حصادنيوز-لما كنا ندفع عند الزواج رسوم تسجيل العقد وإكرامية ” العقاد” وندفع اذا جاءنا المولود عادي أو قيصرية وحلوان الممرضات والجيران والأحباب والأقارب والعقيقة وبالطبع شهادة الميلاد تزينها الطوابع الجميلة ، وبعد فترة تبدأ رحلة الدفع للمدرسة وسأفترضها مدرسة حكومية لأن صاحبنا غلبان مع أن ثلث الطلبة في مدارس خاصة لكن صاحبنا معرس ومفلس ومخلف ويستمر الدفع ١٢ سنة مع كتب مدرسية وزي يتم بيعه والتجارة به ، هذا اذا كان واحدا فما بالك بصاحبها الغلبان الذي أنجب درزن؟!!! ويراجع الأحوال المدنية ليستخرج دفتر العائلة فيدفع والهوية الشخصية ويدفع ، ولما مل من الروتين أراد كسره برحلة فسحة وإذ به يجد السفر إلى شرم أو طرابزون ارخص من العقبة فما كان منه إلا أن هرول ثانية إلى الأحوال المدنية للحصول على جوازات السفر لأفراد الأسرة الكبيرة حيث فرص القانون بعد تعديله أن يحصل الكبير والصغير والمقمط في السرير على جواز مستقل وإذ به يدفع تحويشة العمر !!! ولم ينس أن يدفع ضريبة المغادرة جزاء نكرانه للوطن . ولما عاد من سفره الذي ظنه خيرا” وإذ به عبء وهم وقد أفرغ ما في جيبه تماما!! ومن شدة الزعل مرض فذهب للمستشفى الحكومي وإذ به يدفع ، ولما كتب الطبيب الوصفة وإذ بالدواء الأساسي غير موجود فذهب يتوسل من يقرضه لشراء العلاج لكنه لم يجد فازداد ألما” وأصابته جلطة ولم تكن نهاية الدفع لأنه مطالب بثمن القبر وثمن شهادة الوفاة وتكاليف العزاء حيث يحضر” المحبون الحزينون جدا” ” وقت الغداء كي ينسفوا ما على الطاولات ” فنحن أمة الحزام الناسف” . عاش صاحبنا مقهورا” وغادر مجلوطا” مع انه لم يشتر سيارة ليدفع الجمارك ولم يشتر بيتا” ليدفع المسقفات ولم يفتح محلا” تجاريا” لانه لا يملك رسوم رخص المهن والعلامات التجارية لكنه كان دافعا” مستمرا” لضريبة المبيعات واثمان المياه والكهرباء والإنترنت . غادر المرحوم مع انه كان يتمنى أن يجد مقابل ما يدفع في طريق معبد ومدرسة مناسبة ودواء يقاوم به المرض ، وحديقة جميلة يستغني بها عن السفر إلى الخارج . كان يظن أن عصر الطوابع قد ولى . وان القسم على خدمة الأمة من عشرات المسؤولين لم ير لها ثمرة تذكر . غادر وفي نفسه غصة مع انه طيب القلب ومحب لبلده واذا جد الجد فإنه على استعداد ليقدم دمه وروحه ولكن عشقه في حب عذري بخلاف محبي المصالح لأنه كان ينظر للوطن أنه أم وليس بقرة حلوبا” . عند الله تجتمع الخصوم . |