حصاد نيوز – كتب النائب علي السنيد – كل ‘قرش’ اخذ من مال الأردنيين ظلما، وفسادا سيكون نارا في بطن سارقه مدى الايام، وكل وظيفة عليا سرقتها واسطة لاجل راتبها السمين سيظل راتبها وملحقاته من المياومات، والسفرات حراما، وكل من تفلت من دفع الضرائب، ودفع الرشاوي واستولى على العطاءات لن يهنأ أبدا، وأرباب الفساد في الخط الرسمي لن تختفي أثارهم، وقد خلفوا معاناة شعبية طالت الأجيال، وسيحاسبكم هذا الشعب يوما على مؤسساته ، وثرواته المنهوبة، وهو يوم عسير، ولن تفلتوا من العقاب، والفاتورة مؤجلة، وستعلقون في شر اعمالكم.
ولقد علمتنا الأيام أن هنالك عدالة كامنة، وان موازين الله منصوبة في خلقه ، والشعب الذي ‘ضحكتم’ عليه واستغللتم طيبته وحولتموه إلى بائس في وطنه، لن تفلتوا من ذنبه.
والشعب الذي أفقره ‘الفسدة’، وجعلوه محني الظهر والقامة، وأهدروا كرامته على خبز أبنائه ، وصار كل صباح يحمل ‘استدعاءاته’ إلى أبواب بيوت كبراء المسؤولين والذين أذلوه، ووزعوا عليه كراتين المساعدات على شاشات التلفزيون سيحاسبهم بلا هوادة.
فهي ليست أموالا مهدورة تلك التي استولوا عليها، ولم يجدوها على قارعة الطرقات، ولقد أخرجوها من دماء هذه الملايين ، وأصبحوا أصحاب أرصدة تملأ البنوك، وامتلك بعضهم قطار سيارات تصطف على كل جوانب ‘فيلته’ الفخمة، بعد أن كان خرجته مدرسة الفقر المدقع، اولئك اعداء الشعب، فقصورهم قبورهم، ونفوسنا مقاصل الحرية.
لا لن يفلتوا فحزن هذا الشعب، وفقره، وجوعه، ‘وكسرة’ خاطره، وجرح كبريائه يظل يطاردهم، وسيأتي اليوم الرهيب الذي يندمون فيه، ويندم أبناؤهم، فالعدالة تركض خلفهم، وهي اقرب إليهم من أنفاسهم، وان كانوا غافلين.
وليراجعوا مسيرتهم، ولينظر كل واحد فيهم خلفه، ولينظر الفاسد الذي علمهم الفساد إلى ما جمع في يديه، والكل يعلم من أين تجمعت الملايين ، وعشرات ، ومئات الملايين، وكيف بيعت الشركات العامة، ومن سهل البيع، ومن سمسر، ومن قبض الثمن، فقصورهم الفاخرة التي تحيط بها البرك، والحدائق الغناء، والأموال التي يصرفونها في الداخل والخارج اناء الليل واطراف النهار على ملذاتهم هي أموال المساكين الذين لا يستطيعون في هذه اللحظات دفع فاتورة الكهرباء.
ولكنهم لن يفلتوا فسيف العدالة خلفهم، ويوما ما سيقوم الشعب بواجبه، ويدفعون الثمن، فكل قرش اخذ من يد صاحبه لا بد أن يرجع، وان تبتر اليد القذرة، ومن أساءوا لجيوب الملايين، ومدوا أيديهم على غذاء ودواء، وأراضي، ومؤسسات هذا الشعب عليهم يد العدالة مسلطة.
ولقد تكاثروا حتى افسدوا الهواء، وصار الفساد معيار النجاح والثراء، والمسير للحركة السياسية، وامسك الفاسدون بمصير الناس، وأداروا لعبة مصالحهم، وضيعوا حقوق المساكين، ومن فرط رحمتهم بنا رهنوا مستقبل الأجيال القادمة للمساعدات الخارجية، وحملونا مديونية مليارية ستجثم عقودا على كاهل الأردنيين .
غير أن لا جريمة تبقى بدون عقاب، ولا سرقة يطويها الزمن، ولا مظلوم إلا وسيلقى لحظة عدالة، وان اليوم الرهيب لا بد قادم، وسيصب عليهم الشعب سوط عذاب ، وان غدا لناظره قريب.