العلاقة الزوجية… الاهتمام عنصر أساسي!

 

حصادنيوز-الاهتمام “مطلب أساسي” في سير الحياة بين الزوجين، ويعني تركيز انتباه كل منهما على الآخر، أو على دائرة اهتمامه. ولكن مع بعض الموروثات الفكرية المغلوطة، والانغماس في مشاغل الحياة اليومية، يعتاد الزوجان على وجودهما معاً، ليتشكل نوعٌ من العلاقة الجليدية التي ما تلبث أن تجمد كل ما يتعلق بحياتهما.

فهل يعي الأزواج أهمية المبادرة بالاهتمام؟ لأنه نبض العلاقة والمحفز لاستمرارها قوية ومتقدة، وماذا يفعل أحد الشريكين إذا سئم من استجداء اهتمام الآخر؟

غياب الاهتمام
“طبعي هكذا.. لا أجيد الكلام المعسول.. الجميع هكذا” وغيرها من الردود التي تتلقاها الأربعينية عالية الجمال من زوجها حين مواجهته بعدم شعورها بأي اهتمام منه، على الرغم من محاولاتها تغيير هذا الطبع منذ سنوات.

تقول عالية “أهتم بكل شؤون حياتنا البيتية، وأعلم ما يدخل البهجة إلى نفسه وأقوم به، كما أسعى دائما إلى التخفيف من قلقه وآلامه. وللأسف، أرى في المقابل أنني استجدي اهتمامه”.

يعلق الخمسيني مروان السيد بأنه يقتنص الفرص المناسبة للمبادرة والاهتمام بالتفاصيل المحببة إلى قلب زوجته، حتى لا يشوب علاقتهما الملل والرتابة، وبالتالي تفقد جماليتها.

ويقول “أقدّر زوجتي، إلا أنها منشغلة دائماً بعملها ومهام الحياة الأسرية، وبين حين وآخر أجهز مفاجأة ما، وتفرح بها كثيراً. لكن في المقابل، ألاحظ غياب الاهتمام من طرفها”.

وتشاركهما الرأي خولة السيد بقولها إن الاهتمام مطلب رئيس في الحياة الزوجية، لذا لا بد من تنمية مهارة الاهتمام وتعلمها، وهي تتحقق بالمبادرة لا الانتظار والطلب من الطرف الآخر، موضحة أن غياب الاهتمام أحد الأسباب التي أدت إلى انفصالها عن زوجها.

الاهتمام لا يطلب
بدوره، يقول استشاري العلاقات الزوجية والنفسية الدكتور أحمد سريوي “الاهتمام لا يُطلب، وإنما هو تصرف تلقائي. فإذا طُلب فقد هذا التصرف معناه ورونقه وأصبح بلا قيمة. وعليه، فإن الحياة الزوجية حياة تشاركية في معظم الأشياء ومن أهمها الاهتمام”.

ويشير إلى أن استجداء الاهتمام من أحد الطرفين للآخر متعب نفسيا، إذ يجعل المستجدي يدخل في دوامات التفكير السلبي المتمثلة في عدم تقدير الآخر وفقدان شعور الحب، وغيرها من الأفكار والمشاعر السلبية التي تساهم في صناعة الفرقة والجفاء والبرود العاطفي بين الأزواج.

الرجل يرى الحب بالمواقف
يشدد الدكتور سريوي على ضرورة التفرقة بين وجود الاهتمام من أنواع عدة، ونقصان الاهتمام في جانب واحد وهو الجانب العاطفي، “فقد يهتم الزوج لمرض زوجته ويرعى شؤونها ويقدم حاجاتها على حاجاته، ولكن على الصعيد العاطفي يحاول أن يعبر عن مشاعره تجاهها بين حين وآخر. وكرجل، فإنه يرى الحب بالمواقف، بينما هي كزوجة ترى الحب بالعواطف، فتحدث المشكلة”.

ويضيف “تعتقد الزوجة أن الرجل لا يهتم بها ولا يحبها، فيجب على المرأة أن تفهم طبيعته، وألا تكون متطلبة عاطفيا، وأن تفرق بين أنواع الاهتمام التي قد يقدمها الرجل كتعبير منه عن الحب بشكل مادي، وهي تنتظر منه الكلام والاهتمام العاطفي المعنوي”.

حاجة أولية
من جهته، يقول الاستشاري الأسري الدكتور أحمد عبد الله إن الاهتمام على الرغم من كونه حاجة مهمة يجب تلبيتها بين الزوجين، فإنه يخضع لاختلاف طبيعة كل منهما وطريقة تفكيره.

ويرى أنه لإنجاح أي علاقة زوجية يجب النظر فيها من خلال عيون الآخر، فتقديم الاهتمام للزوجة يجب أن يكون بطريقتها هي، وتقديم الاهتمام للزوج يجب أن يكون بطريقته هو.

مغالطات
إحدى أهم المغالطات التي تؤثر في حياة الشريكين تكمن في اعتبار أن الاهتمام يجب ألا يُطلب، وأنه من المفروض تقديمه بلا طلب من الطرف الآخر، وفق الاستشاري عبد الله الذي يرى أن “الاهتمام يُطلب، وهذا لا يكون أبدا على حساب الكرامة أو المكانة الاجتماعية، فنحن بفطرتنا الطبيعية نطلب الاهتمام كل يوم من حولنا، بسلوكيات كثيرة ومتنوعة، وليس بالضرورة بالكلام”.

ويضيف “لذلك، وقبل السأم من عدم تلبية هذه الحاجة، علينا أن نسأل أنفسنا: ما الذي أوصل الأمور إلى هذه المرحلة؟ هل هو الاستسلام للمغالطة؟ هل هناك اهتمام، ولكنه ليس بالطريقة المطلوبة، أو ليس بالكمية المطلوبة؟ إذا أجبنا عن هذه التساؤلات، فلن نصل لمرحلة السأم”.

ويعتقد عبد الله أن المشكلة أعمق من موضوع الاهتمام الذي هو عارضٌ لمرض أعمق، وعلى الزوجين البحث للوصول إلى أسبابه وطرق علاجه.

ماذا يحدث عند عدم الاهتمام بالشريك؟
تحت عنوان “ماذا يحدث عندما يكون هناك نقص في الاهتمام بين الشريكين؟” نشر موقع “ماريج” (marriage) موضوعا عن أهمية الاهتمام بالحياة الزوجية، وأثره على بقاء العلاقة وديمومتها بين الطرفين.

وعدَّد الموقع مجموعة من العوامل التي تؤثر سلباً على الحياة العاطفية بين الزوجين، وهي:

فقدان الاتصال: إذا توقفت عن منح زوجك الحب والاهتمام اللذين يستحقهما، فأنت تنجرف بعيداً، وإذا أصبحت المحادثات المعتادة في وقت متأخر من الليل شيئاً روتينياً ستتحول لاحقاً إلى لا شيء. ومع الأيام ستصبحان غريبين.

أن تكون غير حساس: قلة الاهتمام بالعلاقات تجعلنا غير حساسين من نواح كثيرة. وبمرور الوقت، لن نرى حاجات شريكنا، ما يؤدي إلى تلاشي الرابطة التي تجمع الزوجين والعائلة ككل.

ضعف احترام وتقدير الذات: إذا اعتاد زوجك/زوجتك على التجاهل، فمن المحتمل أن يكون لديه تقدير سيئ للغاية لذاته، وسيؤثر عليه ذلك بشكل كبير أكثر مما يمكنك توقعه.

هذه العوامل من شأنها أن تدفع أحد الزوجين إلى التفكير في أنه لا يحظى بالاهتمام الكافي في العلاقة، ربما لأنه لا يستحق ذلك، وهذا الشعور يمكن أن يكسر أي شخص.

نصائح للاهتمام بالشريك
اعلم أنه جهد يتطلب المثابرة: عندما تبدأ شرارة العلاقة بالتلاشي، يبدأ أحد الطرفين في النظر بعيدا عن شريكه والاهتمام بأشياء مختلفة. لذلك، عليك أن تدرك أن العلاقة القوية تحتاج إلى اهتمام كامل من كلٍ منكما. ولتحقيق ذلك، تحتاج إلى الاهتمام بشريكك كل يوم.

التخطيط لرحلة معا: في بعض الأحيان، قد يؤدي الجدول المزدحم للزوجين أو أحدهما إلى مشكلة قلة الاهتمام. إذا كنت تعتقد أنك تريد أن تجعل شريكك يشعر بأنه مميز، ولكن ليس لديك ما يكفي من الوقت، فخطط لرحلة معه، ما يجعل شريكك يشعر بالتقدير.

اتخاذ القرارات معا: في بعض الأحيان، قد تجعلك الحياة الرتيبة تشعر بشيء خاطئ في علاقتك أو بنقص الانتباه. ومع ذلك، إذا قمتما بتغيير روتينكما اليومي وبدأتما القيام بالأشياء معاً، فقد يؤدي ذلك إلى كسر الرتابة وتقريبكما من بعضكما.

افهم مظالم شريكك: قد يبدو أن شريكك يزعجك باستمرار، لذا عليك أن تفهم مشاعره، وأن تتعمّق في سبب قيامه بذلك، حتى لا تزيد الأمور سوءاً بينكما.”