حصادنيوز- منذ ظهورها في بدايات العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وتحديداً عام 2001، حظيت منهجية الأجايل (Agile) أو الرشيقة كما يطلق عليها، بشعبية متزايدة بين مطوري البرامج ومديري المشاريع، بالنظر إلى الممارسات التي تتضمنها والتي تركز على بناء المنتج على مراحل وخلال فترات زمينة قصيرة.
ترتكز هذه المنهجية بصورة أساسية على مواكبة الإيقاع السريع لصناعة التكنولوجيا، فضلاً عن التركيز على نقاط القوة والخصائص الأكثر أهمية خلال مراحل العمل المختلفة.
وفي الوقت الذي كانت فيه الثورة الرقمية تعيد تشكيل المشهد العالمي بصورة لم يسبق لها مثيل، كانت منهجية الأجايل تفرض نفسها كأداة فاعلة لتمكين الشركات من تحقيق أهداف التحول الرقمي عبر التوظيف الأمثل للأدوات الرقمية.
منهجية الأجايل: الإنسان أولوية!
تعرّف الأجايل بأنها منهجية لإدارة المشاريع ترتكز على عملية التخطيط قصير المدى عبر دورات تطوير قصيرة تسمى “Sprints” للتركيز على التحسين المستمر في تطوير منتج أو خدمة وذلك بأكثر من طريقة تشمل الـ Scrum والـ Kanban.
قد تكون نقطة التميز الأساسية الخاصة بمنهجية الأجايل أنها تمنح الإنسان سواء كان مدير المشروع، أو مطور البرمجيات، أو الموظف، أو العميل أولوية مقابل إجراءات العمل على خلاف المنهجيات التقليدية.
ويشكل ذلك منطلقاً لآلية عمل منهجية الأجايل وذلك من خلال التركيز على مجموعة من القيم الرئيسية التي تمثل بمجموعها جوهر المنهجية وتشمل:
- التركيز على السمات الأكثر أهمية ضمن مراحل العمل بدلاً من التفاصيل لضمان الخروج بنتائج أكثر تأثيراً للعميل
- تعزيز التواصل بين أطراف المشروع بدلاً من التركيز على الأدوات، بوصفه السبيل لتحسين المخرجات وتطوير آلية العمل
- العمل انطلاقاً من علاقة تشاركية مع العميل ما يجعل من مراحل العمل في المشاريع المختلفة جلسات لتبادل الأفكار بهدف الوصول إلى أفضل النتائج
- المرونة والقدرة على الاستجابة السريعة للتغييرات وهي واحدة من أهم القيم خصوصاً في عالم اليوم الذي يتسم بالسرعة الاستثنائية.
كيف تبدو منهجية الأجايل عام 2024؟
على غرار جميع التقنيات الحديثة، يعد التعرف على أحدث الاتجاهات التي قد تحدث تغييرات هامة على هذه التقنيات ضرورياً لمضاعفة النتائج المتحققة من تبني هذه المنهجيات.
ستشكل الاتجاهات التالية ملامح منهجية الأجايل خلال العام 2024:
- تعزيز قيم الشفافية المبنية على تشجيع ثقافة الابتكار وتمكين الموظفين من التعبير عن أفكارهم
- دمج الأدوات والتقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في طرق وأدوات منهجية الأجايل
- التركيز على القيمة في المشاريع المختلفة مع الإلمام بتفاصيل أطر العمل المتطورة باستمرار مثل SAFe و LeSS
- لن تقتصر منهجية الأجايل على قطاع التكنولوجيا بل ستشمل قطاعات أخرى أيضاً مثل التسويق والموارد البشرية والقطاعات المالية وغيرها
الأجايل تعزز النتائج في أورنج الأردن
تعمل أورنج الأردن وفق آلية عمل تركز على تبني أحدث التقنيات والاتجاهات العالمية انطلاقاً من مكانتها كمزود رقمي رائد ومسؤول.
من هنا، وبناء على الميزات غير المحدودة التي ترتبط بمنهجية الأجايل، سارعت أورنج الأردن إلى تطبيقها في عملياتها منذ عام 2021 وذلك في إطار مساعيها لنشر ثقافة من المرونة في العمل.
أسهمت هذه الجهود في تحسين النتائج لترتفع نسبة نجاح المشاريع إلى 30% فضلاً عن تقليص التكاليف بنسبة 20%، وبالنظر إلى دور هذه المنهجية في التركيز على الزبائن فقد ارتفعت نسبة رضى الزبائن إلى 40% بالإضافة إلى نمو في حصة أورنج السوقية بنسبة تصل إلى 15%.
لن تكون هذه النتائج سوى جزء من خطة استراتيجية متكاملة طويلة المدى، فما بدأ على أنه تبني لطريقة Scrum تحول إلى استشراف للمستقبل من خلال وضع اتجاهات الأجايل المتوقعة ضمن الخطط الاستراتيجية للشركة؛ بكلمات أخرى ممارسات رشيقة لنتائج دقيقة!