على الحاجة هذه الأيام أكثر فأكثر إلى القيم التي يمثلها شعار “العالم أكبر من خمسة”، في إشارة إلى احتكار الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن للقرارات المصيرية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في رسالته إلى بعض الدول دون أن يذكرها صراحة، إن “مستوى الإفلات من العقاب في العالم ليس قابلا للتفسير سياسيا ولا يمكن التسامح معه أخلاقيا”.
وأشار غوتيريش إلى أن بعض الدول التي تتزايد أعدادها تعتقد أنها وجدت “طريقة للإفلات دون دفع أي عقوبة”، مشددا على أن هذه الدول تنتهك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والمحاكم الدولية، وأنه إذا لم يحدث إصلاح فإن التشرذم أمر لا مفر منه.
وشبه غوتيريش الوضع في غزة بالكابوس “الذي لا ينتهي”، وشدد على ضرورة منع لبنان من “أن يصبح غزة جديدة” بأي ثمن.
وفي أعقاب المذبحة التي وقعت في غزة، كان هجوم إسرائيل على لبنان على جدول أعمال زعماء العالم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الجاري تشن إسرائيل “أعنف وأوسع” هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع “حزب الله” قبل نحو عام، ما أسفر حتى ظهر الاثنين عن ما لا يقل عن 962 قتيلا، بينهم أطفال ونساء، و2778 جريحا، وفق رصد الأناضول لبيانات السلطات اللبنانية، ووسط مخاوف من اندلاع حرب إقليمية.
وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا “لن نجلس بصمت ونشاهد بينما يتم تنفيذ الفصل العنصري ضد شخص ما”، وأن الأحداث في غزة والضفة الغربية ولبنان يجب أن تنتهي.
كما أفاد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن “المستوى غير المسبوق من القمع الذي حدث في غزة منذ 7 أكتوبر لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال، حيث عانى الفلسطينيون من الاحتلال والظلم والقمع لأكثر من 57 عاما، وطوال هذه السنوات ظلت الحكومة الإسرائيلية مسموح له تجاوز الخطوط الحمراء”.
ودعا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى وقف الهجمات على غزة والحرب على لبنان واتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس “أوقفوا هذه الجريمة، أوقفوها الآن، أوقفوا قتل الأطفال والنساء، أوقفوا حرب الإبادة، أوقفوا إرسال السلاح لإسرائيل، لا يمكن لهذا الجنون أن يستمر”.
ودعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إسرائيل إلى العودة من “حافة الكارثة”، فيما صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن “الحرب استمرت لفترة طويلة للغاية” في غزة، قائلا “نحن ندعو بقوة إسرائيل إلى وقف التصعيد في لبنان”.
كما انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف “الأساليب الإرهابية” التي تتبعها إسرائيل والولايات المتحدة، وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إنه “لا ينبغي أن يُصب الزيت على النار”.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي استقبل بالوقوف والتصفيق في الكونغرس الأمريكي في يوليو/تموز، واجه أيضا احتجاجات في الأمم المتحدة على خطابه من قبل وفود كثيرة، بما في ذلك الوفد التركي، وذلك بالانسحاب من الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأصبحت قضية الإصلاح البند الرئيسي في جدول أعمال “قمة المستقبل” التي عقدت قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، ودعت الدول الأعضاء إلى الإصلاح من خلال “ميثاق المستقبل” الذي وقعته.
وكان خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي كثيرا ما برز إلى الواجهة بأخطائه الفادحة في الآونة الأخيرة، من بين الخطابات المرتقبة أيضا، وكان لافتا أن بايدن حول خطابه إلى “تقييم فترة” وخطاب “وداع” بدلاً من أن يحمل رسائل قوية.
وبدعم أمريكي مطلق تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة في غزة خلفت أكثر من 137 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.