غادرت أول سفينة شحن أوكرانية ميناء أوديسا الواقع على البحر الأسود عبر ممرّ ملاحي جديد، وذلك رغم تحذير روسيا في وقت سابق من أنّها قد تستهدف السفن التي تستخدم الموانئ الأوكرانية.
وأوقفت روسيا الشهر الماضي العمل باتفاق الحبوب الذي توصّلوا إليه بوساطة من الأمم المتحدة وتركيا وضمَن ممراً آمناً لشحنات الحبوب من ثلاثة موانئ أوكرانية.
وقال الوزير الأوكراني المكلف شؤون البنى التحتية أولكسندر كوبراكوف إنّ “حاملة الحاويات جوزيف شولت غادرت ميناء أوديسا وتبحر عبر الممر المؤقت الذي أنشئ للسفن المدنية”.
بدروه قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن “أوكرانيا خطت للتوّ خطوة مهمّة على صعيد استعادة حرية الملاحة في البحر الأسود”، مرحّباً بإبحار سفينة الشحن من ميناء أوديسا.
وكانت السفينة تبحر باتّجاه تركيا عند الساعة 18:20 ت.غ، وفقاً لموقع متخصص بتتبّع السفن.
روسيا تستهدف ميناءً بأوديسا
وفي أحدث هجوم يستهدف الموانئ الأوكرانية مذ أوقفت موسكو العمل باتفاق الحبوب، أعلنت كييف الأربعاء، أنّ مُسيّرات روسية ألحقت أضراراً بميناء على نهر الدانوب في منطقة أوديسا بجنوبي البلاد.
ومنذ خروج روسيا من الاتفاق، صعّدت موسكو هجماتها على البنى التحتية لميناء البحر الأسود الأوكراني والمرافق التي تستخدمها كييف لتصدير الحبوب عبر نهر الدانوب.
وأثار الهجوم موجة غضب في رومانيا المجاورة التي أصبحت الآن مركزاً رئيسياً لصادرات الحبوب الأوكرانية إلى الخارج منذ انهيار الاتفاق.
وقالت وزيرة الخارجية الرومانية لومينيتا أودوبيسكو “أدين بشدة الهجمات (الروسية) المستمرة على أشخاص أبرياء ومنشآت مدنية، بما في ذلك صوامع الحبوب في ميناءي ريني وإزمايل”.
بدوره أدان الرئيس الأوكراني استهداف روسيا “بنى تحتية تضمن ليس فقط أمننا الغذائي بل الأمن الغذائي العالمي”، مشدّداً على أنّ “أيّ هجوم روسي على هذه المنشآت هو ضربة لأسعار الغذاء في العالم وضربة للاستقرار الاجتماعي والسياسي في إفريقيا وآسيا”.
وغادرت سفينة الشحن ميناء أوديسا بعد ساعات من إعلان الجيش الأوكراني استعادة السيطرة على أوروجاين، وهي قرية صغيرة في منطقة دونيتسك التي يقول الكرملين إنّها باتت جزءاً من روسيا.
“تتخلى عن أراضٍ لإنهاء الحرب”
وفي سياق التصعيد المتبادل على الأرض بين موسكو وكييف، اقترح مسؤول كبير في حلف شمال الأطلسي “ناتو”، أن تتخلّى أوكرانيا عن جزء من أراضيها لروسيا مقابل حصولها على عضوية الحلف وإنهاء الحرب، وهو ما أثار غضب كييف.
وذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، الأربعاء، أن ستيان يينسين رئيس مكتب الأمين العام للناتو، قال خلال مشاركته في فاعلية بالنرويج الثلاثاء، إن أعضاء الحلف يناقشون حالياً كيفية إنهاء الحرب في أوكرانيا المستمرة منذ 18 شهراً.
و أضاف: “أعتقد أن الحل يمكن أن يكون بتخلي أوكرانيا عن (بعض) أراضيها وحصولها بالمقابل على عضوية الناتو”.
وأوضح أن “أي اتفاق سلام يجب أن يكون مقبولاً لأوكرانيا”، مؤكداً أنه “ببساطة أطرح فكرة فقط”، وأن “الأمر متروك لأوكرانيا لتقرر وقت وشروط التفاوض التي تريدها” لإنهاء الحرب.
من جانبه، قال ميخايلو بودولاك، كبير مستشاري الرئيس الأوكراني، إن “مبادلة الأراضي بمظلة الناتو تُعدّ أمراً مثيراً للسخرية”، وفق الصحيفة.
وأضاف: “هذا يعني اختيار هزيمة الديمقراطية عمداً، وتشجيع مجرم عالمي (في إشارة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين)، والحفاظ على النظام في موسكو، وتدمير القانون الدولي ونقل الحرب إلى أجيال أخرى”.
وبعدما أثار التصريح غضب كييف، اعتذر يينسين عن اقتراحه وقال إنه ما كان ينبغي له أن يتحدث بشكل مبسط كما فعل، وأشار إلى أنه “لا يستبعد الفكرة تماماً”.
وفي 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا وتشترط لإنهائها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة “تدخلاً” في سيادتها.