عامر المجالي في ظلال الفوسفات… عقلية علمية هندسية اعتمدت الرقم والتحليل والتخطيط والخيال العلمي

حصاد نيوز – في الدول الريعية كالاردن،يتخذ بعض النافذين الوظيفة مشيخة،لبسط نفوذهم ونفخ زعامتهم.فالوظيفة الرسمية في عُرف هؤلاء بقرة حلوب،يعتاشون على حليبها ولبنها وسمنها، و لا يتورعون احياناً عن ذبحها لشي لحمها،وهذا ما حدث فعلاً في العديد من المؤسسات والشركات والوظائف العليا.تصرفات غير مسؤولة افقرت البلد،وشوهت اسمه،وعندما انكشف امرهم “وطلعت رائحتهم” غادروا البلاد لينعموا بالمال، ويبذروه هنا وهناك في حين ان ابناء الشعب الاردني يتضورن جوعاً،ويقفون في طوابير المواصلات الطويلة،ويرشح واحدهم خجلاً وعرقاً بانتظار الحصول على دعم المحروقات.الاسوأ اننا عدنا لعهد “عندك بيضة..بيضتين” لان شراء طبق من البيض اصبح ترفاً لا تستطيعه الغالبية الغالبة من الشعب المطحون.

المهندس عامر المجالي كسر هذا المفهوم المغلوط،وصحح المعادلة المقلوبة،لانه بعقليته العلمية الهندسية التي تعتمد الرقم والتحليل والتخطيط والخيال العلمي،يعرف انه لا يصح الا الصحيح.فالوظيفة مهما صغرت ام كبرت وخاصة العليا ،هي خدمة عامة في سبيل المجموع،من اهم شروطها الخبرة والكفاءة،و الكريزما القيادية وفن الادارة،والرؤيا الاستشرافية القصيرة المدى والمتوسطة والبعيدة،و الابداع المتعلق بالتطوير خاصة اننا نعيش في عصر التكنولوجيا المتجددة .والحق يقال انه الرجل يجمع كل هذه المؤهلات ويتصف بهذه الصفات التي تؤهله للصف الاول بشهادة الجميع فيما الواقع العملي اكد ذلك.

المجالي عامر لم يجلس في مكتبه المكيف،لمطالعة الصحف،واستقبال الاصدقاء لشرب القهوة والخوض في احاديث لا طائل تحتها و لا فائدة منها،ولم يكتف باصدار الاوامر والنواهي من برجه العاجي،بل نزل الى الميدان،وجال في المناجم ودخل الانفاق،والتقى العمال ليعرف اوجاعهم،والمدراء ليستطلع اوضاعهم،ويتعرف على دقائق الامور وتفاصيل التفاصيل، ويذلل عقبات العمل،لزيادة الانتاج ورفع جودة المنتج،فكانت النتيجة ان بنى شبكة من الاجراءات الاحترازية والتوسعية بلغت مليار و300 مليون دولار منها 150 مليون دولار عام 2013 لضمان استقرار الشركة،بحيث لا تشكل ذبذبات السوق أي اهتزازات عليها.

لم يقف المهندس عامر عند حدود التوسعة بل انه خطط لمجموعة من المشاريع المشتركة عربياً ودولياً تقدر باكثر من مليار ونصف الدينار لرفع معدل انتاج الفوسفات 50% تدريجيا الى عام 2018 ،الثلث منها سيستكمل قبل نهاية هذا العام. الامر الذي سينعكس ايجاباً على الاقتصاد الوطني بعامة والعاملين في الشركة بخاصة والمجتمعات المحلية ستكون شريكاً في الفائدة.

بسبب هذه التوسعة لرفع الانتاج وزيادة التصدير وارتفاع الايرادات ستوفر شركة مناجم الفوسفات (5) الاف فرصة عمل جديدة اضافة الى الـ (9) وظيفة الحالية،وبما ان الموظفين هم اداة الانتاج،وهم الهدف والغاية،فقد اعلن المهندس عامر المجالي ان حقوق الموظفين من الثوابت المقدسة،حيث اوفت الشركة بما تعهدت به عام 2013 من حوافز بواقع (4) ملايين دينار . كما كرّمت موظفيها العاملين بمبلغ (500) دينار لكل فرد مع تعهدها بمضاعفة الزيادة السنوية للموظفين،اضافة الى (4) ملايين دينار اخرى لتنمية المجتمع المحلي من خلال تدريب الطاقات المحلية بالتعاون مع مؤسسة التدريب المهني.

الادارة الحالية برئاسة المهندس عامر المجالي وسعت ايضا رقعت التسويق باعتماد خطط لزيادة الانتاج من الفوسفات الخام و الاسمدة،ولهذه الغاية اقامت جسورا مع شركات عالمية كالشركة الهندية الاردنية،كما سيتم افتتاح مشروع الاسمدة الاردنية “جيفكو” الذي يعد اكبر مشروع استثمار صناعي في الاردن،ومن ضمن اضخم المصانع من نوعها في العالم.ومما يسجل للادارة الجديدة نجاحها توقيع اتفاقية توريد الفوسفات الى اثيوبيا من سماد الداب بقيمة (100) مليون دينار كما عادت للسوق الاسترالية بقوة بعد غياب دام عشر سنوات.

المهندس عامر المجالي اجتاز بشركة مناجم الفوسفات الاردنية من عنق الزجاجة التي كانت محشورة فيه ـ ايام زمان ـ الى بر الامان و قام بتطوير ورفع كميات الانتاج وبالضرورة ارتفعت موجودات شركة مناجم الفوسفات الاردنية من (100) مليون دينار عام 2013 الى مليار و45 مليون دينار،ودخلت العالمية كشركة رائدة في زمن قياسي حتى بلغ انتاجها مؤخرا ما يزيد على (7) ملايين طن من الفوسفات سنوياً .هذا الواقع جعل الاردن سادس دولة من حيث الانتاج،وثاني دولة في العالم من حيث التصدير.

هذه النقلة النوعية المباركة،لم تأت من فراغ لشركة توقع لها الكثيرون السقوط، بعد ما حل بها من خراب وتخريب، نتيجة سوء ادارة وعدم مسؤولية وتخبط، بل جاءت بجهود الادارة الموصولة،والتفاني في العمل،و الامانة بالاداء،وتحفيز العمال بالمكآفآت واعطائهم حقوقهم كاملة غير منقوصة،حتى اصبحت اليوم من اهم روافد الاقتصاد الوطني وحاضنة كبيرة للايادي العاملة،ولها بصمات عميقة في المجتمع المحلي….مهندس عامر ايها الوطني النقي…شكراً لك فهذا كله سيحفر لك بحروف من نور في سجلك الذهبي العطر.