الصحة تعلن خروج المنظومة الصحية بغزة عن الخدمة وارتفاع عدد الشهداء إلى 6546

حصادنيوز-يواصل الاحتلال الإسرائيلي قصفه لقطاع غزة، وسط نزوح أكثر من نصف مليون إنسان، وارتفاع حصيلة الشهداء لـ6546، كما يعاني القطاع من أزمة نقص في الوقود والطاقة تهدد عمل المنظمات الإغاثية.

ارتفعت حصيلة شهداء الحرب الإسرائيلية على غزة الأربعاء، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري إلى 6546 شهيداً، منهم 2704 طفلاً و1584سيدة و364 مسناً، بالإضافة إلى إصابة 17439، جُلّهم من الأطفال والنساء، فيما لا يزال نحو 1500 من المواطنين تحت أنقاض المنازل التي تعرضت للقصف، منهم 630 طفلاً.

وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة، الأربعاء، إن “الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 44 مجزرة في الساعات الماضية”. وأردف: “من اللافت أن المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي تركزت في المنطقة الجنوبية من قطاع غزة”.

وتابع: “تلقينا 1600 بلاغ عن مفقودين منهم 900 طفل لا يزالون تحت الأنقاض”.

وأضاف القدرة: “المنظومة الصحية في غزة خرجت عن الخدمة وباتت في حالة انهيار تام”. ولفت إلى أن “استهداف المنظومة الصحية أدى الى تضرر 57 مؤسسة و استشهاد 73 من الطاقم الطبي وتدمير 25 سيارة إسعاف وخروجها عن الخدمة”.

وقال القدرة إن “الاحتلال الإسرائيلي استهدف المؤسسات الصحية مباشرةً، وعمد إلى تهديد كل المستشفيات بالقصف إذا لم تُخلَ، وأخرج 12 مستشفى و32 مركز رعاية أولية عن الخدمة جراء الاستهداف أو عدم إدخال الوقود”.

كثفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء وفجر الأربعاء، قصفها على قطاع غزة مستهدفة مناطق مختلفة في القطاع.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بـ”استشهاد عدد من المواطنين وإصابة آخرين في قصف استهدف منزلاً في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة”.

وأضافت الوكالة: “أغارت طائرات الاحتلال على محيط مسجد الفرج بمخيم النصيرات وسط القطاع، وكذلك على بني سهيلا شرق خان يونس، وحي الزيتون، ومنزل قرب برج الإيطالي بغزة، وعلى عمارة الهليس قرب مستشفى القدس جنوب مدينة غزة”.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، مساء الثلاثاء، إنّ “الاحتلال قصف قطاع غزة بأكثر من 12 ألف طن من المتفجرات” منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وأضاف المكتب في بيان له أن مفعول هذه المتفجرات “يساوي قوة القنبلة (الذرية) التي أُلقيت على مدينة هيروشيما اليابانية”.

وتابع: “33 طناً من المتفجرات أُلقيت على كل كيلومتر مربع في قطاع غزة منذ بداية العدوان”.

وتبلغ مساحة غزة نحو 365 كيلومتراً مربعاً، ويعيش في القطاع نحو 2.3 مليون فلسطيني.

600 ألف نازح

وفي السياق نفسه قالت منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في تقرير نشرته الثلاثاء، إنّ 600 ألف شخص نزحوا في قطاع غزة المحاصر بسبب الهجمات الإسرائيلية.

وذكر التقرير أن 54 شاحنة مساعدات وصلت إلى غزة منذ 21 أكتوبر/تشرين الأول تحمل مواد غذائية ومياه وأدوية.

وأضافت أن إيواء النازحين الفلسطينيين جرى عبر 150 ملجأ تابعاً للأونروا، مشيرة إلى أن 10 آلاف شخص نزحوا خلال الساعات الـ24 الأخيرة.

وقالت المنظمة أن “الملاجئ تستوعب أربعة أضعاف طاقتها وعديداً من الأشخاص ينامون في الشوارع”.

وأضافت أن “ما لا يقل عن 40 منشأة تابعة لنا تأثرت جراء الصراع في غزة”.

أزمة الوقود

في سياق متصل حذرت الأونروا الثلاثاء بأنها ستضطر إلى التوقف عن العمل في جميع أنحاء قطاع غزة الأربعاء إذا لم تتزود بالوقود.

وقالت جولييت توما مديرة الاتصالات في الأونروا: “الوقت ينفد، نحن بحاجة ماسّة إلى الوقود”.

وذكرت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء أن “6 مستشفيات في جميع أنحاء غزة أُغلقت بالفعل بسبب نقص الوقود”.

وأضافت المنظمة أنها “تمكنت من إيصال إمدادات محدودة بدعم من الأونروا إلى أربعة مستشفيات يوم الاثنين (…)، مع ذلك فإن هذا يكفي فقط لإبقاء سيارات الإسعاف ووظائف المستشفى الحيوية تعمل لمدة تزيد قليلاً على 24 ساعة”.

ويرفض الاحتلال الإسرائيلي إدخال الوقود إلى قطاع غزة، متذرعاً بأن حركة حماس تستخدمه في عملياتها العسكرية.

وقال مارك ريغيف مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لشبكة CNN: “ليس لدينا أي مصلحة في الوقت الحاضر في أن تتلقى الآلة العسكرية لحماس مزيداً من الوقود، ولم نسمح بالوقود”.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء إن غزة تشهد الآن “معاناة هائلة”، داعياً إسرائيل في نفس الوقت إلى حماية المدنيين.

وقال أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك إن “القصف المتواصل لغزة من جانب القوات الإسرائيلية، ومستوى الخسائر في صفوف المدنيين، والتدمير الشامل للأحياء ما زال يتصاعد، وهو أمر مثير لقلق بالغ”.

وعبّر الأمين العام عن “القلق البالغ بشأن الانتهاكات الواضحة للقانون الدولي الإنساني في غزة”، وأكد أن “أي طرف في الصراع المسلح ليس فوق هذا القانون”، من دون الإشارة صراحة إلى إسرائيل.

ولليوم التاسع عشر تواصل إسرائيل شنّ غارات مكثفة على غزة، مخلّفة آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين، وتقطع عنها إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية، ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.

وردّاً على “اعتداءات إسرائيلية يومية بحقّ الشعب الفلسطيني ومقدساته”، أطلقت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، اقتحمت في بدايتها مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية في غلاف قطاع غزة.

TRT عربي – وكالات