قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، إن حكومته تهدف إلى تعزيز الصناعات الدفاعية وزيادة الصادرات ذات التكنولوجيا المتطورة في هذا المجال.
جاء ذلك في كلمة خلال مشاركته في الحفل الختامي للمعرض الدولي للصناعات الدفاعية بنسخته الـ16 (IDEF’23) في إسطنبول.
ولفت الرئيس أردوغان إلى أن المسافة التي قطعتها تركيا في مجال الصناعات الدفاعية خير شاهد على إنجازاتها.
وتابع: “سنخرج أمام العالم بمنتجات جديدة ذات تكنولوجيا متقدمة توجه قطاع الصناعات الدفاعية وتفتح آفاقاً جديدة في مجالها”.
وأشار إلى أنه سيجري تسريع مشاريع الصناعات الدفاعية التي وصلت إلى مراحل معينة.
كما قال الرئيس أردوغان إن المقاتلة المحلية (قآن KAAN) التي خرجت من حظيرتها قبل 3 أشهر، ستحلِّق في الأجواء نهاية العام.
وأردف: “سنواصل مشاركة مهاراتنا وقدراتنا في مجال الصناعات الدفاعية مع الدول الشقيقة والصديقة”.
وزاد: “هدفنا للفترة المقبلة يتمثل في تعزيز صناعاتنا الدفاعية وزيادة صادراتنا في هذا المجال”.
وأشار إلى أنه إلى جانب 81 دولة، كانت هناك مشاركة من الناتو والاتحاد الإفريقي ومجلس الأعمال الأمريكي في معرض “IDEF”.
ولفت إلى مشاركة 1461 شركة، 689 منها محلية، و762 أجنبية، في المعرض الذي استقبل أكثر من 100 ألف زائر، 15 بالمئة منهم أجانب.
وأفاد الرئيس أردوغان بأن المعرض كان مثمراً للغاية من حيث إقامة علاقات عمل.
وأشار إلى عقد 5 آلاف اجتماع عمل بين الشركات المشاركة والوفود الأجنبية وماركات التوريد التركية.
كما لفت إلى أن المعرض شهد مراسم توقيع بروتوكولات تعاون ترويجي وعقود بلغ عددها 120، على مد 4 أيام.
ودعا الرئيس التركي جميع الشركات التركية للتفاني والتصميم في أعمالها، مؤكداً أهمية التركيز على الأهداف لجعل النسخة المقبلة من معرض “IDEF” نقطة انطلاق جديدة للصناعات الدفاعية التركية.
ولفت إلى أن تركيا واجهت خلال 21 عاماً الكثير من العوائق والعقوبات والتضييق وازدواجية المعايير من دول أخرى، إلا أنها لم تتراجع أبداً واستمرت في طريقها، لتنجح بنهاية المطاف في تحقيق نجاحات وإنجازات كان من الصعب تصورها قبل ذلك.
وأوضح أنه عندما تولى سدة الحكم في تركيا كانت بلاده تعتمد على الخارج في تلبية احتياجاتها العسكرية بنسبة 80 بالمئة، ما كان يجعلها تواجه صعوبات كبيرة في عملياتها ضد الإرهاب في تلك الفترات.
وأضاف أن بلاده قللت من اعتمادها على الخارج اليوم إلى 20 بالمئة، مشيراً أنها انتقلت إلى مستويات أعلى في صناعة المسيَّرات من خلال “أقنجي”، و”أق سونغور”، وأنها تعد واحدة من 10 دول فقط في العالم تُصنّع سفنها الحربية.
وأفاد بأن عدد شركات الصناعات الدفاعية التركية عام 2002 كان 57 فقط، في حين بلغ اليوم 2500، لافتاً إلى ازدياد صادرات البلاد خلال هذه الفترة من 248 مليون دولار، إلى 4.5 مليار دولار العام الماضي.
وبيّن أن صادرات بلاده خلال النصف الأول من 2023 بلغت 2.4 مليار دولار، وأنها تهدف لبلوغ 6 مليارات دولار بنهاية العام، رغم عوامل عدة مثل الأزمة الاقتصادية العالمية، وزلزال 6 فبراير/شباط الماضي الذي ضرب 11 ولاية تركية، وإجراء انتخابين حرجين في 14 و28 مايو/أيار الفائت.
وأكد أن نجاح تركيا في الدفاع وغيره من المجالات الاستراتيجية يشكل مصدر إلهام لدول أخرى حول العالم، مضيفاً أن هذا الأمر “يترافق مع كسر هيمنة القوى التي تمتلك تكنولوجيا الأسلحة، وهو ما يجعلها تشعر ببعض التذمر من تقدم تركيا في هذا المجال”.
وتابع الرئيس أردوغان أن هذا هو سبب تشويه أحزاب المعارضة التي تتحرك بتوجيهات من هذه القوى، للصناعات الدفاعية التركية.
ولفت إلى أن بلاده طوَّرت “نموذج تركيا” فيما يخص علاقات التعاون في الصناعات الدفاعية، “حيث لا تهدف لبيع منتجاتها للدول الأخرى فحسب، بل تأسيس شراكات على المديين المتوسط والبعيد”.
وأضاف أنه لا يرى من الصواب بناء تجارة تتمثل في قيام طرف بالإنتاج وطرف آخر بالشراء دوماً، لافتاً إلى أنهم يرغبون في تعزيز علاقات التعاون وفق أسس المصلحة المشتركة بناءً على مبدأ “رابح ـ رابح”.
وشدد أردوغان على أنه من غير الصواب أيضاً استخدام مسألة حساسة مثل الأمن عاملَ تهديد وضغط بين الدول، مؤكداً أن تركيا ستواصل مشاركة مهاراتها وقدراتها في مجال الصناعات الدفاعية مع البلدان الشقيقة والصديقة.