حصادنيوز- أكد الوزير الأسبق ممدوح العبادي، أنّ ما جرى يوم 7 أكتوبر تشرين أول الماضي في مستوطنات غلاف غزة، لم يتصوره أحد، ولو قام منتج أفلام بإنتاج فيلم مماثل قبل الحادثة لما استطاع تصويره بالشكل الصحيح.
وقال العبادي خلال حديثه في مقابلة تلفزيونية ، إنّ ما حدث في اليوم ذاته لم يحدث منذ عام 1948 حيث لم يدخل الأراضي المحتلة التي تعتبرها إسرائيل دولة لها أي مقاتل يأسر ويقتل مستوطنين ويجرح كيان إسرائيل منذ ذلك الحين.
وبين أنّ الصدمة الثانية التي تلقاها العالم من غزة، هي الصمود المستمر منذ 74 يومًا واستمرار ضرب ودك القواعد الإسرائيلية والمدن المحتلة التي تسيطر عليها إسرائيل.
مخاوف شخصية وتاريخية
وتابع أنّه يخاف أن يحدث مع أبنائه وأحفاده ما يحدث في غزة، لأنّ الإسرائيليين والصهاينة، ينادون في برامجهم الانتخابية أنّ الأردن جزء من أراضي ما يسمى “إسرائيل” ويسعون لتحقيق ذلك، ولهذا فإنّ المخاوف الأردنية حقيقية ويجب أن يرفع الجميع صوته وسقفه بالدفاع عن أراضي فلسطين.
وبالعودة للتاريخ، يقول العبادي، عام 1897 اجتمع اليهود في مؤتمر بازل وأقروا إقامة دولة قومية لهم في فلسطين، وعندها ضحك العالم عليهم سخرية منهم، الّا أنهم حققوا ما أرادوا.
وكشف عن “لوبي جديد” يشكله “خواجات الأردن” وهم الذين يعارضون موقف الأردن المشرف من القضية الفلسطينية والذي يطالب الولايات المتحدة الامريكية بوقف الحرب ويحملها مسؤوليات تجاه ما يحدث في غزة، وذلك لانّ قناعة هؤلاء “الخواجات” تتمثل “بأن اميركا واسرائيل لها قوة مطلقة لا تهزم” وذلك لأنّ جزءًا منهم له مصالح ذاتية ومالية وإدارية، حيث قال أحدهم ذات مرة”أحسن يوم في حياتي لما فتحوا فم صدام حسين.. وأسوء يوم في حياتي عند انتصار المقاومة في جنوب لبنان”.
ويأسف العبادي أنه هؤلاء هم من أبناء الدولة الرسمية وابتعدوا عن الشارع والحاضنات الشعبية، واليوم يعارضون الموقف الرسمي الأردني.
وأوضح أنّ الأردن يجب ان يكون الاكثر تعرضًا للصدمة، وذلك لأنّه يعتبر البديل للوجود الفلسطيني، وخطط التهجير الفلسطينية، حيث قال “هبتنا هبة ضرورية ومصلحة وطن وحب للوطن أن نأخذ هذا الموقف”.
حرب غزة رفعت الغطاء عن الحريات
وتابع أنّ “حقوق الإنسان والحريات يقبلها رئيس أميركا للشعب الامريكي ورئيس وزراء بريطاني للشعب البريطاني” إنما لدول العالم الثالث فإنّ مسألة حقوق الإنسان بالنسبة لدول الغرب “مش واردة” وأكبر دليل على ذلك، هو الاستعمار التاريخ والقتل والتهجير للعديد من شعوب العالم وقتل السكان الأصليين لأهل الولايات المتحدة الامريكية.
وزاد: “الصحيح الوعي الي صار غير طبيعي، وحتى الشباب الصغار كيف متحمسين بالجامعات والمدارس شيء يثلج الصدر”، مشيرًا إلى أنّ وضع القضية الفلسطينية على الطاولة وإظهار ما يحدث في قطاع غزة غير وجهات نظر الغرب وصارت لصالح الشعب الفلسطيني.
ونوه إلى أنّ الذاكرة الشعبية الحقيقية التي كانت قديمًا “تجمدت وبهتت وذبلت” خاصة عندما صار السلام حيث بات الناس يتوهمون أكثر، مبينًا أن “أوسلو انعقدت بنوايا صادقة من الشارع الفلسطيني ونوايا سيئة من إسرائيل”، حيث ما تزال نابلس والخليل والقدس في عقيدة الإسرائيليين أهم من يافا وحيفا وعكا.
وشدد على أنّ الإرادة تخلق المعجزات، ولذلك ما حدث في عملية طوفان الأقصى، هي إحياء ضمير للشارع العربي الذي ينتصر للقضية الفلسطينية وتختلف مواقفه عن مواقف معظم الزعماء العرب.
ووجه تحيته لجماعة “الحوثي” التي توقف سفنًا متجهاً غلىد ولة الاحتلال من الوصول إلى هناك، واصفًا إياهم بـ”الأبطال”.
للأسف لم يبق حس عربي وحق في ظل القتل من الجيش الإسرائيلي الذي يضرب في غزة بدون دفاعات قتالية من جيش كامل.
الدبلوماسية الأردنية أثبتت وجودها وخبرتها في الأزمة
وحول السلام الإسرائيلي قال العبادي:” إنّ رابين هو الوحيد من القيادات السياسية الاسرائيلية الذي كان يظهر أنه مع السلام وقتل في مهرجان دعم السلام في تل أبيب”، ولذلك فإنّ 99% من الشعب الإسرائيلي يؤمن أن فلسطين وشرق الاردن بلادهم.
وحول إلغاء اتفاقية السلام ومطالب الشعب، يرى أنّ “السلام وأوله الاخوان المسلمين مستأجرين قاعة قبال الجامعة الأردنية للمطالبة بمنع اتفاقية السلام ومحادثات السلام، لتقوم الدولة بإغلاق القاعة وإعادة المبلغ المالي للجماعة”.
“ليش سكرتوا عليهم وليش منعتوهم.. بروح عليهم يا بقعنهم يا بقعنوني” والوفد حزب أو شخص يريد تسجيل موقف بقولوا “الغوا الاتفاقية” ووجود المعارض يجب البحث عنه لتقوية الآراء .
ويرى أنّ الشعب الأردني هو أكثر الشعوب تواضعًا وصاحب “قلة حدية” حيث يقدم الأردن أداء من وزير الخارجية أيمن الصفدي غير مسبوق، وأكثر متطرف في الأردن لم يقرأ في الأمم المتحدة، ووزير دولة مصر “ربع ما حكى الصفدي ما بحكي”.
وأشار العبادي، إلى أنّ دفع ثمن الموقف الأردني من قبل الاردن أو أيمن الصفدي هو “شرف لنا” .
وحول الحرب على العرب أو على الإسلام قال العبادي، إنّ العروبة والإسلام واحد، والعرب مادة الإسلام والمسيحي العربي “أكثر منا إسلامًا”، أي أنّ الهدف اليهودي هو الأرض الفلسطينية وسلبها من العرب جميعًا.
وأكدّ أن مواقع التواصل الاجتماعي غيرت الدنيا والإعلام، ونحن في الأردن “يجب أن تتغير المناهج والقضية الفلسطينية يجب أن تكون ضمن مناهجنا بعد أن ألغيت معتبرًا أن إلغاءها يعتبر “عمالة” ويمثل إلغاء للتاريخ العربي الإسلامي، “ذاتك وماضيك وأهلك وناسك وما يربطنا بالمغربي والعراقي مثلًا هو جزء من تركيبتنا”.
ويعتقد أنّ هذه الوقفة من الدولة ستعيد النظر بكثير الامور، كإعادة التجنيد الإجباري مثلًا هي إعادة إحياء للدولة الأردنية والخطر علينا، هذه ليست ترفا فكريا.
ويذكر أنّ جلالة الملك عبدالله الثاني سأله برفقة مجموعة من المسؤولين حين كان فيصل الفايز رئيسًا للوزراء حول رأيهم بعودة خدمة العلم، ليتداعى “مسامير الصحن” ويدّعون انها مكلفة ماليًا.
وأشار إلى أنّ طول غزة من “صويلح لمأدبا” وعرضها من “صويلح للعبدلي”، وما تزال صامدة منذ 70 يومًا، حيث أنّ “الخسارة مرة أو مرتين لا تعني خراب الدنيا”، منوهًا أنه يجب حماية الأبناء والاحفاد.
لو يقعد بايدن مع نتنياهو والسنوار ما بقدروا يحددوا كيف ومتى تخلص الحرب أو وين”، هناك حلول وسط ونتفاءل بها، لكن المربح سيكون كبير جدًا.
وحول الاستحقاقات الأردنية، كالانتخابات تساءل: “شو المبرر ما يكون في انتخابات” وأنّ تمتين الجبهة الداخلية يكون بانتخابات حرة ونزيهة وحرية رأي وفكر إذا لم نقم بذلك لن نتقدم، وعلى الدولة المضي نحو هذه المعايير بالإضافة إلى التسليح والتدريب والتجيند وهذان يتوازيان مع بعضهما.
وتحدث العبادي، عن الرؤية الإعلامية الاردنية، عندما كان التلفزيون الأردني يبث نشرة أخبار باللغة العبرية لتوصيل الرسائل لداخل الكيان الإسرائيلي، حيث يستذكر مواقفه مع الفنان السوري أيمن زيدان قائلا: ” زار مرة عمّان وسألني شو بتساوي دكتور، وكنت أيامها أتعلم عبري حتى أعرف إسرائيل وبماذا يفكرون، قلي بتعرف إحنا الي بكون عنده كتاب لغة عبرية بحبسوه بسوريا” مستدركًا “كيف بدك تعرف شو بتفكر إسرائيل واحنا بنعرفش لغتها”.
لقائه إيهود باراك في برشلونة وموقفه من “الخواجات”
وزاد في ذاكرته عن مؤتمر جمعه في مدينة برشلونة الإسبانية برفقة أحد وزراء الخارجية الأردنيين عندما كان أمينًا للعاصمة، فدعاه الوزير إلى السلام على وزير الخارجية الإسرائيلي إيهود باراك آنذاك، فرد عليه أنه “يهودي عرص” ليكتشف بعد شهور قليلة أنّ باراك وأثناء العمل على دعاية الانتخابية كان يتحدث باللغة العربية”.
وعرّج العبادي على استفتاء قامت فيه إحدى منظمات المجتمع المدني للشعب حول العلاقة بإسرائيل وتفاصيل الآراء الأردنية حول الحرب على غزة واصفًا إياه بـ”استفتاء جاسوسي”.
ونوه إلى أنّ الجبهة الخارجية لا ينبغي أن تقطع علاقاتها بأحد، ويجب أن تكون علاقاتها متوازنة وضد الأطراف التي تحاربنا، ومنذ ذلك توزيع العلاقات قليلًا، مثلًا الحديث عن إيران وعدم الدفع بسفير أردني إلى إيران، رغم وجود سفير إيراني في الأردن، متسائلًا لماذا لا نوسع العلاقات مع روسيا وسوريا لخلق التوازن.
الاردن بالطبع مستهدف، لأنه اخذ هذا الموقف، “الخواجات” متضايقين من موقف الأردن ويدفع ثمنه اليوم، كما وقف مع العراق سابقًا بقيادتها وشعبها، وصمدت بعنف وخرجت رابحة وناجحة لأنها وقفت إلى جانب الشعب، مبينًا انّ الأردن أثبت أنه دولة ليست ضعيفة.