حصادنيوز-تصطدم محاولات وسائل الإعلام الدولية التكهن بمآلات الغزو الإسرائيلي المرتقب لقطاع غزة بالكثير من العقبات أولها فشل خطة إسرائيل في “تفريغ” المنطقة من سكانها بـ”نكبة” ثانية.
وكالة أنباء رويترز رسمت صورة مرعبة لعملية الغزو التي تسميها وسائل الإعلام الغربية “الحرب البرية ” في غزة، معلنة أن الجيش الإسرائيلي يستعد لتنفيذ المرحلة التالية من عملية لا نظير لقسوتها، وهي لن تكون مشابهة لأي عملية نفذت من قبل في القطاع.
الوكالة قالت إنها استقت معلوماتها من ثمانية مصادر، وإن الهجوم الإسرائيلي المرتقب لن يكون مشابها للعمليات الإسرائيلية السابقة التي كان المسؤولون الإسرائيليون يصفونها بـ”جز العشب”، مشيرة إلى أن القادة الإسرائيليين تعهدوا هذه المرة بتدمير حماس، مرة واحدة وإلى الأبد!
تعمل إسرائيل تمهيدا للمرحلة الثانية من الانتقام لهجوم 7 أكتوبر، في اتجاه الضغط بقوة وقسوة لدفع المدنيين الفلسطينيين إلى الحدود مع مصر وحشرهم هناك، وبالتالي التفرد بمقاتلي حماس في شمال القطاع.
التوقعات تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي سيعمل بعد ذلك على القضاء على القوة البشرية لحماس والتي تقدر بـ40 ألف مقاتل، وتدمير شبكة الانفاق تحت الأرض التي يزعم أنها بمثابة مدينة تحت الأرض. وهذا الأمر ليس بالسهل كما يؤكد الكثير من الخبراء.
الجيش الإسرائيلي روج لمعلومات تقول إنه قام بعدة عمليات داخل القطاع لجمع المعلومات الاستخباراتية والتمهيد للغزو.
بالمقابل، بمرور الوقت فقد الجيش الإسرائيلي عنصر المباغتة، واستعدت كتائب القسام للتصدي للهجوم الإسرائيلي البري، وقامت بحسب وسائل إعلام دولية، بزرع ألغام مضادة للدبابات ونصب فخاخ للجنود الإسرائيليين على أرض غزة.
وسائل الإعلام الغربية تقول إن الولايات المتحدة ترجح سيناريو يقوم فيه الجيش الإسرائيلي بتحييد أو اعتقال أكبر عدد ممكن من المقاتلين الفلسطينيين، وتفجير شبكة الأنفاق تحت الأرض وورش الإنتاج الحربي المحلية، “وحين يبدأ عدد القتلى في الجيش الإسرائيلي في الارتفاع، ستعلن السلطات الإسرائيلية أنها انتصرت وتسحب قواتها من قطاع غزة”.
نفس وسائل الإعلام تشير إلى أن ما يقلق الولايات المتحدة بشدة أن إسرائيل لم تعد خططا للتعامل مع القطاع الذي يسكنه 2.3 مليون فلسطيني، بعد الحرب، حتى أن وزيري الخارجية والدفاع الأمريكيين، أنتوني بلينكن ولويد أوستن، حثا خلال زيارتهما لإسرائيل الحكومة هناك “على التفكير في استراتيجية للخروج من الصراع”.
تتم الإشارة أيضا في وسائل الإعلام الغربية إلى وجود احتمال أن يتسع القتال في المنطقة ويتوزع على جبهتين أو ثلاثة، وقد يتحول على حرب إقليمية مدمرة، وربما يكون إرسال الولايات المتحدة مجموعة بحرية تتقدمها حاملة طائرات إلى شرق المتوسط تحسبا لمثل هذا الاحتمال.
فشلت إسرائيل في التمهيد لفرض “نكبة ” على الفلسطينيين شبيهة بتلك التي حدثت في عام 1948، بإجبار الفلسطينيين على الخروج من أراضيهم من دون رجعة، وربما ذلك ما دفع الصحفي الأمريكي الإسرائيلي غيرشون باسكن الذي كان شارك في مفاوضات تبادل الأسرى مع شاليط إلى اقتراح بديل عن الغزو البري، يتمثل في أن تقوم حماس بإطلاق سراح الأسرى “الرهائن” وتسلم إدارة قطاع غزة إلى الأمم المتحدة مقابل الحصول على ممر آمن إلى بلد عربي. الناشط الإسرائيلي الشهير أقر بنفسه بأن فكرته لا يمكن تنفيذها.
تجمع وسائل الإعلام الدولية أن المرحلة الثانية من الانتقام الإسرائيلي على وشك الانطلاق، إلا أن القتال البري ونتائجه، يصعب التنبؤ بهما في ضوء التطورات والمستجدات. الشيء الوحيد الذي يؤكده الجميع أن الوضع هذه المرة خطير جدا على الجميع.
المصدر: RT