زعماء بريكس يجتمعون في جنوب أفريقيا لبحث توسع المجموعة

 

حصادنيوز-اجتمع زعماء دول بريكس في جوهانسبرغ، اليوم الثلاثاء، لحضور قمة يبحثون فيها توسع المجموعة مع سعي بعض الأعضاء لتحويلها إلى قوة موازية للغرب.

أضافت التوترات العالمية المتصاعدة التي أثارتها الحرب في أوكرانيا وتصاعد التنافس بين الصين والولايات المتحدة إلحاحا على حملة لتعزيز قوة المجموعة التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا والتي عانت أحيانا انقسامات داخلية وافتقارا لرؤية متماسكة.

واستضافت جنوب أفريقيا الرئيس الصيني شي جين بينغ، المؤيد الرئيسي لتوسع بريكس، في زيارة رسمية صباح اليوم الثلاثاء قبل اجتماعات مع قادة المجموعة الآخرين.

وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوسا الذي كان جالسا إلى جانب شي، إن البلدين لديهما “وجهات نظر مماثلة” فيما يتعلق بالتوسع.

وأضاف رامابوسا “نشاركك وجهة نظرك أيها الرئيس شي بأن بريكس منتدى شديد الأهمية ويلعب دورا مهما في إصلاح الحوكمة العالمية وفي الترويج للتعددية والتعاون في جميع أنحاء العالم”.

وقال شي بعد وقت قصير من وصوله إلى جنوب أفريقيا “أنا واثق من أن القمة المقبلة ستكون مرحلة مهمة في تطوير آلية بريكس”.

وبالإضافة إلى مسألة التوسع، يناقش جدول أعمال القمة أيضا تعزيز استخدام العملات المحلية للدول الأعضاء. لكن المنظمين في جنوب أفريقيا يقولون إنه لن يجري مناقشة مسألة عملة لبريكس، وهي فكرة طرحتها البرازيل في وقت سابق من هذا العام كبديل للاعتماد على الدولار.

ويحضر الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي القمة التي تمتد بين يومي 22 و24 أغسطس/ آب.

ولن يحضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المطلوب بموجب مذكرة توقيف دولية لاتهامه بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، بشخصه في جنوب أفريقيا لكنه سيشارك فيها عبر الإنترنت.

وقال بوتين في تصريحات مسجلة أمام القمة إن المجموعة تسير في طريقها لتلبية تطلعات معظم سكان العالم.

وأضاف “نحن نتعاون على أساس مبادئ المساواة ودعم الشراكة واحترام مصالح بعضنا البعض، وهذا هو جوهر المسار الاستراتيجي لمجموعتنا و(هو مسار) موجه نحو المستقبل، وهو المسار الذي يلبي تطلعات القسم الأكبر من المجتمع العالمي.. ما يسمى الأغلبية العالمية”.

وأعلن بوتين أن التخلص من الدولار في التسويات بين دول بريكس عملية لا رجعة فيها.

بوتين: التخلص من الدولار في التسويات بين دول بريكس عملية لا رجعة فيها

وأكد أن المجموعة تعمل على تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء لتسريع النمو الاقتصادي.

وأعرب بوتين عن استعداد روسيا للعودة إلى صفقة الحبوب في حال الوفاء الحقيقي بالتزامات تجاه الجانب الروسي.

وأوضح أن هناك تحديات أمام بريكس من تقلبات أسعار الطاقة والتصرفات غير المسؤولة من عدة دول. وأشار إلى أن الاستثمار في دول بريكس زاد بمعدل 6 أضعاف.

وأكد الرئيس الروسي أن بلاده ستعمل على إعادة توجيه تدفقات النقل والخدمات اللوجستية إلى شركاء موثوقين بما في ذلك من دول المجموعة.

وأشار بوتين إلى أن روسيا قادرة على تعويض صادرات الحبوب الأوكرانية في ظل الإنتاج الجيد هذا العام، وأنها مستعدة لتوزيع الأسمدة الروسية المحتجزة في الموانئ الغربية مجانا.

نقطة خلاف

تظل بريكس تضم مجموعة متباينة من الدول تمتد من الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم الذي يعاني حاليا من التباطؤ، إلى جنوب أفريقيا، مضيف هذا العام الضعيف اقتصاديا الذي يواجه أزمة طاقة أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي.

والهند تعزز تقاربها مع الغرب، وكذا تفعل البرازيل في عهد زعيمها الجديد، بينما تعاني روسيا من عقوبات غربية بسبب حربها في أوكرانيا.

وتقع اشتباكات بين الهند والصين على طول حدودهما المتنازع عليها بين الحين والآخر، مما يزيد من صعوبة صنع القرار في مجموعة تعتمد على توافق الآراء.

وكان التوسع هدفا للصين منذ فترة طويلة إذ تأمل أن تضفي العضوية الأوسع نفوذا لمجموعة تضم بالفعل نحو 40 بالمئة من سكان العالم وربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

ويشارك القادة في اجتماع مغلق وعشاء مساء اليوم الثلاثاء من المرجح أن يناقشوا فيه إطار عمل ومعايير القبول لدول جديدة.

وأصبح التوسع نقطة خلاف. فهناك روسيا التي تحرص على ضم أعضاء جدد لمواجهة عزلتها الدبلوماسية بسبب غزوها لأوكرانيا.

وهناك الهند التي قال وزير خارجيتها فيناي كواترا، أمس الإثنين، إن بلاده التي تشعر بالقلق من الهيمنة الصينية وحذرت من التسرع في التوسع، لديها “نوايا إيجابية وعقل منفتح”. بينما تخشى البرازيل أن يؤدي توسع بريكس إلى إضعاف نفوذ المجموعة. لكن التوسع المحتمل لمجموعة بريكس ما زال معلقا، واعتزام المجموعة أن تصبح نصيرا “للجنوب العالمي” النامي وتقديم بديل لنظام عالمي تهيمن عليه الدول الغربية الثرية يجد صدى بالفعل.

وقال مسؤولون في جنوب أفريقيا إن أكثر من 40 دولة عبرت عن اهتمامها بالانضمام إلى بريكس. ومن بين هذه الدول طلب ما يزيد عن 20 دولة منها رسميا الانضمام ومن المتوقع أن ترسل دول أخرى وفودا إلى جوهانسبرغ.

(وكالات)