بعد نحو 3 سنوات من تولي الحكم، توفي، صباح اليوم السبت، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت السادس عشر، الملقب بـ”أمير العفو والتواضع والإنجازات”، عن عمر ناهز 86 عاماً.
في 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، دخل الشيخ نواف المستشفى إثر وعكة صحية، لم يحدد الديوان الأميري طبيعتها، ولكنها أتت بعد رحلات علاج عديدة خارج البلاد خلال فترة حكمه القصيرة.
وجاء مرضه الأخير غداة قراره بالعفو عن سياسيين بالبلاد، ولاقى القرار ترحيباً وإشادة كبيرة من الشارع الكويتي.
ووفق معلومات رسمية، تولى الأمير الراحل مقاليد الحكم أميراً لدولة الكويت في 29 سبتمبر/أيلول 2020، ليكون الأمير السادس عشر للبلاد، والأمير الرابع الذي يؤدي اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة في تاريخ البلاد، وفقاً لما ينص عليه الدستور وأحكام قانون توارث الإمارة.
ومن أبرز مناصبه السياسية ولايته للعهد بتاريخ 20 فبراير/شباط 2006 لنحو 14 عاماً قبل تولي مقاليد الحكم، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية في 16 أكتوبر/تشرين الأول 2003، ونائب رئيس الحرس الوطني في 16 أكتوبر/تشرين الأول 1994، كما تولى حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في 2 أبريل/نيسان 1991.
وتولى الشيخ نواف الأحمد منصب وزير الدفاع في 26 يناير/كانون الثاني 1988، وحقيبة وزارة الداخلية في 19 مارس/آذار 1978، وكان قبلها محافظاً لمنطقة حولي في 12 فبراير/شباط 1962.
وتابع الشيخ نواف الأحمد، سلفه الأمير صباح الأحمد، في إكمال مسيرة الوساطة الكويتية التي بدأها، في لمّ شمل الخليج، وتُوِّجت تلك الوساطة بعد أشهر باتفاق مدينة العُلا السعودية في القمة الخليجية.
يُشار إلى أنه في 5 يونيو/ حزيران 2021، جرى توقيع اتفاق مصالحة في العُلا، أنهى خلافاً اندلع صيف 2017 بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جانب، وقطر من جانب آخر.
مولده ونشأته
وُلد أمير الكويت الراحل الشيخ نواف الأحمد، في 25 يونيو/حزيران 1937، ونشأ في قصر دسمان، بيت الحكم في الكويت، إبّان إمارة والده الشيخ أحمد الجابر الصباح (1921-1950)، وهو الابن السادس له من أبنائه الذكور.
ومن أبرز إنجازات الشيخ نواف الأحمد، قبل توليه ولاية العهد “تحويل منطقة حولي، التي كانت عبارة عن قرية إلى مركز حضاري وسكني يعج بالنشاط التجاري والاقتصادي، وأصبح العمران الحديث ينمو في أرجائها وبقية مناطق المحافظة”، وفق صحيفة الأنباء الكويتية.
وحين أُسندت إليه حقيبتا الداخلية والدفاع “عمل على تطوير وتحديث القطاعات الأمنية والشرطية كافة، وتوفير الإمكانات المادية ورسم استراتيجية لمنظومة أمنية متكاملة، وتحديث وتطوير المعسكرات ومدّها بكل الأسلحة والآليات الحديثة”، بخلاف دوره الاجتماعي والخيري مع توليه حقيبة العمل، وفق المصدر ذاته.
نظام الحكم
ونظام الحكم في الكويت أميري ديمقراطي، وهو أيضاً نظام وراثي دستوري، يستمد شرعيته من الدستور، ويتيح نقل السلطة داخل الأسرة الحاكمة من ذرية مبارك الصباح، ولقب الحاكم هو الأمير، ومن بعده يتولى ولي العهد مقاليد الحكم.
ويتولى الأمير سلطاته التنفيذية من خلال وزرائه، ولا تُنفَّذ الأحكام القضائية إلا بعد تصديق الأمير عليها، ويُعدُّ هو الوحيد الذي يمكنه العفو عن المحكومين.
ويرأس الكويت أمير البلاد، ويشرّع قوانينها مجلس الأمة المكون من 50 عضواً يُنتخبون كل 4 سنوات بالاقتراع الشعبي الحُر.
وتنقسم السلطات بالكويت إلى سلطة تشريعية وتنفيذية وقضائية، يرأسها أمير البلاد.