حصاد نيوز _ شهدت مدينة طرابلس شمال لبنان، مساء الثلاثاء، توترا واحتجاجات على غياب الاهتمام بضحايا “زورق الموت” الذي غرق في البحر قبل حوالي شهرين.
وذكرت “الوكالة الوطنية للإعلام” أن بعض الشبان في منطقة القبة (طرابلس) اطلقوا رصاصا كثيفا في الهواء احتجاجا لعدم اهتمام المسؤولين بانتشال جثث ضحايا “زورق الموت” الذي غرق قبالة جزر طرابلس.
وتحدثت وسائل إعلام محلية عن أن هذا التوتر تحوّل إلى مواجهات واشتباكات بين الأهالي والقوى الأمنية التي سعت لاحتواء التوتر وعدم تفاقم الأمور.
تحرك الأهالي جاء بعد شهرين على غرق “زورق” قبالة مدينة طرابلس في 23 أبريل/نيسان الماضي، وكان يقلّ حوالي 90 شخصا بينهم نساء وأطفال حاولوا الهرب من مأساة الحياة في لبنان فمات معظمهم غرقا في البحر، فيما لا يزال أكثر من 30 ضحية يرقدون في أعماق المياه غالبيتهم من الأطفال والنساء، بعدما تمكن الجيش من إنقاذ 45 شخصاً وانتشال 6 جثامين.
وفيما توقفت عمليات البحث لعدم امتلاك لبنان الوسائل اللازمة، يسود الترقّب عما ستقوم به الغواصة التي أعلن أنه سيتم استقدامها من مرفأ بأستراليا عن طريق جمعية لبنانية، لتقوم بمهمة البحث.
ويأتي تحرك الأهالي بعد مطالبتهم قبل 3 أيام بتحقيق شفاف ومستقل يكشف المتورطين، وذلك في مؤتمر صحفي عقدوه بجانب عدد من المحامين الذين يتولون القضية، وذلك بعد توجيه الأهالي أصابع الاتهام إلى عسكريين بالمسؤولية عن غرق الزورق نتيجة ملاحقتهم له لمنعهم من الهجرة غير الشرعية
ومن جانبه، أكد النائب عن طرابلس أشرف ريفي في حديث لـ “وكالة الأنباء المركزية” في وقت سابق، أن مسار التحقيقات والخيوط التي تكشفت حتى اللحظة لا تزال طي الكتمان، مشيرا إلى أنها في عهدة الجيش اللبناني وهو يتولاها بدقة وشفافية”، مع تأكيده أن الإبقاء على سرية المعلومات ضروري حفاظا على سلامة التحقيقات.
وعن الغواصة التي ستعمل على البحث عن الجثث، أوضح ريفي أنها انطلقت من جزر الكناري وتحديدا من مرفأ جزيرة تينريفي الإسباني في 13 يونيو/حزيران على أن تصل إلى شاطئ طرابلس في 6 يوليو/تموز وستمكث لمدة 7 أيام وهي المدة المقررة للقيام بأعمال البحث وانتشال رفات ما بين 28 و30 ضحية يرجح أن تكون عالقة في الزورق على عمق 470 مترا.
وأكد ريفي، أن الغواصة لن تغادر قبل إنجاز مهامها حتى لو تطلب الأمر تكبد مصاريف إضافية، إلا إذا جد ما ليس في الحسبان عندها، لكننا نأمل خيرا من انتشال الرفات وتكريمها”.
وليست تلك المرة الأولى التي يغرق فيها زورق في لبنان، ولكن عدد الضحايا هذه المرة كثير، وذلك مع تفشي ظاهرة الهجرة غير الشرعية، ولا سيما من طرابلس، أكثر المدن فقرا في لبنان.