العقوبات والإدانات الغربية التي تهدف إلى زيادة الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تتسبب في رد فعل عكسي داخل روسيا، إذ تزيد التفاف الشعب الروسي حول رئيسه، حسب تقرير نشره موقع “أكسيوس”.
وينقل التقرير عن عالم الاجتماع في جامعة موسكو، غريغوري يودين، أن الروس يؤمنون بأنه “من المستحيل تغيير سلوك بوتين”، وبالتالي يدعم نصف الشعب الروسي بوتين دون شروط، والنصف الآخر يفعل ذلك في محاولة للحفاظ على حياته.
“لا يمكن تحمل الأخبار المروعة التي تأتي من أوكرانيا، مثل مذبحة بوتشا، وما يحتاجه الروس هو قصة يمكن تصديقها لدعم سلطتهم والحفاظ على بقائهم، والسلطة تقدم لهم هذه القصة”، وفق يودين.
ولفت التقرير إلى أن أي شخص يعارض سياسات الكرملين يتعرض لقمع لا يمكن مواجهته، فقد تمكنت السلطات من إخماد الاحتجاجات التي شهدتها بعض المدن الروسية في بداية الهجوم على أوكرانيا، وكل من يعارض يواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى 15 عاماً.
وفيما يتعلق بالعقوبات المفروضة على روسيا، فقد أدى قرار العديد من العلامات التجارية بمنع بيع منتجاتها داخل روسيا، إلى غضب الناس، وعكس المتوقع لم تؤد زيادة الأسعار إلى لوم بوتين، بل تعميق الشعور العام بأن الغرب هو أساس المشكلة من البداية.
فقد تضخم الشعور السائد بين الروس، بأن العدوان الغربي وسياساته هي التي تسببت في نشوب هذا الصراع في المقام الأول، وفق مدير مركز ليفادا لاستطلاعات الرأي، دينيس فولكوف.
يوضح فولكوف أن نسب تأييد الشعب الروسي لبوتين ارتفعت من 81 في المئة في نهاية مارس/آذار، إلى 83 في المئة وفق آخر استطلاع رأي، وبدلاً من شعورهم بالغضب بسبب الغلاء والعقوبات الاقتصادية، فإنهم يمدحون بوتين لوقوفه في وجه الولايات المتحدة.
ويرى التقرير، أنه إذا كانت سياسات بوتين الحالية تشكل خطراً عليه في المستقبل، فإنها حالياً لم تؤدِّ إلى خسارته، بل بالعكس، إلى زيادة احتشاد الشعب الروسي خلفه.