حصادنيوز-المحامي معاذ وليد ابودلو سأحاول اليوم قدر المستطاع الابتعاد عن الحديث في الجانبيْن السياسي والقانوني لأتحدث عن الجانب الإنساني والاجتماعي، رغم أن الأول لا يبتعد عن الجانب السياسي والقانوني خاصة في ظل الصراعات والحروب والنزاعات المسلحة، إذ يتوجب أن تظهر جلياً بشكل حاسم وواضح في حال كان العالم مؤمناً بها. وهنا يتبادر سؤال في خاطري وخاطر العديد من المتابعين، هو: هل أصبحت مشاعر الأفراد في كل العالم وفي ظل ما يشهده من تكنولوجيا وتقدم تقاس عبر ثوانٍ نتيجة ما يظهر على شاشات الأجهزة التي يحملونها؟. الجواب: لم يعد الإعلام اليوم بسبب التقدم وبروز وسائل التواصل الاجتماعي فقط هو من يوصل الفكرة والخبر والصورة التي من المحتمل أن تكون كاذبة أو غير صحيحة أو تحابي أي طرف على حساب الآخر، علماً أن الإعلام يجب أن يكون محايداً ولكن هذا الأمر للأسف غير وارد في ظل عالم مشتعل بصراعات توصف بصراعات المصالح، ونزاعات تغلب فيها مصالح دول على حساب أخرى، وحتى مصالح جماعات وأفراد خاصة على حساب الآخرين، فيما أصبح هناك رديف لهذه الجهات الإعلامية المسموعة والمرئية وحتى المقروءة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وبرامجها وقوة انتشارها وحتى تأثيرها وسرعتها بإيصال المعلومة التي تكون في بعض الأحيان هي الأدق، ولكن اليوم في ظل ما نشهده من ارتكاب جرائم في حق الأطفال والنساء والمدنيين العزل في فلسطين المحتلة وما ينشر من صور وفيديوهات توثق تلك الأفعال والجرائم، نعود لنتساءل: هل تحركت الإنسانية حقاً؟ لا لم تتحرك بالشكل الذي يجب أن تتحرك عليه، ولكننا شاهدنا تحركات في قضايا أخرى بالعالم الذي أصبحت ازدواجية المعايير فيه واضحة للأسف. لا شك بأن هذه المرة تغيرت الصورة نوعاً ما، وبدأ العالم من خلال الشعوب لا المناصب الرسمية في كافة القارات معرفة حقيقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والخروج من عباءة الصورة والدعاية الضبابية التي كانت إسرائيل تصورها وتسوقها للعالم على أنها مظلومة وتعاني في إقليم هي الأضعف به، ومما لا شك فيه بأن البعض من الذين يدافعون عن عدم التحرك الإنساني الصريح والواضح وخاصة من الشعوب يقولون إنها ليست قضيتهم السياسية والقانونية، وهذا صحيح، ولكنها قضية إنسانية وحضارية حال كنا فعلاً عالماً متحضراً يدافع عن الإنسانية لجميع أفراد البشر بغض النظر عن عرقهم ودينهم ولونهم السياسي. على الإنسان أياً كان انتماؤه وعرقه ووجوده التحرك لنصرة أخيه الإنسان تجاه ما يُرتكب بحقه من أفعال مجردة من الإنسانية وخاصة في فلسطين المحتلة حال كنا من العالم المتحضر المدافع عن حقوق البشرية والإنسانية ونحترم حقوق الإنسان. |